30 يونيو ومتلازمة "سيسيكهولوم"


CNN



في إحدى أشهر عمليات السطو المسلح، أغسطس 1973، اقتحم سويدي يُدعى "جان إيريك أولسون" بنك "كريديت بانكن" في قلب العاصمة السويدية ستوكهولم، وتحديدًا في ساحة نورمالم ستورج، واحتجز بعض الأشخاص كرهائن داخل المصرف 6 أيام كاملة، بمعاونة أحد رفاقه.

رفض رهائن "أولسون" حينها التعاون مع الشرطة، وحاولوا الدفاع عن "جان  أولسون" ورفيقه أثناء محاولات القبض عليهما؛ ليس هذا فحسب؛ بعد القبض على المسلحين قام بعض الرهائن بجمع النقود للدفاع عنهم قانونيًا ومحاولة إخراجهم من السجن، كما رفضوا الإدلاء بأية شهادات ضدهم.

وقالت "كريستين إنمارك"، إحدى المختطفات في حادثة بنك كريديت بانكن، لـ الصحفي الأمريكي دانيال لانغ: "لقد أجريت مكالمة مع أولوف بالم -رئيس الوزراء السويدي آنذاك- وتوسلته أن يرسل سيارة تنقلنا مع جان إيريك إلا أنه رفض فقلت له أعتقد أنك لا تقوم بشيء سوى الجلوس هناك واللعب بأرواحنا. إنني أثق بإيريك وبزميله، ولا أشعر بأي نوع من اليأس. هم لم يرتكبوا أي أمر سيء معنا".

وأردفت مخاطبة رئيس الوزراء: "إن ما يقلقني بالفعل هو أن تداهم الشرطة المكان وتتسبب في مقتلنا. كما أن إيريك – الخاطف - قد سمح لإليزابيث بالتجوال لخوفها من الأماكن المغلقة و قد شعرت بالامتنان لذلك".

بعد هذه الواقعة أطلق الطبيب النفسي والباحث في علم الجريمة "نيلز بيجيروت" على حالة التعلق العاطفي التي يشعر بها الرهينة تجاه خاطفه مصطلح "متلازمة ستوكهولم" نسبة لمكان حدوث الواقعة.

متلازمة ستوكهولم لا تقتصر على اختطاف الأشخاص فقط، لكنها قد تكون في الاعتداء عليهم، أو الإساءة الشديدة لهم، أو العلاقات الاستغلالية، وقد يصاب الفرد أو الأفراد بمتلازمة ستوكهولم لعدة أسباب رئيسية منها:

- وجود تهديد لسلامة الشخص البدنية أو النفسية أو لعائلته، والاعتقاد بأن الشخص المسيء سوف ينفذ تهديده، وهنا تصبح الضحية غير قادرة على الكلام أو الأكل أو قضاء الحاجة من دون الحصول على إذن من الخاطف؛ وتحاول الضحية إرضاء الخاطف خوفًا من الأذى.

- إيمان المخطوف بقدرة ورغبة الشخص الخاطف في قتله، فيحدث اضطراب نتيجة الخوف، ويشعر المخطوف بأنه اقترب من الموت، مما يخلق بداخله عجز وهمي يوصف بالعودة لمرحلة الطفولة.

- وجود حالة تعاطف أو معاملة تبدو حسنة من الخاطف تجاه الضحية؛ يحدث ذلك عندما يقدم الخاطف بعض الطعام إلى المخطوف، أو معاملته بشكل حسن طالما أنه لم يخترق القواعد التي وضعها الخاطف.

- العزل عن جميع الأطراف المساعدة والداعمة للضحية، بحيث لا يرى المخطوف سوى خاطفه.

- الاعتقاد بأن الهروب من الخاطف أمر مستحيل، وأنه لا بديل سوى الاستسلام للخاطف، وهذا يولد إيمانًا لدى المخطوف بأن الخاطف هو المخلص الوحيد، ويقول علماء الطب النفسي أنه يولد داخل المخطوف حالة عشق تجاه الخاطف كما حدث مع كريستين إنمارك.

لم تكن حادثة ستوكهولم هي الحادثة الوحيدة، ففي كتابها "غسيل الدماغ: علم التحكم بالتفكير" تحكي الكاتبة "كاثلين تيلر" قصة الفتاة "باتي هيرست" وتقول: "في 1974، اختطفت باتريشيا هيرست، وريثة وحفيدة وليام راندولف هيرست، أحد عمالقة وسائل الإعلام الأمريكية قوية النفوذ، من قبل منظمة تطلق على نفسها اسم جيش التحرير التكافلي، وقد احتجزت في خزانة مقيدة ومعصوبة العينين أسابيع عدة، تعرضت خلالها للاعتداء الجسدي، في أثناء ذلك طالب جيش التحرير مؤسسة هيرست بفدية، لم تقتصر على طلب المال، بل منحة غذائية بقيمة ملايين الدولارات، وإطلاق سراح اثنين من أعضاء جيش التحرير".

وتكمل تيلر القصة قائلة: "في العام نفسه تسببت باتي هيرست بضجة إعلامية بمشاركتها جيش التحرير في عملية سرقة مصرف في سان فرانسيسكو، أعلنت على إثرها على الملأ شجبها لعائلتها وأبدت التزامها بجيش التحرير، بعد اعتقاله في أيلول 1975، بعد المشاركة في عملية سطو أخرى".

في ذلك الحين كانت "باتريشيا" ابنة الملياردير "راندولف هيرست" في التاسعة عشر من عمرها، وبعد أن بدأت محاكمتها، في مداولات وتحقيقات عديدة، قالت المحكمة الأمريكية أن باتريشيا مذنبة، وأنها ارتكبت جرائم السطو عن اقتناع وطواعية.

***
في مصر قطاع عريض أصيب بمتلازمة جديدة تسمى "سيسيكهولوم" وهذا القطاع من الكائنات قادر على إسهال تبريرات غير منطقية، وقد تتفوق هذه الكائنات في إسهالها على طائر البط.

ظهرت هذه الكائنات بعد مظاهرات 30 يونيو أو ما يعرف بالثورة المضادة، والتي كنت أحد المشاركين فيها.

