فيتامينات قصصية.. مزرعة الحيوان

الكاتب البريطاني جورج أورويل في بي بي سي


لا يوجد حيوان يتمتع بالحرية بسبب هيمنة البشر؛ فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يستهلك ولا ينتج، ووظيفته الوحيدة أن يُصبح قائدًا على كل الحيوانات. رأى الحيوانات أن الإنسان يدفع بالحيوانات للعمل بمجهود أكبر من طاقتها الاعتيادية لتنتج أكثر؛ فيسرق منها ما تنتج؛ وعندما تهرم هذه الحيوانات فإن الإنسان يقدم على ذبحها.

كانت الثورة هي الطريق الوحيد إلى الحرية، فأعلنت الحيوانات أنها ستتوحد من أجل طرد البشر من المزرعة "كل البشر أعدائنا؛ وكل الحيوانات رفاق".


كانت الثورة هي الطريق الوحيد إلى الحرية، فأعلنت الحيوانات أنها ستتوحد من أجل طرد البشر من المزرعة "كل البشر أعدائنا؛ وكل الحيوانات رفاق".



ظل بعض الحيوانات يشعر بالولاء لـ مستر جونز، المشرف على المزرعة، وتخوّف البعض من إمكانية عدم مقدرة الحيوانات على إدارة المزرعة، ولكن الثورة قامت على جونز مبكرًا.

في يوم ذهب مستر جونز، لتناول الخمر؛ ونسي إطعام حيوانات المزرعة؛ فقامت الأبقار بكسر سقف المخزن وبدأت ثورة الجياع فأكلت كل ما تجده من مخزون، وعندما علم مستر جونز عذّب الحيوانات بشكل عنيف؛ فردت الحيوانات على هذا الإرهاب بمهاجمة مستر جونز ورجاله وطردوهم من المزرعة، وانتصرت الثورة.
توجه الحيوانات إلى مخزن المعدات وأحرقوا كل المعدات التي كان يستخدمها مستر جونز في تعذيبهم؛ واستيقظت الحيوانات في اليوم التالي وأصبحت ترى المزرعة بعيون جديدة محاولة أن تستوعب الواقع الجديد وهو أن المزرعة أصبحت الآن ملكًا للحيوانات لا البشر.

قررت الحيوانات بعد نجاح ثورتها أن تضع سبعة مبادئ (كل ما يدب على قدمين فهو عدو الحيوانات؛  كل ما يدب على أربعة أقدام أو يطير فهو صديق؛ لا يجوز للحيوانات أن تلبس ملابس؛ لا يسمح لأي حيوان بالنوم في سرير؛ لا يجوز لأي حيوان شرب الكحول؛ لا يجوز لأي حيوان قتل حيوانا آخر؛  جميع الحيوانات سواسية).

قضت حيوانات المزرعة فصل الصيف في حصاد الحقول الزراعية وتجاوز المحصول ما كان متوقعا، وانتشرت أخبار ثورة المزرعة مما جعل مستر بيلغنتون، ومستر فريدرك، مالكا المزرعتين المجاورتين لمزرعة الحيوانات خائفين من إمكانية انتشار الثورة إلى حيوانات مزارعهما؛ ولكن عدائهما لبعضهما البعض منعهما من الاتحاد والوقوف في وجه حيوانات مزرعة الحيوانات، وكانا دائما ما ينشران شائعات عن عدم مقدرة حيوانات المزرعة على إدارة المزرعة بعد الثورة.

قادت الخنازير المزرعة بعد رحيل مستر جونز، وحصل خلاف بين الخنزيرين "نابليون، وسنوبول" فكان سنوبول قد أثبت للحيوانات أنه من خلال دراسته لكتب مستر جونز قرر بناء طاحونة هوائية لمصلحة المزرعة اقتصاديًا، ولكن نابليون أصر على أن على الحيوانات يجب أن تركز على مهامها واحتياجاتها لا التفكير في مشاريع مستقبلية.

وقف الكلاب مع نابليون، وهاجموا سنوبول وطردوه، وأعلنوا أن سنوبول ابن مزرعة الحيوانات صار من الأعداء، وأعلن نابليون أن اجتماعات يوم الأحد صارت للمراسيم الشكلية من أناشيد ورفع العلم وشعارات تحيا المزرعة، بعدما كانت اجتماعات نقاشية لها طابع ديمقراطي، ومنع النقاشات نهائيًا، كما أعلن أن المزرعة لا يجب أن يحكمها إلا الخنازير. الخنازير فقط، لأنهم أقوياء.

وكان الحصان سكويلر صوت نابليون الإعلامي بين الحيوانات، فأشاع أن الخنزير سنوبول خائنًا؛ وأطلق شعار المزرعة الجديد "نابليون دائما على حق". وقرر نابليون إنشاء الطاحونة وأعلن سكويلر أنه لم يعارض إنشاء الطاحونة أبدًا؛ فصدقه الحيوانات وظلت تعمل بجد من أجل بناء الطاحونة؛ وفي هذه الأثناء خفضت القيادة الحصص الغذائية للحيوانات.

