سيدي الرئيس.. اركب البسكلتة بسرعة !


الشروق



هذه القصة حدثت في كوكب فضائي، وأي تشابه بينها وبين ما يحدث على كوكب الأرض الشقيق غير صحيح، وغير حقيقي، ومن يظن أن هناك تشابه فهو المسؤول عن ظنه السيء أمام القضاء، وأمام نيابة أمن الدولة، وأمام السيد الرئيس عبد المتعال فوزي كوهين رئيس الوحدة المحلية.

***
على حدود الكوكب تتبعثر الدماء، والدماء هناك بلا ثمن، والثمن يدفعه من لا يستطيع الحياة، والحياة باتت تشبه الإعدام، والإعدام لنا لا للإرهابيين، والإرهابيون هم فقط من يمارسون أعمالهم بحرية، والحرية كلمة تعرضت للإخفاء القسري، والإخفاء القسري بات وسيلة النظام للسيطرة على الكوكب، والكوكب صار شبه كوكب، وشبه الكوكب قد اقترب من الموت، والموت لنا لأننا ضعفاء بلا سلاح، والسلاح منتشر في حدود الكوكب كالسكر، والسكر قد اختفى وعاد ليُخرج لنا لسانه مع لبن الأطفال، والأطفال يولدون لينضموا للفقراء، والفقراء مثل الأرز لكنهم نور عينين الزعيم، والزعيم لا يجيد الحكم، والحُكم في كوكبنا ظلم، والظلم قانون، والقانون تبخّر كما يتبخر الماء، والماء قد اقترب من النهاية، والنهاية ليست سعيدة سوى للعسكر، والعسكر يطاردونا ولا يطاردون اللصوص، واللصوص منتشرون في كل الوزارات، والوازارت لا تخدم سوى الرئيس، والرئيس لا يجيد سوى ركوب "البسكلتة"، والبسكلتة تحارب الأشرار، والأشرار لهم أصابع داخلية، والداخلية وزارة جميلة، وجميلة ماتت بعد أن ذبحها الإرهابيون، والإرهابيون سيطروا على حدود الكوكب، والكوكب قد الدنيا، والدنيا فانية؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

***
على حدود كوكبنا العظيم الذي يطلق عليه "أبو الكواكب"؛ معركة حامية الوطيس بين إرهابيين جبناء سيطروا على أطراف الكوكب، وإرهابيين أعداء لنا عبر التاريخ وسيطروا على كوكب ليس كوكبهم.

الإرهابيون قد بثوا الرعب في قلوب من أسموهم كُفار وذبحوهم وأحرقوا منازلهم وطردوهم منها وهجرّوهم قسريًا، الإعلام الفضائي ما زال يتحدث عن الإيجابيات فقط ويقول أن كل شيء على ما يرام وأننا منتصرون رغم هزيمتنا الكاسحة أو قل رغم أننا نكتفي بالمشاهدة على الصراع الدائر بين أعداءنا وأعداءنا، والمسؤولون أنكروا ما يحدث وكذبوه رغم أنهم رأوه بأعينهم ورغم أنهم استقبلوا المهجّرين بأنفسهم، الراقصون ما زالوا يرقصون على جثث الرفاق، والمطبلون ما زالوا يطبلون رغم كل شئ، وقواتنا لم تتحرك بعد؛ ولكنها حتمًا ستتحرك عندما يبدأ الرئيس في طرح الحلول أو ركوب "البستلكة" إذا اضطر لذلك.

فالحل سهل وبسيط، ولكننا ما زلنا ننتظر، الحل أن يركب الرئيس البسكلتة ويبتسم لجماهير الأمن التي اصطفت على الجانبين، وإذا لم تفلح الخطة فليركب الطائرة وينظر من شباكها متعجبًا كأنه رأى دبًا قطبي يمارس الجنس مع صرصار في بالوعة مجاري شفافة، وإذا لم تفلح الخطة فليركب السفينة ببدلته العسكرية وأمره لله وليحيي الجماهير العريضة التي لا تُرى بالعين المجردة والتي اصطفت في الصحراء ولا يراها سوى الرئيس بقدرة قادر، وإذا لم تفلح الخطة فليركب الحنطور مع زوجته في حراسة أمنية مشددة لو تواجدت على حدود الكوكب ما حدث كل هذا الخراب والدمار على حدود الكوكب.

***
سيدي الرئيس عبد المتعال فوزي كوهين، أرجوك "اركب البسكلتة بسرعة" الكوكب سيضيع لو لم تفعل!

الكتابة محتاجة "راجل عسكري" !