بعض صفات مرضى سسيكهولوم المصري:
- بعد أن أعلن السيسي أن والدته قالت "متاخدش حاجة مش بتاعتك" في إشارة إلى بيع تيران وصنافير للملكة العربية السعودية، ووجدناهم يقولون أن تيران وصنافير كانت محتلة من قبل القوات المصرية، أو أن مصر كانت تحميها بمقابل مادي. لكن بعدما أوقفت شركة أرامكو السعودية تصدير البترول إلى مصر، وجدنا نفس المرضى يقولون أن السيسي كان يلعب مع السعودية بذكاء ودهاء، وأنه يجهز خازوقًا للملكة العربية السعودية ولن يسلمهم تيران وصنافير بعد اتفاقه مع البرلمان، وبأن البرلمان لن يوافق على البيع.. وهناك فريق سيساوي كان يرى أن أحكام القضاء بمصرية الأرض كانت باتفاق مع السيسي.

هؤلاء أيضا سبوا السعودية بعد أن كانوا يمدحونها، كلامهم كان مطابقًا لكلام الإعلامي أحمد موسى، فإذا قال أن المملكة العربية السعودية شقيقة، فهي شقيقة، وإذا قال لهم "انتي نسيتي نفسك يا سعودية ولا ايه؟ دا احنا مصر" فهو كذلك!.

- قد تجد مريض بمتلازمة "سيسيكهولوم" في هيئة بني آدم لا يصدق إلا رئيسه، فعندما قال السيسي بعد أن تولى الحكم أنه "لن يحدث ارتفاع في الأسعار، وأن الدولار لن يرتفع، وأن البلد دي بلدنا وكلنا هناخد فيها بما يرضي الله.. وبالقانون" ظل مصدقًا كل هذا الهراء حتى وقتنا الحالي، ولا يصدق كل ما يحدث حوله من ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، بل ويصدق أن انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار ليس إلا كذبًا إعلامي، ولو حدثت معجزة بعد شراء شئ ما بنفسه واكتشف أن ارتفاع الأسعار حقيقي، يبدأ في إسهال التبرير، لنفسه ولغيره "هو السيسي هيعمل إيه يعني؟ هيتحمل إيه ولا إيه".

- هؤلاء قد يتهمون شيوعيًا بأنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، طالما أن النيابة اتهمته بذلك، أو أن إعلام الأمن حاول تشويهه، وحدث هذا بعد القبض على القيادي العمالي كمال خليل، كما حدث مع كل من خالد علي وحمدين صباحي بعد أن عارضوا بيع تيران وصنافير.

- في سابقة عجيبة يهتفون بأن تيران وصنافير سعودية، ويقولون عن الذين قالوا أنهما مصريتان خونة!

- تناسوا أن العدو الأول لمصر هو ما يسمى "إسرائيل" ويؤمنون بأن العدو الأكبر "إيران، حماس، تركيا، قطر". طالما أن السيسي يؤمن بذلك.

- هؤلاء المرضى رغم كل ما حدث من بناء 21 سجنا بعد الثورة، وقمع كل معارض أو مؤيد معترض على قرار ما، ورغم حجب 114 موقعا صحفيا أكثرهم لا علاقة لهم بالإخوان، ورغم أن السيسي أوصل سعر الدولار من 7 جنيهات إلى 18 جنيها، وفي عهده ارتفع الدين الخارجي من 34 مليار دولار إلى 36 مليار، كما تخلى عن تيران وصنافير، وأدخلنا في معارك خارجية، وحوّل مصر إلى دولة تابعة لعدة دول أخرى؛ ما زالوا يظنون أن مصر ستحيا 3 مرات في ظل حكم السيسي، وهؤلاء لو ترشح السيسي للمرة المائة سيرقصون أمام اللجان على نغمة تسلم الأيادي، وهؤلاء أيضًا لا مانع لديهم من الدفاع عن أي منتصر وقوي حتى لو كان ممثلًا لقوى استعمارية.

(اللهم اشفي مرضانا ومرضى سيسيكهولوهم).

الحياة لهم.. ولنا





مصر العربية


(1)
في ديسمبر 1921، شهد سجن الحضرة عملية إعدام الأختين "ريا وسكينة" وحسب الله وعبد العال زوجيهما واثنين آخرين.

بعد نحو 100 عام من إعدامهم، ظهرت روايات موثقة عن برائتهم، وأشيع أن القضاء حينها كان خاضعًا للاحتلال الإنجليزي، وأن ريا وسكينة كانتا مناضلتين وتم إعدامهما ظلمًا.

قد تكون هذه الرواية منطقية، وقد تكون عكس ذلك، قد تصدق هذه الرواية، وقد تكذبها، وقد تلعن قائلها، ولكنك في كل الأحوال تتفق معي أن الجرائم لم تتوقف بعد إعدامهم، أليس كذلك؟!

قد يكون من العبث الكلام في قضية مر عليها نحو 100 عام، وقد يكون من الغباء تجاهلها، لكن الأكيد أن هؤلاء لو لم يعدموا ما انتهت الدنيا.

(2)
نفذت مصلحة السجون حُكمًا بالإعدام لـ 6 أشخاص في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "عرب شركس"، في 17 مايو 2015، وهم: محمد بكرى محمد هارون، هانى مصطفى أمين عامر، ومحمد على عفيفى، وعبدالرحمن سيد رزق، وخالد فرج محمد، وإسلام سيد أحمد إبراهيم.

بعدها بأيام قررت محكمة مصرية وقف حكم الإعدام، وإعادة فتح باب المرافعة، أمام دفاع المتهمين!

بعيدًا عن الجدل الدائر في مسألة براءتهم أم لا، ماذا استفدنا من إعدامهم؟ هل توقفت العمليات الإرهابية؟ هل تقدمت بلادنا؟!

كل ما في الأمر أن الدولة قتلت أناسًا قد يكون بينهم برئ واحد، واكتسبت أعداءًا جدد!

(3)
في مارس 2016، أعلنت الداخلية أنها (أعدمت) 5 أشخاص رميًا بالرصاص، أو قامت بتصفيتهم بعد اشتباكات مسلحة بينهم، بدعوى أنهم قتلة ريجيني، وأنهم كانوا مسلحين.

وهؤلاء لم يكونوا قتلة ريجيني، وكل الأدلة أثبتت أنهم ليسوا جماعة مسلحة، ولم يقاوموا الشرطة.

ولكن الشرطة هي من قتلت الطالب الإيطالي ريجيني، بعدما راودتهم شكوك حوله.
وأصدرت النيابة في 9 سبتمبر بيانًا يثبت براءة من تمت تصفيتهم، وأن الشرطة كانت تضع ريجيني تحت المراقبة.. بالمناسبة؛ لم يكن هذا البيان صادرًا من النيابة احترامًا لحق المعرفة، ولكنه كان خوفًا من أن يعلن الجانب الإيطالي قطع العلاقات مع مصر.

هل يمكن لدولة تعدم مواطنين رميًا بالرصاص، أن تكون محل ثقة في عدالة أحكامها عندنا تصدر أحكامًا بالإعدام، لا سيما في القضايا السياسية؟!

(4)
لِمَ علينا إلغاء عقوبة الإعدام؟

- ألغى 141 بلدًا، أو ما يعادل ثلثي بلدان العالم، عقوبة الإعدام في القانون أو الواقع الفعلي. بحسب منظمة العفو الدولية. لكن مصر على قائمة أكثر البلدان تنفيذا للإعدامات.

فإذا كانت البلدان الأكثر تقدمًا تتجه نحو إلغاء الإعدام نهائيًا، فلماذا ننافس نحن في قتل البشر الأبرياء؟

- عقوبة الإعدام جريمة قتل ترتكبها الدولة باسم العدالة، فالعدالة تقتضي أن يكون لكل إنسان الحق في الحياة، والحصول على فرصة أخرى من أجل تصحيح ما مضى؛ لو كان مجرمًا!

- بما إن العدالة غائبة، فقد نقتل إنسانًا لم يرتكب جريمة، ولعل علينا أن نؤمن بأن نجاة مذنب من القتل، خير من قتل برئ!

في الولايات المتحدة لم يتم تنفيذ حكم الإعدام على 156 شخصًا حكم عليهم بالإعدام منذ عام 1973 حتى 2015، بعد أن ثبتت براءتهم، وبالتأكيد هناك آلاف أعدموا وهم أبرياء.

- كل الأحكام بالسجن مهما كانت كبيرة، يمكن الرجوع عنها حال اكتشاف خطأ ما في القضية، وحال ظهور دليل جديد على براءة متهم، أما حكم الإعدام لا رجعة فيه.

وفي مصر آلاف القضايا (السياسية) التي حكم فيها القضاء أحكامًا قاسية بالسجن، وانتهت بالبراءة.

- الإعدام أداة سياسية، تستخدمها الدول القمعية لقمع معارضيها، وللتخلص من أشخاص مزعجين لهم، والتاريخ ملئ بقصص هؤلاء. فما بالك بحكومة تعتبر كل معارضيها خونة؟!

- الإعدام لا يردع أكثر من السجن، فهل انتهت الجرائم بعد إعدام مجرم؟ وهل اتعظ إرهابي بعد إعدام خلية إرهابية؟ وماذا عن هؤلاء الذي يظنون أنهم عندما يعدموا سيقتلون في سبيل الله؟ أليس تفكيرهم هذا حافز على عدم الخوف من الإعدام؟!

في قراءة شاملة بجامعة جنوب ويلز قارنت نتائج 74 دراسة حول تأثير حكم الإعدام كرادع؛ كان الكفة الراجحة في الأبحاث للقول بأن الإعدام ليس رادعًا وبأن حكم الإعدام يُنفذ غالبًا بسبب خلفيات إيديولوجية أو سياسية أكثر من كونه حكمًا للردع.

وإذا كان حكم الإعدام خصص للقضاء على الجريمة، فإن إيران من أكثر دول العالم تنفيذًا لأحكام الإعدام وكانت الثانية على العالم في عام 2007، وحينها أعدمت 317 شخص، فهل اختفت الجريمة في إيران؟! بالطبع لا، في عام 2009 كانت إيران في الثلث الأول بمعدلات الجريمة عالميا.

- الإعدام لا يقضي على الإرهاب، بل يخلقه، ماذا يفعل أبناء من تم إعدامهم؟ وخاصة لو كانوا أبرياء؟! هل تظن أنهم سيشاركون في الانتخابات أم في صناعة السلاح؟!
  
(5)
في عام 2014، نفذ حكم الإعدام في 14 مواطنًا مصريًا، وفي 2015، نفذ في 22 آخرين، وجرائم القتل بالإعدام ما زالت مستمرة.

ونحن الآن اقتربنا من جريمة قتل جماعية، ترتكبها الدولة، ونرتكبها نحن بصمتنا، في حق ستة أشخاص تعرضوا للاختفاء القسري وتم تعذيبهم ليعترفوا بشئ يبدو أنهم لم يرتكبوه.

فقد أيدت محكمة النقض، في 7 يونيو الجاري، أحكام الإعدام في حق 6 متهمين بقتل رقيب شرطة هم "خالد رفعت جاد عسكر، إبراهيم يحيى عبد الفتاح عزب، أحمد الوليد السيد الشال، عبد الرحمن محمد عبده عطية، باسم محسن خريبى، ومحمود ممدوح وهبة" وهي القضية المعروفة إعلاميًا باسم "شباب المنصورة".

فلا يسعنا إلا أن نطلب لهم حق الحياة، قبل أن يُقتلوا ويُقتل معهم ما تبقى من إنسانية في هذا الوطن.

علينا أن نتبرأ من قتلهم، وأن نطلب لهم الحياة.. ولنا.

الرايات المنكسة: جلسة البرلمان الأخيرة لمناقشة تيران وصنافير







انعقد صباح  اليوم اجتماع «لجنة الدفاع والأمن القومي» وعلى غير المتوقع انعقدت في ذات اليوم، الأربعاء 14 يونيو، الجلسة العامة داخل البرلمان للتصويت على تمرير اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية، وكان من المتوقع انعقادها في 20 يونيو المقبل.
وتعد مناقشة المجلس بشأن تيران وصنافير مخالفة للدستور والقانون، لا سيما أنه صدرت أحكام قضائية نهائية بمصريتهما.