كانت المزرعة تحتاج مُعدات لا تستطيع الحيوانات توفيرها، فأقنع الحصان سكويلر الحيوانات أن عليهم أن يتعاملوا مع البشر لتوفير المعدات، وأكد لهم أن مبادئ المزرعة لم تمنع الحيوانات من التعامل مع البشر، فخالفوا المبدأ الأول "كل ما يدب على رجلين فهو عدو".

انتشرت شائعات حول نوم الخنازير في الأسرة وهو اختراق لأحد قوانين المزرعة السبعة، ووجد الحيوانات أن المادة أضيفت لها كلمة جديدة غيرت معناها "لا يجوز أن تنام الحيوانات على أسرة بأغطية".

قامت عاصفة هواء شديد، فوقعت الطاحونة نظرًا لبنائها بشكل ردئ، فأصدر نابليون حكمًا بالإعدام على سنوبول، متهمًا إياه بهدم الطاحونة والعمالة لـ مستر جونز.بعدها ألقى كلمة مؤثرة وأقنع باقي الحيوانات بضرورة إعادة بناء الطاحونة؛ وختم كلمته بترديد عبارات: تحيا الطاحونة؛ وتحيا مزرعة الحيوانات.

في برد فصل الشتاء القارس,عانت الحيوانات في إعادة بناء طاحونة الهواء، ولم تجد الحيوانات إلا القليل من الطعام، فقرر نابليون بيع أربعمائة بيضة أسبوعيًا من بيض الدجاج؛ ثار الدجاج على هذا الظلم الشبيه بظلم مستر جونز، فقطع نابليون حصص الدجاج الغذائية، وماتت تسع دجاجات من الجوع قبل أن تستسلم الأخريات. واكتشفت الحيوانات أن مبدأ "لا يجوز لأي حيوان أن يقتل حيوانا آخر" قد تغير إلى " لا يجوز أي حيوان أن يقتل حيوانا آخر بدون سبب". اعتقدت الحيوانات أن ذاكرتها قد خانتها فأسقطت سهوًا آخر كلمتين، في هذه الأثناء عملت الحيوانات بشكل مضاعف أجل إعادة بناء الطاحون، وظل  سكويلر، الحصان الإعلامي يقرأ عليهم إحصاءات المزرعة التي تريهم أن أمور المزرعة في تحسن.

أجبر نابليون كثير من الحيوانات على الاعتراف بمشاركتها في مؤامرة مع سنوبول بعد تعذيبهم، وطردهم خارج المزرعة.

أصبح نابليون يلقب بالزعيم، ودخل في مفاوضات مع الأعداء "مستر فريديرك، ومستر بيلغنتون" من أجل رغبته في بيع مجموعة من الأخشاب. صدمت الحيوانات من الخبر؛ وتحدثت الخنازير والحصان سكويلر عن ذكاء نابليون عندما لم يقبل شيكًا بالمبلغ وأصر على أخذه نقدًا، وقبل استعمالها اكتشف نابليون أن الأموال مزورة.

ورغم الأزمة الاقتصادية وجوع الحيوانات، أمر الخنزير نابليون ببناء مدرسة خاصة لتعليم الخنازير فقط، وأمر بإقامة احتفال حول المزرعة يستمع فيه للخطب وانتصارات الخنازير.

أعلنت الحكومة نابليون رئيسًا بإجماع؛ كونه كان المرشح الوحيد للمنصب. تمضي السنون والكثير من الحيوانات ماتت أو هرمت.


رغم الأزمة الاقتصادية وجوع الحيوانات، أمر الخنزير نابليون ببناء مدرسة خاصة لتعليم الخنازير فقط، وأمر بإقامة احتفال حول المزرعة يستمع فيه للخطب وانتصارات الخنازير.


وبعد فترة شاهدت الحيوانات الحصان سكويلر وهو يمشي على قدميه الأماميتين مثل الإنسان، بعدها ظهر الخنزير نابليون ماشيًا على قدميه الأماميتين أيضا حاملًا سوط. كما شاهدت مستر بيلغنتون يتناول الخمر مع الخنزير نابليون، وأثنى مستر بيلغنتون على مجهود الخنازير في المزرعة والتي جعلت الحيوانات تنتج أكثر وتتغذى أقل؛ كما قال أنه يسعى لإدخال هذه الخطة إلى مزرعته؛ رد نابليون، بأن الخنازير لا تريد شيئًا غير تقوية الجانب الاقتصادي، وأن حيوانات المزرعة لن تنادي بعضها البعض من الآن فصاعدا بكلمة رفاق.

حدث خلاف على لعب القمار بين نابليون ومستر بيلغنتون فعلت أصواتهما، مما جعل الحيوانات تراقبهم من بعيد لتكتشف أنها لم تعد لديها القدرة على التمييز بين اللاعبين؛ أيهما خنزير وأيهما إنسان؟!

القصة لجورج أورويل؛ بتصرف

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة