هل هناك حياة أخرى بعد حكم السيسي؟

كارتون: الاشتراكيون الثوريون



"بعدما تقاعد من الجيش صار وزيرًا للنقل، مؤهلاته تسمح له بهذا، فهو عسكري، ومصر تحتاج إلى عسكري كما تعلمون. في زيارة مفاجئة ذهب سيادة اللواء وزير النقل إلى إحدى محطات المترو، وكان عمال المترو قد استعدوا للزيارة (المفاجئة) منذ 7 أيام، كان يمشي في المترو وسط الركاب متبسمًا؛ هناك من لا يعرفه ولم يألف وجهه "ركّاب عاديون" وهناك من يعرفه جيدًا ويضرب له تعظيم سلام "ركاب مخبرون" وهؤلاء كانوا أكثر.

بعد زيارته المفاجئة، قرأنا أخبارًا مضمونها أن وزير النقل قد استسمح الشعب في أن ترتفع سعر تذكرة المترو لأن المترو بيخسر؛ ومن ضمن الأخبار أن أحد الركاب سأل الوزير متحمسًا: - انتوا مغلتوش تذكرة المترو ليه؟ مش تبقوا تغلوها؟! (معك حق يا عم الحاج، فنحن نعيش في رفاهية شديدة ونشعر بالزهق من كون تذكرة المترو رخيصة، نحن لا نحب الأشياء الرخيصة لأننا أغنياء جدًا).

بعد أن روّجت وسائل الإعلام لارتفاع سعر تذكرة المترو عن طريق بث شائعات ونفيها لمعرفة مدى قابلية الشارع لهذه الخطوة المنتظرة، أعلن الوزير أن المترو يخسر، وأن التذكرة يجب أن ترتفع الضعف، ولا مانع من أن يرتفع المواطن، المهم ألا يخسر المترو. لا داعي لاستغلال المساحات الفارغة في المترو طالما يمكننا استغلال المواطن، ولا داعي للتعاقد مع شركات تدفع ملايين في الترويج لمنتجاتها والتي بالطبع ستدفع أكثر عندما تعلم أن أكثر من 5 مليون يستخدمون مترو الأنفاق يوميًا سيتمكنون من مشاهدة الإعلانات. لا داعي لكل هذا الهراء فالحل بسيط؛ على المواطن أن يدفع".

 
في النرويج متوسط دخل الفرد 38 ألف و951 دولارًا  مقابل 33 ساعة ونصف إسبوعيًا، نحو (700 ألف جنيه مصري).
 

هذا ما كتبته في مقال سابق بتاريخ 9 فبراير 2016؛ وأثبتت الأيام أن مصدر شائعات ارتفاع تذكرة المترو، قد يكون مبنى أمني في لاظوغلي، أو عسكري في العباسية، المهم أنها ليست شائعات، وأنه ما زال هناك من يتخوف من غضب الشارع، إن كان هناك شارع؛ وعندما يتخذ قرارات مؤلمة يحاول تمهيدها عن طريق أذرعه الإعلامية كي لا يغضب كل حي لا يرزق في هذه البلاد.

حدث هذا في قرارات تعويم الجنيه وغرق المواطن، وفي ارتفاع أسعار السولار والكهرباء والماء، وفي بث شائعات عن رفع الدعم ثم نفيها ثم تطبيقها.

أقيل وزير النقل العسكري، لكن معاشه ما زال مستمر، فكل وزير يأتي في هذا البلد ولو بقي في وزارته ساعة واحدة تمن عليه البلد بمعاش شهري، وكل فقير لو عمل طوال عمره في مكان ما وأصابه مرض ما لا حق له سوى كسر حُقّه.. وجاء وزير النقل المدني ليكمل مسيرة من سبقه في تطبيق سياسة التضييق على الفقراء أكثر والانتقام منهم أكثر ورفع سعر تذكرة المترو 100% بدعوى أن المترو يخسر.

تبريرات الحكومة ومؤيدي السيسي لا منطق فيها ولا عقل، يتحفك أحدهم بقوله أنه في أوروبا والدول المتقدمة سعر تذكرة المترو يفوق سعر تذكرة المترو في مصر مرات عديدة، قد يبدو الأمر مختلفًا لو كنا في عهد مرسي، أليس كذلك؟!

المبرراتي الحكومي أو المبرراتي المؤيد نسي أو تناسى أو جهل أنه في البلاد المتقدمة التي يحكي عنها وقت الحاجة فقط، ويتناساها ويلعنها مثلًا في أوقات حقوق الإنسان والحريات وخلافه، تحترم المواطن وتعامله كمواطن فقط، لا كقطعة شطرنج كما يحدث هنا.

لو تحدثنا مثلًا عن مترو "روسيا" الذي تبلغ سعر تذكرته نحو 0.61 دولار فعلينا أن نعلم أن متوسط دخل الفرد بلغ نحو 15 ألف دولار أمريكي سنويًا، نحو 270 ألف جنيه مصري.

في النرويج متوسط دخل الفرد 38 ألف و951 دولارًا  مقابل 33 ساعة ونصف إسبوعيًا، نحو (700 ألف جنيه مصري).

في سويسرا يبلغ متوسط الدخل السنوي للفرد مقابل 35 ساعة من العمل إسبوعيًا، 33.491 ألف دولار أمريكي، أي ما يعادل 612 ألف جنيه مصري.

في أستراليا يبلغ متوسط الدخل السنوي الذي يتقاضاه الفرد مقابل 36 ساعة إسبوعية من العمل، 31 ألف و588 دولارًا أمريكيًا، أي ما يعادل 576 جنيه مصري.

في ألمانيا  صافي الدخل الذي يحصل عليه المواطن 30 ألف و252 دولار أمريكي، بعد دفع كل الضرائب، أي ما يعادل حوالي 540 ألف جنيه مصري.

في النمسا يبلغ متوسط الراتب السنوي للفرد النمساوي 31 ألف و173 دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 558 ألف جنيه مصري.

وفي كندا يبلغ متوسط الدخل السنوي للفرد مقابل العمل لـ36 ساعة إسبوعيًا حوالي 29 ألف 365 دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 522 ألف جنيه مصري.

في السويد يبلغ دخل المواطن السنوي نحو 29 ألف و 185 دولار أمريكي، ما يعادل نحو 522 ألف جنيه مصري.

وفي فرنسا يبلغ دخل المواطن السنوي 28 ألف و799 دولار أمريكي، ما يعادل حوالي 521 ألف جنيه مصري.

وحتى في البلاد الديكتاتورية التي يحاول البعض الاستشهاد بها سنجد مثلًا في كوريا الشمالية التي يحكمها المجنون "كيم كونج" متوسط دخل الفرد يتراوح بين 25 و 30 ألف دولار أمريكي.

وفي مصر قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن متوسط الدخل السنوي للأسرة المصرية بلغ ٤٤.٢ ألف جنيه في عام 2015، أي ما يعادل 2400 دولار، فعن أي دول متقدمة نتحدث؟!

***
لا أعلم السر في أن تتواجد طائفة من البشر في هذه الدولة الظالم حكامها ليكون شغلها الشاغل الدفاع عن النظام حتى لو على حساب الوطن. بعيدًا عن تعذيب السجناء وقمع الحريات واعدام الصحافة وفساد الحكومة وعبث البرلمان؛ ستجد هذه الطائفة مثلًا تبرر بيع تيران وصنافير، وحاضرة بقوة في الدفاع عن الحكومة تجاه علاقتها غير الشرعية مع إسرائيل؛ وفي القرارات الاقتصادية التي تخرق جيب المواطن؛ هذه الطائفة احتفلت بارتفاع سعر تذكرة المترو وقالت أن هذا القرار جاء متأخرًا؛ وفي ظني أن هؤلاء لا يعلمون كيف يبدو المترو من الداخل، هذه الطائفة لم تتعاطف مع الواقفين في طوابير تذاكر المترو من أجل الحصول على عدد من تذاكر المترو قبل تطبيق الزيادة الجديدة ولكنها وصفتهم بالبخل ولم تفكر في أنه بين هؤلاء آلاف لا يحتملون زيادة 44 جنيه شهريًا إذا كانوا يعملون 5 أيام في الأسبوع، بينما راتبهم قد لا يتخطى 1200 جنيه ولم يرتفع حتى الآن.

هذه الطائفة إذا قررت المعارضة يومًا ما، ستعارض سائق الميكروباص الذي رفع سعر المواصلة نصف جنيه، ولن تعارض الحكومة التي رفعت سعر السولار، تعارض بائع الخضار المتجول وتعارض عامل لا يكفيه راتبه، ومتسول لا يجد عمل. باختصار إنها طائفة تعارض الفقراء والضعفاء، فقط.

 
لا أعلم السر في أن تتواجد طائفة من البشر في هذه الدولة الظالم حكامها ليكون شغلها الشاغل الدفاع عن النظام حتى لو على حساب الوطن.
 

وعلى هذه الطائفة الفريدة أن تجد تبريرًا في كتب التاريخ حتى لو كان غير منطقي لكل ما قاله السيسي للفقراء:
 (* انتوا مش عارفين إنكم نور عنينا ولا ايه؟
* أنا لا يمكن أرفع الدعم عن الفقراء؛ وقسمًا بالله مش هرفعه غير لما أخليهم أغنياء.
* لن يحدث أي ارتفاع في الأسعار حتى لو ارتفع سعر الدولار، وأحب أقولكم الدولار مش هيرتفع ولا حاجة.
* أحب أقول للتجار اللي مخزنين السلع تخلصوا منها عشان الجيش هيتدخل ويرخّص الأسعار.
* عينيا على الإنسان المصرى البسيط اللى ظروفه صعبة؛ ولن يحدث تصعيد فى الأسعار، أه أنا بقول، لن يحدث تصعيد في الأسعار!)

قد تبدو الحياة شبيهة للعدم في ظل هذه السلطة وتلك السياسات وذلك الرئيس، فهل تؤمنون بوجود حياة أخرى بعد حكم السيسي؟!

أخي الملحد: لا تحتفل بعيد الأم وتبرع لشراء

مصدر الصورة: مصر العربية


"أيها المراؤون .. توقفوا عن الدفاع عن الله بقتل الإنسان، ودافعوا عن الإنسان كي يتمكن من التعرف إلى الله".. جبران خليل جبران.

إذا لم يكن هناك قبول واسع لدى العوام لكل هذا الهراء الحادث باسم الدين في شرق الأرض وغربها، لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، فبدعوى الدفاع عن الدين (أي دين) تُرتكب الحماقات ويضطهد الناس وتقطع الرقاب، وباسم الدين يجمع بعض المشايخ والقساوسة والرهبان الثروات، وقد يصبح كل غير معقول هو المنطق وخلافه كفر وهرطقة.

***
باسم الدين كانت الكنيسة الحاكم الحقيقي لمعظم دول أوروبا، وقامت حربًا استمرت ثلاثين عامًا بين الكاثوليك والبروتستانت خلال القرن الـ17 في ألمانيا، انتهت بمجاعات وتدمير شامل، وأُبيد نحو 40% من شعوب أوروبا البروتستانتيين وما يقرب من نصف سكان ألمانيا.


كل ما يحدث في هذه البلاد باسم الدين ليس إلا هراء نرتكبه جميعًا.


باسم الدين أُنشأت محاكم التفتيش الإسبانية (1478-1834) بدعوى مواجهة الهرطقة (بِدْعة في الدِّين) وتعزيز قوة النظام الملكي المُوحد في المملكة الإسبانية، وقامت الكثير من المجازر ضد اليهود الإسبان في ذلك الوقت وأجبروا على اعتناق المسيحية أو الموت،  ولم يسلم من يعلن اعتناقة للمسيحية حينها  من العذاب وطورد في كل مكان.

باسم الدين أُجبر مسلمي منطقتي "فالينسيا وأراغون" على تحويل ملتهم إلى المسيحية وترك الإسلام 1526.

باسم الدين قُطع رأس الحسين وسالت دماء رفاقه في كربلاء، وقاد السفاح الحجاج بن يوسف الثقفي جيوش المسلمين وصَلب ابن الزبير وقَتَلَه بعد أن أقام مجازر لآلاف المسلمين.

وباسم الدين اشتعلت الثورة العباسية ضد الأمويين وتخطت أعداد الضحايا 600 ألف وفي رواية "مليون".

باسم الدين قتل الجيش العثماني مليونًا من الأرمن، وقامت مذابح سيفو ومذابح ديار بكر ضد المسيحيين.

باسم الدين تقتل داعش مسيحيين في مصر وسوريا والعراق وغيرها، ويُقتل جنود ومدنيين وتفجر مستشفيات وتقوم حروب كاملة بين سنة وشيعة، وشيعة وشيعة، وسنة وسنة، كاثوليك وبروتستانت، يهود وغير يهود.

باسم الدين أطلق اليهود على أنفسهم "شعب الله المختار" واحتلوا فلسطين واستباحوا دماء شعبها وقتلوا رجالها ونساءها وأطفالها وطرود شعب فلسطين من بيوته من دون وجه حق.

باسم الدين كان التصويت لصالح التعديلات الدستورية واجب شرعي، ومن يدعو للتصويت ب "لا" كاره للدين، وباسم الدين ترك أحدهم العظة وأفتى فيما لا يفقه فيه "وقالت الصناديق للدين.. نعم".

باسم الدين أرسل لي أحدهم رسالة جاء فيها "استيقظوا يا أمة محمد وقوموا جميعًا لنتصدى للعنة هولندا، وندمرها اقتصاديا، إنا لله وإنا إليه راجعون، نزل الفيلم الهولندي الإباحي الذي يسخر من حبيبنا محمد، وقد هددت هولندا نائب مسلم بأنه لو قاطع المسلمون منتجاتهم سيبثوا الفيلم في كل القنوات. إذا لم ترسل هذه الرسالة لـ20 شخص كي تدافع عن دينك فلا تنتظر من الله أن يستر عليك وعلى أهلك". والحقيقة أن خلافات سياسية حدثت بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وهولندا، فقرر أنصار أردوغان محاربة هولندا بطريقة ساذجة تافهة مخلوطة بتجارة الدين، ولو بحثنا في هذا الموضوع على محرك البحث "google" لوجدناه قد نشر بنفس الصياغة في أعوام 2010، 2011، 2014، 2017.

أكاد أجزم أن لو رجلًا طلق امرأته ولا يريد أن يعطها حقوقها، لبرر موقفه أمام المحاكم وادعى أن زوجته كفرت بالله وسبت الرسول فتنتهي القضية لصالحه ويتحول الرأي العام ضدها. لم لا وهناك رقاب تطير بعد أن يقول السياف "بسم الله الرحمن الرحيم".

***
لماذا يحدث كل هذا الهراء باسم الدين؟

يمكن للدماء التي أغرقت الأرض أن تجعل الشيوخ والرهبان ينتفضوا على منابرهم ضد الدم، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا؛ إلا من رحم ربي.
الشيوخ والقساوسة مهمتهم باتت واضحة، حماية الأنظمة القمعية، كما حدث في العصور القديمة والوسطى والحديثة.

"اثنان في أوطاننا يرتعدان خيفة من صحوة النائم.. اللص والحاكم". أحمد مطر.

ولا نوم للناس إلا برجال الدين، (أي دين) وكلٌ يدافع عمن يحب بعد أن يمزج كلامه بأحاديث الدين، هذا يدافع عن حاكم ويقول أنه نبي، وذاك يدافع عن معارض ويطلق عليه المسيح، تعددت الأسباب والنوم واحد.

عندما هُجّر المسيحيين من سيناء، على أيدي جماعات ترتكب الجرائم باسم الدين، انتظرت طويلًا خطبة جمعة واحدة عما حدث لهم، ويبدو أنني سأنتظر أكثر مما انتظرت.

فخطبة كانت كلها عن حرمة "عيد الأم" وأن الهدايا في هذا اليوم بالذات تُعد "بدعة" اخترعها الكفار، وقال الخطيب الذي عُين من وزارة الأوقاف "احذروا عذاب الله وابتعدوا عن هذه البدع الغربية، عيد الأم حرام، وإعطاء الأمهات هدايا في هذا اليوم تحديدًا حرام، تجنبوا فعل المعاصي التي لا تدركون مخاطرها كي لا تندمون يوم لا ينفع الندم". (هل تصدقون حقًا أن الله سيعذبنا لأننا احتفلنا بأمهاتنا؟!).

الهراء بعينه أن تنتهي الخطبة بالدعاء للحكومة في أن يوفقها الله على تحمل كل هذه التحديات الاقتصادية التي يتسبب فيها الكفار.. فهل حذركم الله من الاحتفال بعيد الأم، ولم يحذركم من نفاق الحكام؟!

***
لو أن هذا لم يحدث أمام عيني لظننت أنها مسرحية، بل إن المسرحية مهما كانت ساخرة أو خيالية ستظل أكثر واقعية من هذا المشهد.

يتحدث الشيخ "الشايخ" في الخطبة التالية مع الملحدين ويحاول إثبات وجود الله، ويكاد يبكي وهو يتحدث مع الملحد (الذي يصلي الجمعة) يبدو المشهد أكثر عبثية عندما يقرر البعض أن يهز رأسه موافقًا أو متعظًا من رسالة خطيب الجمعة للملحدين؛ وفي الجزء الثاني من الخطبة وجه الشيخ رسالته للملحدين وحثّهم على التبرع "تبرعوا لشراء تكييف" لأن الصيف على الأبواب.

بالمناسبة  لِمَ علينا أن نتبرع لشراء جهاز تكييف في مسجد أو كنيسة لمجرد أنه مسجد أو كنيسة؟! بينما هناك من ينامون في الشوارع. ولم علينا أن نبني كل يوم مسجد وكل يوم كنيسة ولا نلتفت لهؤلاء اللاجئين في كل البلاد ممن لا يجدوا ملجئًا لهم سوى مخيمات من القماش؛ وممن طردوا لحروب سياسية وبعضها دينية؟!
 لماذا مشاعرنا مرهفة جدًا تجاه دور العبادة ولا نشعر بالمشردين؟ أليس هذا عبث؟ّ!


بدعوى الدفاع عن الدين (أي دين) تُرتكب الحماقات ويضطهد الناس وتقطع الرقاب.


لم علينا أن نثق في رجل ما لمجرد أنه عامل في مسجد ويجمع التبرعات؟ أليس الفساد منتشر في كثير من الناس (المتدينين وغيرهم)؟ ألم تسمعوا عن رجال دين "نصابين" وعن صكوك غفران باسم الدين؟!

لماذا نثق في الحكام فقط عندما يرتدون رداء الدين حتى لو كانت أفعالهم لا تدل على نعراتهم الدينية؟

الثقة العمياء في كل شئ له علاقة بالدين ليست إلا جاهلية حديثة، وعلينا أن نراجع أنفسنا في هذه المسألة جيدًا حتى نتحرك خطوة واحدة للأمام.

وكل ما يحدث في هذه البلاد باسم الدين ليس إلا هراء نرتكبه جميعًا؛ أليس كذلك؟!
لا تسرق الشوكولاتة.. الوطن أضمن !

لا تسرق الشوكولاتة.. الوطن أضمن !



بعد أن نجحت داعش في نصب كمائن في سيناء، وبعد أن هجّرت المسيحيين من بيوتهم، وبعد أن هدد الإرهاب كل شبر في مصر؛ اتخذت قوات الأمن المصرية ردًا قاسيًا لن ينساه التاريخ، وألقت القبض على «أب» سرق قطعة شوكولاتة لابنه؛  فانتهى الإرهاب وقُضي على الفقر والظلم والجهل والفساد.

القصة لا تحتمل السخرية، وقد تبدو السخرية منها شئ "بايخ" فالقضية كانت قضية حقًا، وكان بها قوات أمن ألقت القبض، ونيابة تأمر بحبس، وقضاء ينظر أمر المتهم ورجل يكتب أقوال المتهم وهيئة دفاع وشهود  واسطوانات مدمجة لإثبات سرقة الشيكولاتة.

كنت حينها أنتظر اتهامه بسرقة قطعة شوكولاتة والانتماء لجماعة محظورة، ولكن جرت الأمور على غير توقعاتي، فنشرت جريدة "الخراء التاسع" أخبارًا تفيد بأن الرجل لم يسرق قطعة الشوكولاتة من أجل ابنه؛ ولكنه سرقها لنفسه الضعيفة ولا حول ولا قوة إلا بالله. كما نشرت  صورًا للرجل وقالت أنها سبق صحفي؛ ولا يعلم أحد ما الفائدة من فضح الرجل ونشر صوره بهذا الشكل؟

 
إن فكرة التعاطف مع إنسان لأنه "كيوت" وشكله حلو، فكرة طبقية حقيرة.
 

كما حاول بعض المحسوبين على النظام الترويج لفكرة أن الرجل له سوابق؛ ولا أدري أي نوع من الدم يجري في وريد هؤلاء؟ هل هو دم حيوان الجربوع المصري الذي يعيش في الصحراء؟ أم دم حيوان الجعران الفرعوني؟ فهؤلاء لو تبنوا قضية الرجل ودافعوا عنه لنظر الناس لهم باحترام، حتى لو كان احترم منقوص.

على كل حال تشويه الفقراء ليست عادة جديدة، ففي 15 أكتوبر 2016 أحرق مواطن النيران في نفسه لمروره بضائقة مادية، ولما أظهر الجميع تعاطفه مع الشاب، بدأت الجرائد التابعة للأمن بنشر أخبار مثل "مفاجأة: الشاب الذي أشعل النار فى نفسه مسجل خطر" كما تعمدت بعض المواقع تعديل محتوى الخبر من "شاب يحرق نفسه بالاسكندرية لمروره بضائقة مادية" إلى "مسجل خطر يحرق نفسه لخلاف عائلي".

أما جريدة الأخبار الحكومية فقد هاجمت كل من عبّر عن استيائه بعد الواقعة وقالت "يحرص أصحاب الفكر المتطرف إلى تجنيد أي حدث لخدمة أغراضهم ولتحقيق رغباتهم الهادفة إلى إثارة الشعب المصري، وخلق حالة من الاستياء في الشارع" وكأن كاتب الخبر يعيش في كوكب غير ما نعيش فيه، فلا يحق لأحد الاستياء من الفقر كي لا يحسب على أصحاب الفكر المتطرف.

كما تبرع اللواء عبدالحميد خيرت، النائب السابق لرئيس جهاز مباحث أمن الدولة، وكتب على صفحته الشخصية "الشخص الذى أشعل النار فى نفسه بالإسكندرية، مسجل خطر وسبق اتهامه فى العديد من القضايا" وسرد سيادة اللواء أرقام القضايا التي اتهم فيها الشاب، ولكنه حتى الآن لم ولن يلاحظ أن كلها متعلقة بسرقات أشياء بسيطة للغاية، منها محفظة في أتوبيس نقل عام.

***
ما يحدث من تشويه متعمد لكل من يحظى بتعاطف شعبي، أسلوب مباركي قديم تستخدمه الأذرع الإعلامية للنظام للتخفيف من حدة الغضب؛ ففي سبتمبر 2010 أشعل مواطن النار في نفسه بمنطقة الدرب الأحمر بعد مروره بضائقة مادية، وتعمدت جريدة اليوم السابع حينها تسليط الضوء على أنه مسجل خطر، في داهية يعني، وأن علينا أن نحمد الله لأن حياته قد انتهت.

وقبل ثورة يناير بأربعة أيام أحرق عاطل نفسه في منطقة الطوابق بالهرم، لكن مجلة "دنيا الوطن" في 22 يناير 2011، قالت أيضًا أنه مسجل خطر يعاني من ضائقة مادية أدت إلى اكتئاب حاد.

تجاهلت وسائل إعلام كثيرة ما حدث في محافظة البحيرة فبراير الماضي، فقد أشعل سائق "توك توك" النار في نفسه ليلة زفافه بالبحيرة؛ اعتراضًا على استيلاء أمين شرطة على "التوك توك" مصدر رزقه الذي لا يلجأ للسرقة بسببه. لم يتم تداول القضية إعلاميًا سوى في برنامج العاشرة مساء على قناة دريم، وهذا الرجل الذي أحرق نفسه لو كانت قضيته قد أخذت نفس زخم سارق الشوكولاته لوجدنا الدولة وأتباعها تحاول إثبات أنه مسجل خطر ولا يجب التعاطف معه.

على كل حال تساوى من سرق علبة "شيكولاتة" بمن سرق مصر هو وعائلته، لكن الفارق الوحيد أن الأخير وعائلته لم يسجنوا كما يسجن البسطاء، والمسجلين خطر، لم يناموا على برش الزنزانة مثل الجميع ولم يحرموا من الكتب والأدوية والطعام ولم تمنع عنهم الأخبار؛ كانوا يعيشون في قصر رئاسي من نوع آخر.

***
انتشرت ظاهرة الفقر، وتزايدت أعداد الفقراء، بسبب سياسات الإفقار المتعمدة وانتشار ظاهرة الفساد التي حتمًا تؤدي إلى مزيد من الفقر. القانون أيضًا لا يحمي الفقراء بل يعاقبهم على كونهم كذلك، فبين جدران السجون سجينات حكم عليهن بسبب ديون صغيرة جدًا، وقد نشر موقع BBC تقريرًا أعده وليد بدرانبي في 8 مارس الجاري بعنوان "غارمات مصر: أحزان وراء القضبان" وجاء في التقرير قصصًا محزنة عن سجينات الفقر اللواتي يقبعن خلف الجدران بسبب فقرهن، ومن ضمن القصص التي ذكرها التقرير قصة "هالة" البالغة من العمر 63 عامًا، أرملة ولديها ستة أبناء، وهي متهمة بقضية إيصالات أمانة ومحكوم عليها بالسجن لمدة عامين، وهي أم مصرية بلا عائل ولا مصدر رزق، سعت لتجهيز إحدى بناتها للزواج، فكانت توقع على إيصالات أمانة وكان الضامن ابنها "أ" البالغ من العمر 28 سنة. لكن مع ضيق الظروف المعيشية، تعثرت فى سداد الأقساط فتراكمت عليها، فتقدم الدائن بشكوى ضدها هى وابنها، وحُكم عليها بالسجن عامين، وكانت قيمة الدين 5500 جنيه مصري. كما ذكر التقرير قصة نادية التي صدر حكمًا ضدها بالسجن لمدة 16 عاما، لاستدانتها لإجراء عملية جراحية في عين ابنها لكن بفضل تدخل جمعية رعاية أطفال السجينات خرجت بعد ستة أشهر فقط في السجن".

وهناك ملايين القصص التي لن نسمع عنها، ولن يخطر على بال أحدهم أنها قد تحدث، لكنها للأسف تحدث.

 
التعامل مع الفقراء على أنهم خطر يجب القضاء عليه، أسلوب حيواني بحت.
 

إن التعامل مع الفقراء على أنهم خطر يجب القضاء عليه، أسلوب حيواني بحت، فالأولى القضاء على على الفقر نفسه، الأولى محاكمة من سرق الوطن لا من سرق الشوكولاتة؛ وانتشار الفقر مرتبط ارتباط وثيق بانتشار الفساد، ولكن الواقع أن من يحارب الفساد هنا يسجن ويعزل من منصبه ولنا في المستشار هشام جنينة عبرة.

***
في إيطاليا قضت المحكمة العليا بأن سرقة الطعام لا يعتبر جريمة إذا كنت بحاجة ماسة إليه، وكان هذا الحكم في قضية رجل  أوكراني يعيش فى ظروف صعبة بمدينة جنوا الشمالية فى 2011 عندما قبض عليه وهو يسرق بعض الجبن والسجق بقيمة 4.07 يورو من أحد متاجر الأطعمة.

وقالت المحكمة فى نص حكمها "حالة المتهم والظروف التى حصل بها على البضائع تظهر أنه سرق القليل من الطعام الذي يحتاجه لتلبية حاجته الملحة والضرورية للتغذية."

إن فكرة التعاطف مع إنسان لأنه "كيوت" وشكله حلو، فكرة طبقية حقيرة، فالعقل يقتضي التعاطف مع الإنسان لكونه "إنسان" فقط. وما نحتاجه في بلادنا تجاه الفقراء قليل من العدل والإنصاف، وقليل من أفعال البشر العادية.

بقرارات رسمية: أراض خصصها السيسي للجيش منذ توليه الحكم

مصدر الصورة : الكرملين - موسكو


بدايةً؛ القانون يعتبر أن كل الأراضى الصحراوية ملكًا للقوات المسلحة، لكن يبدو أن القوات المسلحة ترغب في امتلاك أكبر قدر من الأراضي في فترات قصيرة جدًا، لأمور اقتصادية بحتة يستفيد منها الجيش فقط، في ظل أزمات اقتصادية كارثية تعاني منها البلاد، لا سيما الطبقة الكادحة والطبقة التي باتت تتأرجح بين الطبقة الكادحة حينًا والمتوسطة حينًا آخر. فالجيش بات منافسًا للمدنيين في كل أمور الاقتصادية بدعوى مساعدة المواطنين، لكن الواقع لم يثبت هذا الادعاء حتى الآن.
منذ أن تولى عبد الفتاح السيسي حكم البلاد في يونيو 2014 اتخذ قرارت عديدة بتخصيص أراض للقوات المسلحة، وانتشرت في الآونة الأخيرة أخبار كثيرة عن تخصيص الرئيس المصري عبد الفتاح أراضي عديدة للجيش، ولكن لم تكن بعض الأخبار موثقة إلى حد كبير، كما كانت هناك أخبار كاذبة تنشر لأغراض سياسية، ولم ترفق بعض الأخبار بأرقام القرارات الرسمية لتخصيص هذه الأراضي.
وفي تقريرنا هذا ننشر عدد المرات التي خصص فيها الجنرال السابق عبد الفتاح السيسي أراضي للقوات المسلحة بأرقام القرارات الرسمية، في محاولة لتوثيقها بشكل صحيح لا يدع مجالًا للشك في صحة المعلومات.

قرار يضمن استثمار الجيش للأراضي التي يخليها

كان أول القرارات المتعلقة بأراضي وعقارات الجيش، والتي اتخذها الرئيس المصري في ديسمبر 2015، قبيل انعقاد مجلس النواب، قرارًا من شأنه الإبقاء على الأراضي المملوكة للجيش حتى بعد إخلائها، ويمكن القوات المسلحة من استغلالها في أي مشاريع خاصة بها بالشراكة مع أجانب، وأتاح القرار لجهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة لأول مرة حرية إنشاء شركات تجارية هادفة للربح.
ففي 4 ديسمبر 2015، أصدر عبد الفتاح السيسي قرارًا رقم 446 لسنة 2015 لتنظيم قواعد التصرف في الأراضي والعقارات التي تخليها القوات المسلحة، ونص القرار على أن
يتولى الجهاز (جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة) تجهيز وإعداد مدن ومناطق عسكرية بديلة للمناطق التي يتم إخلاؤها والقيام بجميع الخدمات والأنشطة التي من شأنها تحقيق أهدافه (الجهاز) وتنمية موارده، وله في سبيل ذلك تأسيس الشركات بكافة صورها سواء بمفرده أو بالمشاركة مع رأس المال الوطني أو الأجنبي
مما أتاح الفرصة للجيش بأن يطلق شركة لاستزراع الأسماك بقيمة 150 مليون دولار تحت اسم «الشركة الدولية للمنتجات البحرية» بشراكة المستثمر السعودي الشيخ محمد عامر الجاري، وشركة ألمانية خاصة باستزراع سمك التونة.
جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة، لم يكن سابقًا له دور تجاري، وكان يحصل على تعويضات مالية من الخزينة العامة للدولة، مقابل الأراضي التابعة للقوات المسلحة والتي تجري عليها مشاريع اقتصادية أخرى لا تخص القوات المسلحة. ويعد هذا القرار بمثابة إطار رسمي وتشريعي للقوات المسلحة، كي تعمل بشكل قانوني في استغلال ما تملكه من أراض على مساحات ضخمة في صحراء مصر وغيرها من الأراضي.

تخصيص أراضي العاصمة الإدارية وتجمع زايد العمراني للجيش

أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي القرار رقم 57 لسنة 2016، الذي بموجبه تم تخصيص 16 ألفًا و645 فدانًا من الأراضي الواقعة جنوب طريق القاهرة السويس للجيش؛ وهي أراضي العاصمة الإدارية الجديدة وتجمع زايد العمراني، المنتظر الانتهاء من إنشائهما في غضون من خمس إلى سبع سنوات، بهدف الابتعاد عن الزحام الشديد والتلوث في القاهرة؛ ومن المتوقع أن تتكلف العاصمة الجديدة 300 مليار دولار.
وتم اتخاذ هذا القرار بعد أن قرر رجل الأعمال الإماراتي، محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار» العقارية الإماراتية الانسحاب من خططه لإقامة عاصمة إدارية جديدة في مصر، قائلا إنه لم يتم التوصل لاتفاق «يرضي الطرفين» مع مصر بخصوص العاصمة الجديدة.
ويبدو أن هناك اتجاهًا لدى القوات المسلحة بالاستحواذ على الأراضي والعقارات التي سترتفع قيمتها لأهداف اقتصادية تخص الجيش، عن طريق شركات تابعة له، فما لم تتطرق له الصحافة حاليًا هو أن العاصمة الإدارية الجديد تعد الآن ملكًا للقوات المسلحة بقرار رئاسي.

تخصيص أرض للقوات المسلحة بدعوى استخدامها في الاستزراع السمكي

عندما تسمع للوهلة الأولى أن هناك مشاريع استزراع سمكي ضخمة لتوظيف الشباب، قد تصدق ما يقال، لكن عندما تطلع على قرار رئيس الجمهورية رقم 270 لسنة 2016، قد تغير رأيك تمامًا، لا سيما وقد تدخل الجيش في أغلب المجالات الاقتصادية التي تؤدي إلى الربح الهائل، ولم يستفد الشعب حتى الآن من تدخل الجيش في الاقتصاد بهذا الشكل لا سيما في ظل الكوارث الاقتصادية التي تحدث في وقتنا الحالي منذ تحرير سعر صرف الجنيه وانخفاض قيمته بشكل غير مسبوق أمام الدولار الأمريكي.
نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر، 23 يونيو 2016، عددًا من القرارات الجمهورية كان أهمها الموافقة على إعادة تخصيص مساحة 2815.14 فدانًا من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة الكائنة بمنطقة غليون بكفر الشيخ لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة لاستخدامها في مشروعات الاستزراع السمكي وهو القرار رقم 270 لسنة 2016.
وتأسس جهاز الخدمة الوطنية بقرار رئيس الجمهورية رقم 32 لسنة 1979 عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي من الاحتياجات الرئيسية للقوات المسلحة لتخفيف أعباء تدبيرها عن كاهل الدولة مع طرح فائض الطاقات الإنتاجية في السوق المحلية والمعاونة في مشروعات التنمية الاقتصادية في الدولة.
وتتمثل مهمة الجهاز، وفق موقعه الإلكتروني الرسمي، في «تنمية الناتج القومي بالتعاون مع المؤسسات المدنية، مع التركيز على مشروعات البنية التحتية، خصوصًا المشروعات التنموية في المحافظات الحدودية كشمال وجنوب سيناء والوادي الجديد».
ويتبع الجهاز عدد كبير من الشركات (نحو 21 شركة) تنشط في قطاعات عدة، مثل البناء والنظافة والزراعة والصناعات الغذائية.
ويمتلك الجهاز الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضي، تعمل في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني في شرق العوينات، بالإضافة إلى جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة.

قرارات تخصيص الأراضي

1. قرار جمهوري بتخصيص 6 آلاف فدان لصالح الجيش

أبضًا بدعوى الاستزراع السمكي أيضًا وتوظيف الشباب؛ أصدر عبد الفتاح السيسي، في 4 يوليو 2016، قرارًا جمهوريًا رقم 313 لسنة 2016 بالموافقة على تخصيص مساحة 6174.17 فدانًا من الأراضي المملوكة للدولة لصالح القوات المسلحة. ونشر القرار في الجريدة الرسمية 12 يوليو من نفس العام.

2. تخصيص الأراضي الصحراوية على جانبي الطرق الجديدة لصالح وزارة الدفاع

أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بتخصيص الأراضي الصحراوية بعمق 2 كيلومتر على جانبي 21 طريقًا جديدًا يتم إنشاؤها وإصلاحها حاليًا، لوزارة الدفاع، على أن تعتبر مناطق استراتيجية ذات أهمية عسكرية لا يجوز تملكها.
وينص القرار الذي يحمل رقم 233 لسنة 2016 على أن هذا التخصيص لا يسري على التصرفات التي قامت بها أجهزة الدولة في هذه المساحات قبل صدور هذا القرار.
واشتمل القرار على خريطة لتحديد بيانات الشبكة القومية للطرق التي تقرر تخصيص الأراضي الصحراوية الواقعة بعمق 2 كيلومتر على جانبيها لوزارة الدفاع، وهي:
  1. الطريق الدائري الإقليمي من تقاطعه مع طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وحتى تقاطعه مع طريق بلبيس مروراً بطرق الواحات والفيوم والصعيد الغربي والصعيد الشرقي والعين السخنة والسويس والإسماعيلية.
  2. طريق بني سويف الزعفرانة.
  3. طريق الإسماعيلية العوجة.
  4. طريق طابا رأس النقب.
  5. طريق رأس النقب نويبع (وادي وتير).
  6. طريق العريش رفح.
  7. طريق شرق بورسعيد الشط عيون موسى شرم الشيخ.
  8. القطاع الشمالي من محور 30 يونيو (من دائري بورسعيد حتى تقاطع طريق الصالحية).
  9. محور الضبعة بوصلاته.
  10. طريق الواحات البحرية الفرافرة.
  11. طريق بني مزار الواحات البحرية.
  12. طريق أسيوط الفرافرة.
  13. طريق عين دلة سيوة.
  14. طريق سيوة جغبوب.
  15. طريق جنوب الفيوم وادي الريان الواحات البحرية.
  16. طريق الفرافرة عين دلة.
  17. طريق أسيوط سوهاج البحر الأحمر.
  18. وصلة طريق الشيخ فضل طريق رأس غارب.
  19. وصلة طريق المنيا رأس غارب.
  20. طريق قنا سفاجا.
  21. طريق مطروح سيوة.

3. في يوم واحد.. قراران للجيش.. وآخر للداخلية

في 15 يونيو، نشرت الجريدة الرسمية موافقة السيسي على إعادة تخصيص قطعة أرض من الأراضي المملوكة للدولة ملكية بمساحة 3.17 كيلو متر مكعب نقلاً من الأراضي المملوكة للقوات المسلحة وأراضي وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لصالح جهاز الصناعات والخدمات البحرية، التابع لوزارة الدفاع.
وفي نفس اليوم 15 يونيو، نشرت الجريدة الرسمية القرار الجمهوري رقم 272 لسنة 2016، بالموافقة على إعادة تخصيص قطعة أرض من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة بمساحة 1284638 م٢ الكائنة بجهة العين السخنة بمحافظة السويس لصالح القوات المسلحة وذلك نقلاً من الأراضي المخصصة للأنشطة السياحية.
في نفس اليوم صدر القرار رقم 234 لسنة 2016 بإعادة تخصيص مساحة 244 فدانًا من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة والكائنة في أول طريق (القاهرة/ الفيوم) الصحراوي لاستخدامها في معسكرات الأمن المركزي في منطقة الجيزة لصالح وزارة الداخلية.

4. الاستزراع السمكي للمرة الثالثة.. تخصيص مساحة 107.55 فدانًا للجيش

في أغسطس 2016، أصدر السيسي قرار رقم 332 لسنة 2016 بإعادة تخصيص مساحة 107.55 فدانًا من الأراضى المملوكة للدولة ملكية خاصة بجهة مثلث الديبة غرب بورسعيد لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لاستخدامها فى مشروعات للاستزراع السمكى. وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تخصيص أراض للجيش بدعوى مساعدة الشباب وتوظيفهم، مما يفتح المجال لتخصيص كل الأراضي المصرية لصالح القوات المسلحة لتوظيف كل الشباب في الاستزراع السمكي!

5. تخصيص 14 ألفًا و596 فدانًا للقوات المسلحة غرب وصلة الضبعة

في فبراير 2017 أصدر عبدالفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا رقم 101 لسنة 2017 بالموافقة على إعادة تخصيص مساحة 14 ألفًا و596 فدانًا من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة للدولة بجهة غرب وصلة الضبعة محور الضبعة بمحافظة مطروح وفقًا للخريطة والإحداثيات المرفقة، لصالح القوات المسلحة.

6. تخصيص أراض في شرق النيل ببني سويف وشرق العوينات للجيش

في مطلع مارس 2017، نشرت الصحف المحسوبة على النظام الحالي أخبارًا تفيد بأن السيسي قد أصدر قرارًا بتخصيص أراض للاستصلاح الزراعي؛ لكن الواقع أن الصحف لم تنشر القرار كاملًا.
فقد أصدر عبدالفتاح السيسي في مارس 2، القرار الجمهوري رقم 85 لسنة 2017 بالموافقة على تخصيص قطعة أرض بمساحة 1351 فدانًا من الأراضي المملوكة للدولة بجهة شرق النيل وذلك لاستخدامها في نشاط الاستصلاح والاستزراع.
كما أصدر قرارا رقم 86 لسنة 2017 بالموافقة على إعادة تخصيص مساحة 1.141254 فدانًا من الأراضي المملوكة ملكية خاصة شرق العوينات لصالح القوات المسلحة.
آخر تعديل : 11/03/2017 - 2:41 م
المصادر

ميسي ورونالدو ومش قادر أديك.. وأشياء أخرى


إعلان كريستيانو رونالدو

"أنا لست حياديا، أنا مع الـ "تحت"، مع أولئك الفقراء البسطاء الذين يكونون دائما عند خط الواجب الأول، أولئك الذين يسكنون تحت سقف الفقر الواطي ولكنهم يقفون عند خط المعركة العالي". - ناجي العلي.

الحمد لله، ظهر "كريستيانو رونالدو" على فضائية مصرية يملكها رجل الأعمال "أحمد أبو هشيمة" وحصل على مبلغ خمسة ملايين جنيه مصري مقابل ظهوره 30 دقيقة؛ أي أنه حصل في كل دقيقة واحدة على مبلغ 170 ألف جنيه..

بالمناسبة لو كان  متوسط دخل المواطن المصري 2000 جنيه شهريًا، فإن مجموع ما يحصل عليه في 7 أعوام عمل"168 ألف جنيه" وحينها عليه أن يجتهد قليلًا من أجل الحصول على 4 آلاف في العام الثامن من العمل وليعلن للعالم حينها أنه استطاع الحصول على في 7 أعوام وشهرين عمل من دون طعام وشراب وملبس ومسكن وفواتير وعلاج، أن يجمع ما جمعه رونالدو من فضائية مصرية فقيرة في دقيقة واحدة.

 
هل سيصدق "ميسي"، أن هذه القرية لا توجد بها "صيدلية" واحدة، وأن أقرب مدرسة لأبنائها تقع على بعد 5 كيلومترات من القرية؟!
 

(في عام 2015 خصصت الحكومة لقرية "بخانس" شمال قنا، وهي من أفقر القرى على مستوى مصر؛ 396 ألف جنيهًا، لتطوير القرية الخالية من المياه والكهرباء والمدارس والمصانع).

بعدها ظهر ميسي في نفس الفضائية مع نفس الإعلامي "عمرو أديب" الذي يحصل على 25 مليون جنيه سنويًا، ويمكننا التوقع بأن ميسي حصل على نفس المبلغ الذي حصل عليه منافسه رونالدو؛ وسيظهر لاعب برشلونة الشهير "نيمار" قريبًَا وقد يحصل على نفس المبلغ المالي أيضًا.

لم يكتف ميسي بالظهور على فضائية أبو هشيمة، ويبدو أن اللعبة قد أعجبته كثيرًا، فقرر زيارة مصر مقابل الحصول على مليون يورو بحسب موقع "تحيا مصر"، وطبعًا تشرفت مصر بزيارة ميسي جدًا؛ والعالم لن يلتفت لما يحصل من تهجير قسري لأهالي سيناء وسيأتي من أجل زيارة الأهرامات الثلاثة بعد أن زارها ميسي؛ ولا تنسى أخي المصري وأختي المصرية أن زيارة ميسي تعد انجازًا للسيد الرئيس عبد الفتاح سعيد خليل حسين السيسي كرم الله وجهه حتى ولو وضعت وجوهنا في التراب وجعله رئيسًا مدى الحياة حتى لو انتهت حياتنا جميعًا.

ولا أدري لماذا روجت مصر للسياحة العلاجية عن طريق "ميسي" رغم أنه لدينا عالم فريد وشهير في أمراض فيروس C اللواء عبد العاطي صاحب "جهاز الكفتة" فالرجل على استعداد تام لزيارة الأهرامات وأي مكان في مصر مجانًا، كما أنه لا مانع يجعله يتحدث للصحافة عن جهازه الأسطوري الذي أبهر العالم حد البكاء والضحك.

ناهيك عن أن ميسي قد أهدى "مصر" من قبل هدية ثمينة "جزمة مستعملة"، وهو أمر لو تعلمون عظيم، قابله المصريون بسخرية وغضب، ولكن موقعًا إليكترونيًا يملكه "أبو هشيمة" رد على سخرية المصريين وغضبهم، ونشر خبرًا بعنوان "قبل ما تتريق تعرف جزمة ميسي بكام؟" وذكر الموقع في متن الخبر أن جزمة ميسي لا تقل عن 20 ألف دولار. على كل حال حصلت مصر من ميسي على 20 ألف دولار، وحصل ميسي على مليون و300 ألف جنيه مقابل ظهوره فى البرنامج حينها. محدش قالك قبل كده إنك فقير أوي؟!

***
أقترح على وزارة السياحة أو وزارة الصحة اقتراحًا قد يبدو مزعجًا لكنه فعال أكثر من زيارة الأهرامات، محزنًا لكن قد يحترمه العالم أكثر، مؤلمًا لكنه لن يثير السخرية أبدًا.

ستكون الصورة أجمل بكثير لو زار المشاهير قرى فقيرة من دون رجال الأمن والطائرات العسكرية ومن دون توقيف الطرقات وتعطيل المواصلات و(الرخامة) على عباد الله المخلوطين في المواصلات.

قد تبدو زيارة الأهرامات من المشاهير رائعة، لكن قد تجلب قناة واحدة على موقع "يوتيوب" أضعاف ما تجلبه زيارة الأهرامات.

فلماذا لا ننظر للفقراء الذين قال لهم السيسي: "أنا مش مش عاوز أديك.. أنا مش عارف أديك.. حتاكلوا مصر يعني؟".

فلينظر من يروجوا لمصر عن طريق الأهرامات؛ إلى قرى لا تبعد كثيرًا عنها.

لو التقطت الطائرة العسكرية التي نقلت "ميسي" صورًا للأهرامات من "كادر" أوسع ومن مستوى أعلى، قد تظهر في الصورة قرية اسمها "أسكر" بمحافظة الجيزة، وهي قرية لا تصل المياه لبيوتها وعلى سيدات القرية أن يملئن جراكن المياه ويحملونها على رؤوسهن لاستخدامها في الشراب والطعام والغسيل، والقرية بها عدد من البيوت لا تصل الكهرباء إليها وبها منازل ينام سكانها على الحصير، لأن الفقر قد وصل مداه هناك ولا يستطيع الكثيرون شراء الأسرّة من أجل النوم عليها.

لو حلقت الطائرة في ارتفاع أعلى، والتقطت صورة من كادر أوسع، قد تظهر في الصورة "عزبة البحاروة" حيث الحياة فيها كالموت والفقر فيها منتشر كانتشار عساكر الأمن المركزي في القاهرة، وطرمبات المياه المالحة هي المصدر الرئيسي للحياة، ولا توجد مدرسة واحدة ولا صرف صحي.

قد تبدو الصورة مؤثرة أكثر لو رأينا صورًا لرونالدو أو ميسي أو نيمار أو حتى أنجيلا ميركل في قرية "التل" بمحافظة بني سويف، حيث اختلطت مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وانتشرت الأمراض بين أهل القرية، وفي الممقابل يوجد نقص في الخدمات الصحية.

فهل سيصدق "ميسي" وجميع الزوار الكرام، أن هذه القرية لا توجد بها "صيدلية" واحدة، وأن أقرب مدرسة لأبنائها تقع على بعد 5 كيلومترات من القرية؟!

في نفس المحافظة "بني سويف" يعيش نحو 8 آلاف نسمة في قرية "دير الحديد" حياة تشبه حياة قرية "التل" فى ظل انعدام تام للكهرباء والمياه، وخدمات الصحة والتعليم وغيرها من متطلبات الحياة أقل من العادية.

لماذا  نهتم لأمر الحجارة أكثر من أمر البشر؟!

فوفقا لآخر إحصائية أعدها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى يوليو 2016:

 
قد تبدو زيارة الأهرامات من المشاهير رائعة، لكن قد تجلب قناة واحدة على موقع "يوتيوب" أضعاف ما تجلبه زيارة الأهرامات.
 


- 27.8% من السكان فى مصر فقراء.
- 57% من سكان ريف الوجه القبلى فقراء، مقابل 19.7% من ريف الوجه البحرى.
- نسبة الفقراء فى مصر وصلت إلى أعلى مستوياتها بمحافظتي سوهاج وأسيوط لـ 66%.
- تليهما محافظة قنا بنسبة 58%.
- نسبة الفقراء عام 2015 هي الأعلى منذ عام 2000 بنسبة 27.8%.
- أكبر معدل تزاحم هو 9 أفراد يسكنون فى حجرة واحدة فى قسم السلام بمحافظة القاهرة.
- أكبر أسرة فى مصر عددها 29 فردا يعيشون فى مركز بنها بمحافظة القليوبية تسكن فى بيت ريفى من 9 غرف.
- 2.3% من الأسر فى مصر ما زالت تستخدم التليفزيون الأبيض والأسود.
- أعلن المركزي للإحصاء والتعبئة فى يناير 2017 بزيادة سعر الحبوب والخبز لـ54.1% والأرز 77%.
"بالإضافة إلى أن نسبة الصرف الصحي في القري طبقا لإحصائيات رسمية حكومية تبدأ من ٥ ٪ ولا تتعدى ١٢ ٪ ونسبة رصف الطرق لا تتعدي ٧٪".

"المساواة.. ألا يبلغ مواطن من الثراء ما يجعله قادرًا على شراء مواطن آخر وألا يبلغ مواطن من الفقر ما يجعله قادرًا على بيع نفسه". - جان جاك روسو.