لجنة الدفاع والأمن القومي

قبل ساعات من بدء اجتماع ما يسمى بلجنة الدفاع والأمن القومي؛ بدا المشهد أمام مجلس النواب بوسط القاهرة، أشبه بمنطقة عسكرية معزولة عن باقي القاهرة، وانتشرت عساكر الأمن المركزي والمدرعات في محيط المجلس، وأغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية لمجلس الشعب، ومنعوا المشاة من دخول شارع مجلس الشعب.
استمر اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي نحو نصف ساعة، وبعدها أعلنت اللجنة الموافقة بشكل نهائي على منح جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية.
قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، كمال عامر، بعد إعلان الموافقة: «لا تكونوا متحمسين جدًا، الجزيرتان كانتا سعوديتين»، وأضاف «مصر احتلت الجزيرتين بشكل سلمي».

الجلسة العامة

قبل انعقاد الجلسة العامة للتصويت على اتفاقية بيع تيران وصنافير، قال جمال عبد العال عضو دعم مصر: «الموضوع محسوم، والأغلبية ستوافق على سعودية تيران وصنافير».
وأضاف: «لو حدث عكس ذلك، سنتحول إلى دولة لا تحترم القانون ولا حقوق الغير»، وتابع «المعترضون على الاتفاقية يريدون ضياع البلد».

الحكومة

قال المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب «جميع المناقشات أثبتت أن تيران وصنافير سعودية، وأن الاتفاقية صحيحة ولا تخالف الدستور ولا يوجد بها ما يعرّض أمن الدولة للخطر».
وأضاف «أن تكون تيران وصنافير سعودية، فهذا يحقق المصلحة العليا للبلاد».

الجيش

رئيس شعبة المساحة البحرية بالقوات المسلحة العميد أشرف العسال، قال في الجلسة العامة: «قرب المسافات أو بعدها لا يحسم السيادة، جزيرة فوكلاند البريطانية تبعد عن بريطانيا 12 ألف و500 ميل (..)، الذي يحسم السيادة القرارات الرسمية والاتفاقيات والتاريخ. الجزر أصلاً قريبة للملكة العربية السعودية أكثر من جمهورية مصر العربية. (تصفيق حاد من نواب مؤيدين».
حاول النائب سمير غطاس الاعتراض على كلام العميد أشرف العسال، لكن تصفيق المؤيدين لبيع الجزيرتين كان يحاول إيقاف غطاس، فهتف غطاس «السيادة مصرية.. السيادة مصرية».
تدخل علي عبد العال، رئيس البرلمان قائلًا: «من لا يحترم الزي العسكري لا مكان له في المجلس»، واستمر تصفيق النواب الحاد على كلمة يلقيها عبد العال أو العسال. وفي الجانب الآخر حيث تكتل 25-30 انطلقت هتافات «مصرية.. مصرية» لتواجه تصفيق الجانب المؤيد لمنح الجزيرتين للسعودية.

علي عبد العال

ملخص ما قاله علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، في الجلسة: «حريص على المصلحة العامة (..) هناك لجنة من قواتنا المسلحة التي نثق فيها تمامًا (تصفيق حاد) شاركت في الجلسات السابقة، وعلينا جميعًا أن نثق فيها.»
وأضاف: «القوات المسلحة التي حاربت وضحت من أجل الوطن مستحيل أن تفرط لأنها لا تعرف التفريط، تحية للقوات المسلحة (تصفيق حاد) (..) استدعينا بعض الخبراء رغم مواقفهم المعروفة بأنهم يعارضون تمرير الاتفاقية، وهذا دليل على مصداقيتنا (تصفيق حاد)».

زعيم الأغلبية

محمد السويدي، رئيس ائتلاف الأغلبية البرلمانية «دعم مصر» قال: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، ولا يمكن مصر تسرق حاجة غيرها. (..) لو تركنا ملف تيران وصنافير يكون عبئًا على الأجيال القادمة، وكانت هناك قضايا أخرى قدر لهذا البرلمان الطيب أن يحلها مثل مشكلة الدعم».
وأضاف: «النواب المؤيدون للاتفاقية يتعرضون لحملات تشويه ويتم تهديدهم لأن هناك من لا يريد الخير لمصر. (..) الحكومة فشلت في عرض اتفاقية تيران وصنافير على الرأي العام، والنواب هم من تحملوا نتائجها، وفقدنا شعبيتنا. (..) نُدافع عن اتفاقية تسليم تيران وصنافير للملكة العربية السعودية لأن الجيش يدافع عنها ويوافق عليها».

إثبات أسماء الرافضين للاتفاقية

طالب علي عبد العال نواب البرلمان بعدم التوقيع على أية أوراق داخل القاعة، وذلك بعد أن أعلن تكتل 25-30 جمع توقيعات من النواب المعارضين لبيع الأرض لإثبات أسمائهم في مضبطة الجلسة العامة.
ونجح نواب التكتل في إقناع 84 من الرافضين للاتفاقية بالتوقيع رغم مطالبات عبد العال بعدم التوقيع على أوراق.
حدث هذا في البهو الفرعوني الذي حضرت فيه النائبة نشوى الديب، مرتدية ملابس سوداء تعبيرًا عن حزنها لما يحدث من مناقشات حول بيع تيران وصنافير. النائبة نادية هنري، ظلت تهتف في الجميع قائلة: «مصرية مصرية» وتؤكد على أن الاتفاقية يجب أن تخضع لاستفتاء شعبي.

تقرير البرلمان

نص تقرير البرلمان المشترك بين مكتب لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، ولجنة الدفاع والأمن القومي على أن:
الاتفاقية لا تتضمن ما يخالف الدستور وجاءت متفقة مع حكم المادة 151 من الدستور. بالمناسبة نصت هذه المادة على «يمثل رئيس الجمهورية الدولة في علاقاتها الخارجية، ويبرم المعاهدات، ويصدق عليها بعد موافقة مجلس النواب، وتكون لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا لأحكام الدستور. ويجب دعوة الناخبين للاستفتاء على معاهدات الصلح والتحالف وما يتعلق بحقوق السيادة، ولا يتم التصديق عليها إلا بعد إعلان نتيجة الاستفتاء بالموافقة. وفي جميع الأحوال لا يجوز إبرام أية معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة».
وفق التقرير، عملية تعيين الحدود بين مصر والسعودية أظهرت وقوع جزيرتي تيران وصنافير ضمن المياه الإقليمية السعودية. ونص التقرير على «نحن نثق أنه بالرغم من أن اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية أكدت وقوع الجزيرتين في الجانب السعودي الشقيق، إلا أننا نثق في أنهما ستكونان دائمًا في خدمة الأمن القومي المصري والعربي».
وانتهى التقرير بأنه «في ضوء ما سبق فإن اللجنة ترى الموافقة على ما جاء باتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وترجو المجلس الموقر الموافقة عليها بالصيغة المرفقة».

النهاية: سعودة الأرض

وافق مجلس النواب بأغلبية نوابه برفع الأيدي، على اتفاقية منح الجزيرتين للملكة العربية السعودية وسط اعتراضات من نواب تبدو أنها غير مؤثرة.
على الجانب الآخر بدأت هتافات «مصرية مصرية» تنطلق بعد الموافقة مباشرة، وهتفت نادية هنري «حرام.. حرام»، واكتفت النائبة نشوى الديب برفع لافتة مكتوب عليها «تيران وصنافير مصرية».
وبعد موافقة البرلمان بأغلبية على اتفاقية منح تيران وصنافير للملكة العربية السعودية، من المنتظر أن يصدق عليها رئيس الجمهورية بنفسه، وأن تنشر في الجريدة الرسمية، وبعد نشرها في الجريدة الرسمية يجب تنفيذها فورًا وتسليمها للملكة العربية السعودية.
ويبدو أن الأحكام القضائية النهائية الصادرة بمصرية تيران وصنافير، لن تعيرها الدولة المصرية اهتمامًا ولن تلتفت لها.
ويرى الدكتور حسن نافعة، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إسرائيل وراء تسليم الجزيرتين للملكة العربية السعودية، وأن السعودية تورط نفسها، وتساءل عن مصلحتها في أن تفعل ما تفعله لصالح إسرائيل وفق تعبيره.

يمكنك الاطلاع على الحلقات السابقة من مناقشات اللجنة التشريعية بشأن تيران وصنافير.

الرايات المنكسة: جلسة البرلمان الثالثة لمناقشة تيران وصنافير



خريطة تظهر تيران وصنافير
إضاءات
واصلت لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بمجلس النواب اجتماعها الثالث في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين، واجتماعها الرابع والأخير، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، لمناقشة اتفاقية تنازل النظام المصري عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية، من دون اعتبار لكون المناقشة مخالفة للدستور والقانون، لا سيما بعد صدور أحكام قضائية نهائية قضت بمصرية الجزيرتين، وبطلان الاتفاقية.
المناقشة بالأمس لم تخلُ من مشادات لفظية واتهامات بالعمالة وهتافات بمصرية تيران وصنافير، وأخرى بسعوديتها، لكن المفاجأة الكبرى كانت استضافة البرلمان لمستشارة عمر سليمان مدير المخابرات العامة الأسبق «هايدي فاورق».

ماذا قالت هايدي فاروق؟

المستشارة هايدي فاروق، خبيرة ترسيم حدود، وكانت مسؤولة في مكتب مدير المخابرات العامة الأسبق عمر سليمان، وكلفها عمر سليمان بالتحقق من ملف تيران وصنافير خلال الفترة من 2006 إلى 2010 وفق قولها.
وملخص ما قالته في شهادتها:
* اللواء عمر سليمان، والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، كلفاني بالبحث بشأن ملكية تيران وصنافير لمصر، وتوصلت إلى 7 صناديق من المستندات في الأرشيف البريطاني والأمريكي تؤكد جميعها  مصرية تيران وصنافير.
* كل الوثائق تؤكد أن تيران وصنافير تتبعان سيناء ولا تتبعان الحجاز.
* اطلعت على الأرشيف البريطاني، ومنها وثيقة بتاريخ 4 أكتوبر 1934، متضمنة مصرية الجزيرتين.
* لدي وثائق أمريكية كانت تحمل صفة سرية تؤكد مصرية جزيرتي تيران وصنافير.
*  ترجمت 75 وثيقة من الأرشيف الأمريكي عبارة عن مراسلات بين الملك السعودي فيصل والإدارة الأمريكية أثبتت مصرية تيران وصنافير.
* الجغرافي محمد محيي الدين الحفني، أعد خريطة لسيناء إداريًا وتضاريسيًا، بعنوان المدخل الشرقي لمصر، وكانت تيران وصنافير بنفس لون شبه جريرة سيناء، والجمعية المصرية للقانون الدولي أعدت مذكرة تحدثت عن مصرية تيران وصنافير.
بعد أن ألقت المستشارة هايدي فاروق شهادتها أمام البرلمان انفعل عليها النائب مرتضى منصور، واتهمها بأنها غير مصرية ووجه لها سؤالًا ساخرًا:
انتي مصرية أبًا عن جد؟
وهو ما أدى لانسحابها برغم محاولات نواب من منعها، لكنها أصرت على موقفها وقالت وسط حالة من البكاء:
لديّ طفل أريد تربيته، وزوجي دبلوماسي، وجنسيتي مصرية بنت مصرية.
وأثيرت تساؤلات عن سر اختفاء هايدي فاروق خلال الفترة السابقة وعدم الإدلاء بشهادتها منذ بداية قضية تيران وصنافير، لكن الحقيقة أنها ظهرت مرات عديدة في وسائل الإعلام لتحاول إثبات مصرية الأرض، وقد ظهرت  المستشارة هايدي فاروق في برنامج صباح ON على قناة ON.TV في 10 أبريل 2016، وقالت «جزيرتا تيران وصنافير مصريتان تمامًا».

رد الدولة

قال المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب ردًا على المستشارة هايدي فاروق:
* كلام هايدي فاروق يحتاج تدقيق، والحكومة تمتلك وثائق تثبت سعودية تيران وصنافير.
* لون أي جزيرة بلون الدولة المصرية على الخرائط لا يعني بالضرورة أنها مصرية.
* وقال:
عدد من النواب، تقدموا بكتاب أطلس تابع لهيئة المساحة العسكرية بالقوات المسلحة، يتضمن ألوانًا متعلقة بجزيرة تيران وصنافير، ويظهر تبعيتها للأراضي المصرية، إلا أن الأمر كان على غير الحقيقة.
* تم الرجوع لهيئة المساحة العسكرية، والحصول على نسخة أصلية من هيئة المساحة العسكرية، تبين منها أن الألوان على غير الحقيقة.
* تم تسليم نسخلة أصلية لأمانة اللجنة التشريعية، متضمنة الألوان الخاصة بالجزيرتين بشكل واضح.
* قال اللواء مجد الدين بركات ممثل القوات المسلحة بالبرلمان:
لا توجد نقطة دم سالت من المصريين على أراضي جزيرتي تيران وصنافير.
* قال العميد أشرف العسال ممثل المساحة البحرية المصرية:
لم يتضح أي نقاط خط أساس لمصر على الجزيرتين بينما ظهر للسعودية 9 نقاط أساس على جزيرة تيران ونقطة على صنافير.

نائبان لم يسمعهما أحد

أعلن نائبان من محافظة مطروح رفضهما التنازل عن تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية، بل ورفضهما للمناقشة برمتها، لأن المناقشة في حد ذاتها تخلق تصادمًا بين السلطتين التشريعية والقضائية، وهما سليمان فضل العميرى، ومهدى أبوزريبة.
الأخير قال:
علينا احترام القضاء وإرادة الشعب المصري صاحب السلطة والسيادة، واتفاقية كامب ديفيد أقرت ملكية مصر لتيران وصنافير، والخريطة الخاصة بوزارة البيئة أقرت بمصريتهما أيضًا.
أما النائب سليمان العميري فأعلن أنه يرفض المناقشة حفاظًا على أمن مصر القومي، وطالب بإعادة النظر في الاتفاقية.

ثورة غضب تطالب بسعودة الأرض

وقعت اشتباكات بالأيدي وتبادل للشتائم والاتهامات بالتمويل أو العمالة بين مؤيدي التنازل عن تيران وصنافير والمعارضين.
بدأت الاشتباكات بعد إشارة النائبة مي محمود بيدها للمعترضين على بيع تيران وصنافير، بما يفيد تلقيهم تمويلات لدفاعهم عن مصرية الأرض، وهو ما قابله النائب هيثم الحريري بصوت عالٍ، فنشرت جريدة اليوم السابع فيديو تتهم فيه هيثم الحريري بالبلطجة ومحاولة الاعتداء على النائبة، وقالت إنه استمرار لمسلسل إشاعة الفوضى من جانب نواب تكتل 25/ 30، وتجاهلت الجريدة إشاراتها واتهاماتها بالعمالة.
* النائبة مي محمود، كانت غاضبة جدًا من كل رافضي بيع تيران وصنافير، وطلبت من خالد يوسف الجلوس، لكن الأخير رد ساخرًا «اللي موّلوني بالفلوس قالولي خليك واقف»، وبعدها طالب رئيس المجلس بالاعتذار عن الاتهامات التي وجهت لتكتل 25.30 بالتمويل.
* تبادلت النائبة ذاتها مي محمود الاتهامات والشتائم مع النائب خالد عبد العزيز شعبان، وضربته على كتفه، فرد عليها «ماتمديش إيدك» ولم تتوقف الشتائم إلا بعد انتهاء الجلسة.
* اللواء حسن السيد، مدير إدارة المركبات بالجيش المصري سابقًا ونائب بالبرلمان، وقف يهتف بحماس شديد «سعودية، سعودية» وأشار بإصبعيه للمعترضين على بيع تيران وصنافير.
* كاد النائب سعيد شبايك أن يعتدي بالضرب على رافضي بيع تيران وصنافير، واشتبك بالأيدي مع النائب خالد يوسف، وتدخل بعض النواب غير المعروفة مواقفهم من تيران وصنافير وأوقفوا الاشتباك، وبعد توقف الاشتباك وجّه النائب صرخة لخالد يوسف قائلًا «قلة أدب».
* النائب محمد سليم، منسق ائتلاف دعم مصر عن محافظة القليوبية، اشتبك بالأيدي مع النائب مصطفى كمال بسبب رفض الأخير بيع الأرض، ولولا أن حال بينهما بعض النواب لتحول الاشتباك لمعركة شوارع.
*مرتضى منصور قال لخالد يوسف «اجلس وسيب الراجل يتكلم» يقصد السيد الحسيني دكتور الجغرافيا، فرد يوسف «متعملش فيلم» وقال منصور «دانت  اللي بتاع أفلام».
* النائب محمد مدينة، صرخ غاضبًا: «أيها الخونة المجرمين، يا عديمي الانتماء والوطنية، تيران وصنافير سعودية يا خونة».

في جلسة بيع الأرض: كسر الميكروفون جناية

قال السيد الحسيني أستاذ الجغرافيا، في اجتماع تشريعية البرلمان، إن بحوزته  600 خريطة ولوحة تتحدث عن التاريخ الإسلامي، وتتضمن خريطة منذ عامي 1902 إلى 1934؛ أي بعد عامين على إعلان المملكة العربية السعودية، حيث توجد هذه الدولة باللون الأصفر وتشمل جزيرتي تيران وصنافير، واستبعد أن تكون تيران وصنافير مصريتين تمامًا، فاعترض النائب خالد يوسف وهاجمه الحسيني قائلاً:
اجلس انت مخرج.
ووقف النائب خالد يوسف والنائب أحمد الطنطاوي أمام الحسيني مباشرة وقال الطنطاوي «حديثك خطأ، هذه أرض مصرية»، وقام بإلقاء الميكروفون على الأرض، فحاول نواب دعم مصر الاشتباك مع الطنطاوي، وتدخل رئيس البرلمان علي عبد العال ليعلن أن:
ما فعله النائب أحمد الطنطاوي جناية وإهدار للمال العام ويجب أن يحاسب على ذلك، وقد تصل عقوبته إلى إسقاط عضويته.

ملخص ما قاله علي عبد العال

* للمرة الألف، حكم القضاء بشأن تيران وصنافير هو والعدم سواء.
* جميع الخرائط المتداولة على الإنترنت بشأن تيران وصنافير مزورة.
* لن نعتد إلا بخرائط القوات المسلحة.
* ما فعله النائب أحمد الطنطاوي جناية من كسر المايك يعد إهدارًا للمال العام ويجب أن يحاسب على ذلك، وقد تصل عقوبته إلى إسقاط عضويته.
* قرر منع نواب 25-30 من حضور جلسة التشريعية وتراجع عن قراره.
* انسحب من الجلسة بعد مشادة بين النواب، وتراجع عن انسحابه.

وانتهى اجتماع اللجنة التشريعية اليوم بموافقة 33 عضوًا على تمرير اتفاقية تيران وصنافير وبيعهما للملكة العربية السعودية، وهم:

١- بهاء الدين أبوشقة – معين.
٢- أحمد حلمي الشريف – سوهاج.
٣- نبيل الجمل – الدقهلية.
٤- إيهاب الخولي – الجيزة.
٥- إيهاب الطماوي – القاهرة.
٦- ثروت بخيت عيسى – القاهرة.
٧- عيد عبد الله هيكل – القاهرة
٨- سامي رمضان – الإسكندرية.
٩- كمال أحمد – الإسكندرية.
١٠- اللواء محمد أبو زيد – القليوبية.
١١- صلاح حسب الله – القليوبية.
١٢- محمد عبد الواحد مدينة – القليوبية.
١٢- العقيد سعيد العبودي – الشرقية.
١٤- علاء عبد النبي – الشرقية.
١٥- فؤاد بدراوي – الدقهلية.
١٦- عبد المنعم العليمي – الغربية.
١٧- فؤاد إبراهيم حسب الله – الغربية.
١٨- محمد أحمد زايد – الغربية.
١٩- محمد صلاح خليفة – البحيرة.
٢٠- اللواء شادي أبو العلا – المنيا.
٢١- ممتاز دسوقي – أسيوط.
٢٢- شرعي محمد صالح – أسوان.
٢٣- محمد مصطفى سليم – أسوان.
٢٤- عطية موسى صبيح – جنوب سيناء.
٢٥- مصطفى بكري – طبعا يعني – الجيزة.
٢٦- عبلة الهواري – سوهاج.
٢٧- سوزي ناشد – الإسكندرية.
٢٨- يحيي عيسي داود – البحيرة.
٢٩- خالد حنفي – معين.
٣٠- المستشار حسن بسيوني – معين.
٣١- جهاد أنيس عامر – معين.

بينما رفض 8 نواب تمرير الاتفاقية وهم:

١- ضياء الدين داود – دمياط.
٢- أبو المعاطي مصطفى – دمياط.
٣- أحمد محمد الشرقاوي – الدقهلية.
٤- رضا نصيف – البحيرة.
٥- محمد أحمد العتماني – الدقهلية.
٦- عفيفي كامل – الإسكندرية.
٧- محمد عطا سليم – الإسكندرية.
٨- عطية موسى – شرم الشيخ . وفقًا لصفحة الموقف المصري.
وبهذا نجح النظام المصري وما يسمى برلمان الشعب، في التنازل عن تيران وصنافير أو بيعهما للملكة العربية السعودية.
يذكر أن هيئة مفوضي الدولة أصدرت تقريرًا قضائيًا اليوم، قالت فيه: «إن الدستور حظر على مجلس النواب مناقشة أي اتفاقية تتضمن تنازلًا عن الأرض بنص الدستور ولائحة مجلس النواب ذاته، وأن تغيير الدساتير أو تعديلها يكون مرتبطًا إما بسقوط أنظمة الحكم أو تغييرها بالطريق الدستوري، ويستتبع في غالب الأمر تغييرًا في النظام القانوني الحاكم».

يمكنك الاطلاع على الحلقات السابقة من مناقشات اللجنة التشريعية بشأن تيران وصنافير.

الرايات المنكسة: جلسة البرلمان الثانية لمناقشة تيران وصنافير

خريطة تظهر موقعي جزيرتي «تيران» و «صنافير»
إضاءات


واصلت لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بمجلس النواب اجتماعها الثاني على التوالي اليوم، الإثنين، لمناقشة اتفاقية تنازل النظام المصري عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية، من دون اعتبار لكون المناقشة مخالفة للدستور والقانون، لا سيما بعد صدور أحكام قضائية نهائية قضت بمصرية الجزيرتين، وبطلان الاتفاقية.
وتواصلت المشادات بين نواب البرلمان في الجلسة الثانية، وارتفعت هتافات بعضهم رفضًًا للمناقشة ذاتها، ولم تتنوقف المشادات بين نواب تكتل 25-30 «المعترض على بيع الجزيرتين» ونواب ائتلاف دعم مصر «المتنازل عن الأرض، والمؤيد للنظام الحاكم».

الحكومة

استضاف البرلمان خبراء وممثلين عن الحكومة، جميعهم يؤيدون التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، وحتى كتابة هذه الكلمات لم يستضف البرلمان أحد الخبراء أو القاد العسكريين السابقين القائلين بمصرية الأرض.
– المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب، كان حاضرًا، وسلم لمجلس النواب محاضر المفاوضات التي جرت بين مصر والسعودية، وعددها ١١ محضرًا، وأعلن أنه جاهز للرد على كل الأسئلة.
– السفير محمود سامي، ممثل وزارة الخارجية قال «إن اللجنة الفنية تضم خبراء فنيين فقط وليس لهم أفكار سياسية»، وقال «في عام ٢٠١٠ تقدمت السعودية بطلب لما أسماه إعادة الجزيرتين، وأنه لا توجد تحفظات من مصر».
– الدكتور صلاح فوزي أستاذ القانون الدستوري قال «وجود قوات أو ممرات على أرض الجزيرتين ليس دليلاً على أن تيران وصنافير مصرية»، كما أعلن رفضه للاستفتاء الشعبي بزعم أن المادة 151 من الدستور خاصة بالتنازل عن حزء من الإقليم المصري، وتيران وصنافير ليستا ضمن الإقليم المصري من الأساس.

رئيس البرلمان

 – «معلش»، هذا كان رد رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال، على النائب أحمد طنطاوي، عندما قال «خبراء الحكومة والفنيون لا يشعرون بالمسؤولية وكأنهم سعوديون، وما يسردونه به العديد من المعلومات غير الدقيقة»، مطالبًا بضرورة إتاحة الفرصة للأعضاء للتعبير عن آرائهم بكل حرية.
– بما أنه لا تخلو جلسة برلمانية إلا ويسجل عبد العال موقفًا يظهر كراهيته للصحافة فأبدى استياءه من التقارير الصحفية التي نقلت ما حدث في جلسة البرلمان الأولى لمناقشة التنازل عن تيران وصنافير، ووصف التقارير الصحفية بأنها «مؤلمة للغاية».
– قال علي عبد العال «من يرتدي الزي العسكري له كل التقدير، هؤلاء العظام الذين قدموا الشهداء، على كل من يقترب منهم أن يعطي لهم التحية». 
– القوات المسلحة لا تعرف البيع أو التفريط.
– وقال «ممثلو البحرية العسكرية ينامون في البحر، ويحرسون الجزر التي لا يعرف البعض أسماءها».
– الدولة كانت مخطوفة، وكنا نتمنى الأمن. لقد وضعنا الدستور تحت المدرعات، وكنا نتجول بتصريح من المخابرات العسكرية لوجود حظر تجول.
– طلب عبد العال التصويت على خروج النائب أبو المعاطي زكي، ورفض  النواب.
– قال «يرى بعض القلة أن رأيهم لابد أن يسود،  لكن من حق الجميع الحديث، والرأي النهائي للأغلبية، وعلى القلة أن تلتزم بهذا الرأي»، ويبدو أنه كان يقصد القلة الرافضة لبيع تيران وصنافير!.
– قال إنه على علم بأنه على قائمة الاغتيالات، وأن النائب إبراهيم القصاص لديه مستندات عن مجموعة من الشخصيات أعدتها جماعة الإخوان وتوعدتها بالاغتيال، وأكد أنه «صعيدي ومبخافش».
– هناك أحد النواب تم إسقاطه «محمد أنور السادات» كشف عن أسعار السيارات الخاصة بالمجلس وعن خصائص السيارة الخاصة بى، وأنا سآخذ حقي بالقانون من كل الأشخاص الذين يتكلمون عني وسأحاسبهم حسابًا شديدًا.
– لمح إلى أن هناك بعض التكتلات داخل المجلس تحاول خلق فوضى وأنها تحصل على تمويلات خارجية. ويبدو أنه كان يقصد تكتل 25-30 حيث انفعل نائب التكتل، ووصف ما  يفعله رئيس البرلمان بالإرهاب.

المؤيدون لبيع تيران وصنافير

* قال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب «جزيرتا تيران وصنافير وديعتان لدى مصر»، وقال «سواء كانت الجزيرتان لمصر أو للسعودية فإنها تستخدم لتحقيق الأمن القومي المصري».
* طلب النائب مصطفى بكري من رئيس البرلمان التراجع عن قراره باقتصار مناقشات تيران وصنافير على أعضاء اللجنة التشريعية فقط.
* قال نائب حزب الوفد بدوي عبد اللطيف إن «جمال عبد الناصر اعترف بسعودية جزيرتي تيران وصنافير»، وتابع «أنا توليت رئاسة شرطة المسطحات لفترة ومررت على الجزيرتين، وكان عدد القوات المصرية هناك 15 جنديًا و2 أمناء شرطة، بينما عدد القوات السعودية كان 20 ضعف قوتنا»، وهو ما سبب الهياج داخل القاعة على النائب وعلى رئيس البرلمان.
* قالت غادة عجمي، عضو مجلس النواب، وصاحبة قانون تحديد النسل بـ 3 أطفال فقط «إن أعضاء تكتل 25-30 صوتهم عالي ومبيحبوش ممثلي الحكومة والقوات البحرية والجيش والخبراء».

المعارضون

– ثار خالد يوسف، عضو مجلس النواب، على رئيس البرلمان، بسبب تلميح الأخير بأن تكتل 25_30 يتلقى تمويلات من الخارج، وقال يوسف لرئيس البرلمان «لازم تعتذر، إحنا ملتزمين بأدب الحوار، وإنت السبب في عدم انضباط الجلسة، واللي بتعمله ده إرهاب».
– هتافات رجت القاعة «مصرية مصرية، باطل باطل» بعد قول أحد المؤيدين إن عبد الناصر قال إن الجزر سعودية، وتعد هذه المقولة جديدة في البرلمان.
– النائب أحمد طنطاوي انتقد خبراء الحكومة والفنيين، وتساءل «كل الخبراء بيقولوا الجزر سعودية، مافيش حد قال مصرية؟»، وأضاف «دول كأنهم سعوديين».
– مصطفى كمال، عضو مجلس النواب، قال للنائبة غادة عجمي «اقعدي يا ست إنتي» بعد اعتراضها على ما أسمته تجاوز نواب 25-30 وتطاولهم على الدولة، ورد عليها النائب أحمد طنطاوي «إنتي تقعدي ساكتة خالص».
– أحمد الطنطاوي عضو تكتل 25-30 صرخ في عدد من النواب المؤيدين لبيع تيران وصنافير، قائلاً: «هناك من ماتوا لأجل الأرض، وهناك من يضرب من أجل الأرض».
– النائب هيثم الحريري في كل جلسة يعرض على المجلس مستندًا أو دليلاً على مصرية تيران وصنافير، وعرض في هذه الجلسة أطلس جغرافي للجزيرتين، صادرًا عن القوات المسلحة، وفيه ما يثبت مصرية الأرض.
– النائبة نادية هنري قالت «يا نهار إسود ألطم» اعتراضًا على مقولة «عبد الناصر قال سعوديتين»، وأضافت «لا توجد شفافية، ولم يتم استدعاء خبراء أكدوا مصرية الجزر، واكتفى البرلمان باستدعاء خبراء مؤيدين لسعودية الجزيرتين»، وقالت غاضبة «البسوا سواد يا أهل مصر».
– طالب التكتل المعارض لبيع الأرض باستدعاء خبراء آخرين، منهم الدكتور نور فرحات، وصبري العدل، ومحمود كبيش، وهايدي فاروق، وجميعهم يقولون إن تيران وصنافير مصريتان. 
رفع على عبد العال، رئيس مجلس النواب، الجلسة بعد حالة الهياج والهتافات المستمرة، لاجتماع لجنة الشئون التشريعية والدستورية بمجلس النواب، ومن المنتظر أن تعقد الجلسة مرة ثانية في التاسعة والنصف مساء اليوم الإثنين، وأن يقتصر الحضور على أعضاء اللجنة التشريعية.

يمكنك الاطلاع على الحلقة الأولى من مناقشات اللجنة التشريعية بمجلس النواب بشأن تيران وصنافير من هنا .. الرايات المنكسة: جلسة البرلمان الأولى لمناقشة تيران وصنافير.