صحيفة النهار




في زمان ما، وفي بلد ما، كان هناك رجل عسكري ما، يتحدث باسم جيش ما، ولمّا استقال منه شعر بفراغ ما؛ فقرر اكتشاف موهبته التي دُفِنَت في أعماقه منذ زمن بعيد، منذ حوالي خمسة دقائق، إنها موهبة الكتابة، لا، اكتشف أن لديه موهبتين "الكتابة، والعمل الإعلامي".

جيشه كان قد سيطر على مؤسسات إعلامية ما، كلفته أموالًا باهظة، هي في الأصل أموال الشعب، ولكن أموال الشعب فداء للجيش، والشعب نفسه فداء للجيش، والجيش خط أحمر، والشعب خط أخضر. هذه الأموال التي تُدفع في مؤسسات إعلامية من أجل تغييب الوعي (الذي لا يحتاج إلى تغييب لأن الأطباء وما تبقى من العقلاء قالوا أن الوعي في الإنعاش واقترب للموت أكثر من اقترابه للحياة) قد تكفي هذه الأموال لبناء مليون وحدة سكنية، واستصلاح مليون فدان، وتوظيف مليون شاب، وتوفير عيشة كريمة للعساكر، وتوفير السكر والزيت والدواء والأرز واللحوم للفقراء مجانًا؛ ولعمل مصانع أسلحة خاصة بالجيش بدلًا من استيراد السلاح من الخارج. ولكن هذه البلاد كانت تصدر موارد ما إلى الخارج، ثم تحصل عليها مرة أخرى بأضعاف سعرها لشيء لا يعلمه إلا الله، وحكام البلاد.


في زمان ما، وفي بلد ما، كان هناك رجل عسكري ما، يتحدث باسم جيش ما، ولمّا استقال منه شعر بفراغ ما؛ فقرر اكتشاف موهبته التي دُفِنَت في أعماقه منذ زمن بعيد.


قرر الرجل العسكري إدارة مؤسسة إعلامية ما، ولم ولن يعارضه أحد ما، خوفًا من مصير الاختفاء في سجن عسكري ما، لا يُعرف مكانه ولا متى وكيف تم انشاءه؟ يقولون أن مكانه في صحراء الجيش.

ارتدى العسكري زي مدني وأدار القناة، دخل مجال الإعلام، كما يدخل الرجل الحمام وقت "زنقته"، ففي هذه البلاد، من يملك الأموال يملك قناة إعلامية؛ لكن من يملك القوة العسكرية يمتلك الإعلام، ومن يملك الإعلام يملك الشعب، ومن يملك الشعب يملك الوطن، ومن يملك الوطن يحوله إلى زريبة؛ زريبة بلا حيوانات.

شعر الرجل العسكري بفراغ رهيب بعدما أدار القناة، فتخلص دوره في اختيار المواد التي ستعرض للجمهور، ومن الواضح أن العمل الجديد لم يحقق طموحه وأحلامه التي بناها في خمسة دقائق فقط، وقرر الكتابة في جريدة عريقة ما، لها تاريخ صنعه كُتّاب عظماء ما، يملكها رجل أعمال ما، عوقب بالسجن والإذلال كي تخضع جريدته للدولة، التي تخضع للجيش، فخضعت الجريدة وطردت كتاب ما لهم شأن ما، وأقلامهم حرة إلى حد ما.

وفي ليلة اجتمع العسكري بمساعده، ودار بينهما هذا الحوار:

العسكري: أريد أن أكتب في جريدة شهيرة.
المساعد: أوامرك سمعٌ وطاعة يا مولاي.
العسكري: بل أريد أن أكتب في جريدة شهيرة ومعارضة.
المساعد: أوامرك سمعٌ وطاعة يا مولاي.
العسكري: لا، أريد أن أكتب في جريدة شهيرة ومعارضة وكان بها كُتّاب عظماء حتى يقال أنني صرت واحدًا منهم.
المساعد: أوامرك سمعٌ وطاعة يا مولاي.

اتصل المساعد بالجريدة التي خضعت لصاحبها، والتي خضع صاحبها للدولة التي بدورها تخضع للمؤسسة العسكرية، ليخبرها بشأن العسكري الذي اعتزل العسكرية على الورق فقط؛ ويريد الكتابة.

المساعد: إنه يريد الكتابة لديكم، فهل عندكم اعتراض؟

الجريدة: طبعًا من حقه أن يكتب في جريدتنا، أما الاعتراض فهذه مسألة أخرى سنحتفظ بها لأنفسنا، لأسباب معلومة مجهولة.. يا أهلا وسهلًا بالكاتب الجديد.

المساعد: لكن أريد أن أصارحكم بأنني أشك في كونه لديه القدرة على الكتابة؛ وهذا قد يُعرّض الجريدة للانتقاد والحرج؛ فهل لديكم مانع؟

الجريدة: لا تقل هذا يا سيدي! فكما أن البلد تحتاج إلى رجل عسكري، والأسعار تحتاج إلى وزير عسكري، والإعلام يحتاج إلى رجل عسكري، والقضاء يحتاج إلى رجل عسكري، والصحافة إلى رجل عسكري، والهواء والماء والأسماك والسبّاك والفوسفات والاتصالات والاتحادات والنقابات والنفايات والانتخابات والعبادات والهراوات والراقصات والعلاقات الخارجية والداخلية والتجارية والأراضي الزراعية والصحراوية والأقمار الصناعية والأقمار الطبيعية ومحلات الفول والطعمية يحتاجون إلى رجل عسكري؛ لا بد أن الكتابة تحتاج إلى رجل عسكري، وأن لديه القدرة على الكتابة؛ لأنه كما تعلم ينتمي إلى مؤسسة عسكرية.

المساعد: وماذا لو اكتشفتم أنه لا يملك موهبة الكتابة؟!

الجريدة: ولا يكون في علمك سيدي، المهم أه يملك الانتماء للمؤسسة العسكرية؛ وماذا فعلنا في الموهوبين سابقًا غير أننا طردناهم، ولم يتبقّى منهم سوى قلة قليلة، سيُطردون قريبًا، ولن يبقى حينها مكان سوى لمن لا يملكون الموهبة، ولكنهم يملكون القوة ، أو المال، أو التبرير.

المساعد: وهو كذلك، احجز لي مكانًا عندكم، فلدي من الشرط الأخير ما لا تتخيله من مواهب.

عاد المساعد للرجل العسكري الذي كان يتحدث سابقًا باسم الجيش، ليخبره بما جرى مع الجريدة، مع قليل من التطبيل لا يضر.

المساعد: وافقت الجريدة، وهي جريدة لها باع في الكتابة والصحافة، ولا تقبل بأي كاتب ينضم لها إلا لو كانت ذو موهبة عظيمة، ولكن الجريدة لما علمت بأنك تفكر في الكتابة، كادت أن تتوسل إلينا لأن يحدث ذلك وأن تكتب لديهم، وبعدها أقاموا الاحتفالات.

العسكري: عظيم، عظيم.. خذ؛ هذا أول مقال كتبته في أقل من ساعة.

نظر المساعد في العنوان وتجمدت ملامح وجهه بشكل لا إرادي.

فسأله العسكري: - لا يعجبك المقال؟

المساعد: "فَشَر" من قال هذا؟!

العسكري: ملامح وجهك!

المساعد: فلتذهب ملامح وجهي إلى الجحيم، المقال يعجبني جدًا، إنه يعجبني أكثر من أول فتاة أعجبتني في حياتي، وأكثر من اعجابي بقدرتي على النفاق.

العسكري: وما رأيك في العنوان؟

يقرأ المساعد العنوان مُتسلطنًا حتى كاد يغنيه:- ما أجمل الفوز بالبامية، الله، الله، الله. إنه عنوان رائع، إنه أجمل من عنوان بيتك الجديد الذي يطل على النيل مباشرة.

العسكري: سأكتب أشياءً مماثلة.

المساعد: كيف سيدي؟

العسكري: ما أجمل الفوز بسامية، ما أجمل الفوز بالدوري، ما أجمل الفوز بالكاس، ما أجمل عصير الأناناس، ما أجمل طبخة القلقاس.

المساعد: هايل، عظيم، ما كل هذه المشاعر الفياضة؟ هل تقصد أن تكتب سلسلة كاملة بهذا الشكل؟ وتسميها "ما أجمل".

العسكري: نعم.. وسأكتب سلاسل أخرى وأطلق عليها مثلًا "ما أعظم، ما أحلى، ما أقذر، ما أفظع، ما ألعن،" فأنا لدي موهبة الابتكار، وللعلم هناك مفاجأة كبرى سوف أكتب عنها.

المساعد: دعني أخمن سيدي، بما أنك رجل عسكري قديم، ستكتب عن قوة الجيش.

العسكري: لا.

المساعد: إذًا لا بد أنك ستكتب عن نقاط ضعف الجيش.

العسكري: لا.

المساعد: ماذا يريد الجيش؟

العسكري: لا.

المساعد: مستقبل الجيش.

العسكري: لا.

المساعد: انجازات الجيش.

العسكري: لا.

المساعد: أخطاء الجيش.

العسكري: لا.

المساعد: ماذا يصنع الجيش؟

العسكري: لا.

المساعد: القدرة القتالية للجيش.

العسكري: لا.

المساعد: علاقات الجيش الخارجية؟

العسكري: لا.

المساعد: الداخلية.

العسكري: لا.

المساعد: المنوفية.

العسكري: لا.

المساعد: إذًا لا بد أنك ستكتب عن أن هذا الوطن يحتاج إلى رجل عسكري.

العسكري: لا.


دخل الكاتب العسكري مجال الكتابة من أوسع أبوابها، لكن الجريدة خرجت من مكانتها القديمة.


المساعد: عُذرًا سيدي، لقد خاب ظني، فماذا ستكتب؟!

العسكري: الليل وسماه.

المساعد: الله.

العسكري: الصباح ومحلاه.

المساعد: الله.

العسكري: النهار وضياه.

المساعد: الله.

العسكري: الحاكم واللي معاه!

المساعد: الله.

ودخل الكاتب العسكري مجال الكتابة من أوسع أبوابها، لكن الجريدة خرجت من مكانتها القديمة.

نعم لإغلاق مركز النديم.. التعذيب هو الحل !

AP
طبيب مصري يتظاهر احتجاجا على تجاوزات الشرطة بحق زملائه


لم نعد نتعجب من الأشياء العجيبة، لذا يطلق على بلادنا "بلاد العجايب"، نتعجب من الأشياء العادية التي لا تدعو للتعجب أبدًا، فمثلًا نتعجب أن فنانًا يمشي مثل الناس عادي، ولا نتعجب عندما يمشي على رقاب الناس، نتعجب لو رأينا رئيس الدولة يركب دراجة، ولا نتعجب عندما يركب المواطنين.

في بلادنا لا داعي للتعجب من إغلاق مركز النديم الذي يعمل على تأهيل ضحايا وتشميعه بالشمع الأحمر، فلم التعجب وقد شمّعوا بنفس الشمع مكتبات الكرامة المعنية بتثقيف الفقراء؟


لماذا تشعر بالمفاجأة في كل مرة يحدث فيها شئ عجيب؟! هكذا سألت نفسي عندما أغلقت السلطة مركزًا يعالج ضحايا التعذيب.


لماذا تشعر بالمفاجأة في كل مرة يحدث فيها شئ عجيب؟!
هكذا سألت نفسي عندما أغلقت السلطة (سلطة الحكم، لا الخضار) مركزًا يعالج ضحايا التعذيب، ويدعو للتوقف عن التعذيب، ويرصد أرقام التعذيب منذ العهد المباركي الذي لم ينته بعد. وقلت لنفسي أن علي أن أتعجب فقط من كوني ما زلت أتعجب!

إن رجلًا حلم بأن يصير بلطجيًا يخشاه الجميع، فتوة يمشي بين الناس فاردًا عضلاته وخرطوشه وغازه المسيل للدموع أو المسيل للتخلف، يحصل على رشوة من هذا ويتوسط من أجل ذلك، يعذب من يشاء ويسحل من يشاء؛ عندما تتحقق أحلامه بفضل أقاربه ويلتحق بوزارة الداخلية لا بد بالتأكيد أن يفعل كل ما في وسعه لإغلاق مركز النديم الذي يعالج ضحاياه. ليس من العقل أن يشاهد مجهوده في التعذيب يضيع هَبَاءً مَنْثُورًا، بسبب مركز تقوده مجموعة من المناضلات.

التعذيب لدى الدولة إدمان، ولعلك عندما تقرأ بعض الأخبار عن التعذيب ستدرك هذا؛ هل قرأت مثلًا ما نشرته منظمة "العفو الدولية" عن طفل يدعى "مازن محمد عبد الله" يبلغ من العمر 14 عامًا، تعرض للاغتصاب والتعذيب والصعق بالكهرباء في أعضائه التناسلية، وإدخال عصا في مؤخرته، في قسم شرطة، لإجباره على الاعتراف بالتظاهر بدون تصريح والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.

وهل ما زلت تذكر أو سمعت سابقًا عن جريمة التعذيب التي وقعت في عام 2006 للسائق"عماد الكبير" التي لن يمحوها التاريخ أبدًا؛ فالسائق قد أُغتصب في قسم شرطة بولاق الدكرور، حتى أن جريدة معروفة بـ التطبيل للنظام قد كتبت صراحة عن القضية؛ ومما قالته "بعد تفشي ظاهرة جرائم تعذيب المواطنين من قبل رجال الشرطة داخل الأقسام سادت حالة من فقدان الثقة بين المواطنين ووزارة الداخلية، وتعددت الأحكام التى صدرت بحق رجال الشرطة فى مثل هذه القضايا، وأشهرها قضية سائق الميكروباص عماد الكبير، التي تعود وقائعها إلى 20 يناير 2006، والتى سجن على إثرها الضابط إسلام نبيه وأنهى مدة عقوبته منذ ما يقرب من شهر، ليعود السؤال مجدداً هل ينتقم الضابط المفرج عنه من عماد الكبير؟"

لدي أرشيف صغير عن أخبار التعذيب، سأطلعك على أقل 1% منه كيف تحاول مثلي ألا تتعجب من العجائب مرة ثانية وأن تدرك أن التعذيب إدمان لن تتخلى عنه السلطات (المصرية لا الخضراء) برضاها أبدًا.

* قام ضابط شرطة بقسم المنصورة بإجبار مواطن على تقبيل حذاءه وإدخال العصا في مؤخرته بعدما ربطه من قدميه وأمر أمين الشرطة "محمد فرج" بتصويره عاريًا (2007).

* قال الطفل "عنتر محمد أبو زيد" أن رئيس المباحث محمد مصطفى الضبش. ومخبرًا يدعى منصور و2 من أمناء الشرطة قاموا بضربه وتجريده من ملابسه وهتك عرضه ومنع الطعام عنه لمدة يومين وقاموا بصعقه بالكهرباء لمدة 6 ساعات متواصلة بعد إلقاء الماء على جسده (2007).

* ضابط بقسم أول المنصورة يضع سيخ حديد في مؤخرة مواطن يدعى "عادل عبد السميع" (2008).

* ضباط شرطة بمديرية أمن كفر الشيخ يجبرون 5 متهمين على ممارسة الشذوذ، حيث وردت للنيابة شكاوى من 5 مراهقين اتهموا فيها كل من الملازمين سعد أحمد سعد وفؤاد محمود سعداوي بالتعدي عليهم وهتك عرضهم (2008).

* ذكرت صحيفة "الجارديان" أن ضباط شرطة قسم ثان مدينة نصر هتكوا عرض الطالب الأزهر "عمر الشويخ" البالغ من العمر 19 عامًا، بعد إلقاء القبض عليه في 24 مارس (2014).

* أمين شرطة يغتصب فتاة معاقة ذهنيًا داخل قسم إمبابة.. الجرائد المصرية (2014).

* تقدمت المواطنة "حورية حسن المتولي" ببلاغ لنيابة رأس البر حمل رقم 1396 لسنة 2014 تتهم فيه أمناء قسم شرطة رأس البر واقتيادها إلى القسم ومحاولة اغتصابها لولا أن حال العذر الشرعي دون ذلك.. مصر العربية (2014).

* خصم شهر من راتب ضابط وضع العصا الكهربائية في مؤخرة متهم، يذكر أن الضابط خصم من راتبه شهرين بسبب تلفيقه قضية آداب لسيدة.. اليوم السابع (2015).

* إخلاء سبيل ضابط الأميرية المتهم في تعذيب «مجدي مكين» الذي تم تعذيبه حتى الموت وأفادت أسرته في تصريحات صحفية أنه ضباط الشرطة وضعوه على فحم وسحلوه بدون ملابس (2017)

* نشر مركز النديم تقريرًا عن فترة حكم السيسي من 2014 حتى 2016 ذكر فيه أن 1083 شخصاً قد قتلوا على يد رجال الأمن خلال العامين، وأن 239 شخصاً توفوا في أماكن الإحتجاز، وبلغت حالات من قتلوا نتيجة التعذيب أثناء الاحتجاز، أرقامًا مخيفة وصلت إلى 915 شخصًا. ناهيك عن أرشيف التقارير الهامة التي أصدرها المركز منذ نشأته في عام في 1993؛ والتي إذا اطلعت عليها لوليت من بلدنا فرارًا ولملئت من وزاة الداخلية رعبًا.

حتى لا تتمادى في تعجبك مثلي من إغلاق مركز يناهض التعذيب ويعالج ضحاياه؛ دعني أخبرك أو أذكرك بما حدث مع المحامي الحقوقي نجاد البرعي و القاضيين عاصم عبد الجبار وهشام رؤوف، فقد تقدموا بمشروع لمكافحة التعذيب بمشاركة خبراء قانونيين ومستشارين، وبعد أن أرسلوا نص مشروع القانون إلى وزارات الدولة المعنية، ومنها  وزارة العدل، فضلاً عن إرساله لرئاسة الجمهورية، للنظر في إصداره، فوجئوا بمحاكمتهم جميعًا، كما تعرض المحامي نجاد البرعي لتضييقات أمنية آخرها منعه من السفر خارج البلاد في يناير 2017.

بالمناسبة النيابة لم تبال بشأن من تعذبوا ولم تجري تحقيقًا سريعًا في مجموعة بلاغات تقدمت بها المجموعة المتحدة خلال عام ونصف وصلت حوالي 163 بلاغًا حول 465 حالة تعذيب داخل أماكن الاحتجاز، ولم تتعامل مع البلاغات بنفس السرعة التي تعاملت فيها مع من قدموا مشروع مكافحة التعذيب.

وكي تتوقف عن تعجبك وأحاول معك التوقف بشكل نهائي  عن التعجب من أي شئ عجيب قد يحدث في هذا البلد، فإليك بعض ما يقدمه مركز النديم الذي شمعته (السلطة) المصرية:

- يقدم خدمات تأهيل نفسي لضحايا التعذيب من دون مقابل.

- يقدم دعم قانوني لمن لا سند لهم.

- يوفر أخصائيين نفسيين وتحاليل وفحوصات خارج المركز حال عدم توافرها في الداخل.

- يناضل من أجل الحصول على حقوق من تم تعذيبهم برفع قضايا تعويض.

- رغم أنه مركز مصري إلا أنه ساعد في تأسيس المجموعة السودانية المناهضة للتعذيب.

- يناضل في التصدى للعنف ضد المرأة؛ وقدم دعم نفسي واجتماعي لمئات السيدات ممن تعرضن للتعذيب أو العنف المنزلي أو الاغتصاب؛ مصريات وغير مصريات.


نعم لإغلاق مركز النديم وتشميعه بالشمع الأحمر حتى لا يضيع مجهود الشرطة في التعذيب هباءً منثورًا !


- يساعد في التدريب على التأهيل النفسي لضحايا التعذيب والاغتصاب، لنشر التوعية.

- يعد المركز ذراع إعلامي للضحايا، فينشر شهادات من تعرضوا للتعذيب لا سيما إن لم تجد هذه الرسائل مكانًا لنشرها في الصحافة.

- نشرت مناضلات مركز النديم بعد تشميعه أرقام هواتفهن على وسائل التواصل الاجتماعي ليتواصل الناجين والناجيات من التعذيب أو العنف أو أهالي المختفين قسريًا معهن  وهن "دكتورة منى حامد، دكتورة رغدة سليط، دكتورة عايدة سيف الدولة، دكتورة سوزان فياض، دكتورة ماجدة عدلي".

نعم لإغلاق مركز النديم وتشميعه بالشمع الأحمر حتى لا يضيع مجهود الشرطة في التعذيب هباءً منثورًا.

أيام مبارك: معركة لم تنته بعد

AP

تنحى مبارك، ولم يتنحَ القمع، تم إسقاطه أو إسقاط الثورة، سلم مبارك السلطة للمجلس العسكري ليكمل المجلس المسيرة المباركية في الحكم بالنار والحديد، وقع الثوار في الفخ، والآن يحاكمون ويعاقبون على ثورتهم. قل ما شئت، فكلها أمور قد تبدو صحيحة، وسخيفة أيضًا، ولكن ما ليس منطقيًا أن تردد ما تحاول وسائل الإعلام بثه من جديد بين الناس، وتقول بغير فهم:
ولا يوم من أيامك يا مبارك.
الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ هو أننا لا نتعلم من التاريخ، هكذا قال الفيلسوف هيجل.
ولأن آفة حارتنا النسيان كما قال نجيب محفوظ، ولأن بيننا الآن من كان عمرهم لحظة تنحي مبارك 10 سنوات، ولكنهم الآن نضجوا، ولأن التاريخ يزيف، والناس «العرب» ينسون دائمًا، فعلينا أن نتذكر أو نعلم بعض ما كان يجري في عهد مبارك وبعض مشاريعه.

أفلا تتذكرون؟

في عهد مبارك تم منح رجال الأعمال المقربين من نظامه غالبية أراضي طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي، وأراضي توشكى والعوينات، وأراضي شمال غرب خليج السويس، وأراضي المدن الجديدة، وأراضي الحزام الأخضر حول مدينة 6 أكتوبر، وغيرها من الأراضي والمناطق بأوامر من مبارك نفسه وبأسعار لا تشتري علبة سجائر من النوع الرديء، فلتقرأ معي جزءًا من خبر نشر في صحيفة روزاليوسف في مايو 2012 يقول:
وضعت شركة سوزي لاند يدها على مساحة 398 فدانًا بالكيلو 52 غرب طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، حيث تم تحرير 7 عقود بيع ابتدائية بإجمالي المساحة باسم سمعان أسعد وآخرين خلال الفترة من 4 سبتمبر 1991 حتى 26 أغسطس 2001، والذي تنازل عنها لصالح شركة سوزي لاند وعندما عاينت هيئة التعمير والتنمية الزراعية الأرض في 29 أغسطس 2007 أثبتت أن إجمالي المساحة مزروعة محاصيل بستانية مثمرة بنظام الري بالتنقيط ومصدر الري جوفي، وفي 11 مايو 2008 تم تحرير عقد بيع ابتدائي للشركة على أساس سعر الفدان 200 جنيه ومساحة 9217 متر مباني بسعر 3 جنيهات للمتر.
نعم كان متر أرض وسعره 3 جنيهات، ولم يكن سعر متر قماش بفتة.
سبتمبر 1998: تم بيع 100 ألف فدان بمشروع توشكى للوليد بن طلال بسعر 50 جنيهًا للفدان، وللعلم كان نصيب كل فدان في توشكى قد تم تمويله من أموال الشعب بنحو 11 ألف جنيه؛ كما أُعفي الوليد بن طلال من جميع الضرائب والرسوم والأتعاب لمدة 20 عامًا.
بعام 2006: أشارت الإحصائيات إلى إصابة 20% من الشعب بالتهاب كبدي، كما سجلت مصر أعلى نسبة شلل أطفال في العالم، وأصيب نحو 20 مليون مواطن بمرض الاكتئاب، وسجل التلوث أعلى نسبة في العالم، ووصل عدد المنتحرين سنويًا 3 آلاف شاب، وبلغت حصيلة حوادث الطرق نحو 6 آلاف قتيل سنويًا.
ديسمبر 2007: صدر تقرير من منظمة الصحة العالمية يؤكد أن مصر ثالث دولة في العالم كأكبر سوق لتجارة الأعضاء البشرية.
بعام 2009: وصلت مصر إلى المركز 115 في البلاد الأكثر فسادًا من أصل 180 دولة في العالم، بحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية، لتصبح الدولة العربية الأولى في الفساد.
مارس 2010: ذكر تقرير لـ«مركز الأرض لحقوق الإنسان»بأن أكثر من 39 مليار جنيه أهدرت في الآونة الأخيرة على حساب خزانة الدولة بسبب الفساد المالي والإداري في الحكومة المصرية، بالإضافة إلى خسائر قدّرت بحوالي 231 مليون دولار في 2009 بسبب تصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل بأسعار زهيدة.
مارس 2010: حذر تقرير لوزارة التجارة الأميركية الشركات الأميركية ورجال الأعمال من انتشار الفساد في الحكومة المصرية، مطالبًا إياهم بالقيام بتحريات عن شركائهم قبل استثمار أموالهم هناك.
في منتصف الـ90: حدثت حالات هروب جماعية لرجال أعمال، وطبقًا لوزارة الاقتصاد عام 2000م فإن جملة ما منحته البنوك من قروض يصل إلى 207 مليار دولار، منها حوالي 20 مليارًا تعثّر أصحابها في سدادها بنسبة 6% تقريبًا، وقد أكدت دراسةٌ للدكتورة سلوى العنتري -مدير البحوث بالبنك الأهلي المصري- أن القطاع الخاص يحصل على 52% من القروض بلا ضمانات من الجهاز المصرفي.
ديسمبر 2007: صدر تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية ليؤكد أن 1% من الأغنياء يسيطرون على نصف الثروات، وأن نسبة الفقراء في البلاد تصل إلى ما يقرب من 55% من الشعب المصري.
بعام 2011: صدر تقرير حكومي جاء فيه أن 20 % من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، و 1.5 مليون طفل مصري يعانون الحرمان من الغذاء، وأن نسبة الأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الفقر استقرت عند 24 %، هذا تقرير حكومي.

الغاز والذهب والحجر لغير المصريين بأسعار زهيدة

في عهد مبارك كان الكيان الصهيوني يشتري الغاز من مصر بنحو 10% من سعره العالمي، وفي 30 يونيو 2005 بدا المشهد مضحكًا مبكيًا، فظهر وزير البترول المصري سامح فهمي، ووزير البنية التحتية الإسرائيلي في لقاء على الهواء مباشرة، ليصافحا بعضهما بحرارة، وفي الخلفية تصفيق حاد. لماذا؟؛ لاتفاقية تمت بين مصر وإسرائيل تقتضي تصدير مصر 1.7 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز لإسرائيل ولمدة 20 عامًا، بثمن بخس دولارات معدودة، تراوح بين 70 سنتًا و1.5 دولار للمليون وحدة حرارية.
بينما كان سعر التكلفة التي تتحملها مصر من استخراج الغاز وتصديره 2.65 دولار؛ أي أن مصر كانت تبيع الغاز للكيان الصهيوني بأقل من التكلفة، بينما يقف المواطنون في الطوابير ويقتلون بعضهم بعضًا من أجل الحصول على أسطوانة غاز واحدة. بالمناسبة حصل الكيان الصهيوني حينها على إعفاء ضريبي من الحكومة المصرية لمدة 3 سنوات.
كانت شركة سنتامين الأسترالية السعودية تحصل على 97% من إيرادات الذهب المنتج من منجم السكري، ويتبقى لنا 3% فقط، بالطبع مكانهم معروف «في جيوب نظام مبارك».
من أغرب وقائع الفساد في عهد مبارك أن هناك موارد كانت تباع وفقًا لأسعار تم تحديدها عام 1956، فظلت أسعار طن الحجر الجيري قرشين، وطن الجرانيت عشرين قرشا، بالإضافة إلى رسوم ضئيلة تحصلها الجهات السيادية.

نظام فاسد

والدم كذلك

بين عامي 2005-2008 حصلت شركة يملكها رجل الأعمال هاني سرور على  مناقصة لا تعنيها لتوريد أكياس الدم لوزارة الصحة المصرية، ولم تكن الشركة تورد لوزارة الصحة إلا الدم الفاسد؛ وكشفت النيابة في تحقيقها عن وجود ميكروبات وفطر عفن داكن داخل «أكياس الدم» وانبعاث رائحة كريهة منها تؤدي إلى تسمم المرضى ووفاتهم.
كما كشفت عن وجود عيوبٍ فنيةٍ في الأكياس الموردة؛ مما يؤدي إلى تعرض المتبرعين للإغماء لزيادة معدل تدفق الدم عن المعدل الطبيعي وحدوث تجلطات بالدم وتعرّض أكياس الدم للانفجار أثناء فصل مكونات الدم.

جرائم الخصخصة

  1. شركة بيبسي كولا: كانت شركة حكومية رابحة، اشتراها محمد نصير الذي عمل سابقًا في المخابرات العامة، وهو أحد الرجال المقربين من مبارك، بثمن بخس. كان للشركة 8 مصانع و 18 خط إنتاج وأعداد هائلة من السيارات وأراضٍ متعددة منها قطعة أرض كبيرة على شارع الهرم مباشرة يبلغ ثمنها حينها نحو 155 مليون جنيه.
    اشتراها رجل المخابرات وشريكه السعودي بمبلغ 157 مليون جنيها، وبعد فترة قصيرة قام نصير ببيع نصيبه بمبلغ 400 مليون دولار. (دولار وليس جنيه).
  2. شركة المراجل البخارية: أٌنشئت الشركة على مساحة 32 فدانًا على النيل مباشرة، وكانت تنتج في ستينات القرن الماضي دروعًا للدبابات المصرية، وفي مرحلة لاحقة كانت تنتج معدات المحطات الكهربائية التي نجح الخبراء المصريون في تصنيعها محليًا، وتعد الشركة من أهم ثلاث شركات في العالم الثالث في هذا المجال ولا يوجد مثيل لها في منطقة الشرق الأوسط إلا في إسرائيل.
    تصدى العاملون في الشركة لبيعها؛ لأن الشركة كانت تحقق أرباحًا ولديها عقود إنتاجية من عدة دول بلغت 600 مليون جنيه، ولكن النظام قام بإجراء توسعات كبيرة بالشركة، وأخذت قرضًا بنكيًا كبيرًا وقصير الأجل وبفائدة قدرها 24% بهدف «تركيع» الشركة ووضع العاملين أمام الأمر الواقع، وبيعت الشركة بمبلغ 15 مليون دولار في عام 1994 بينما يبلغ ثمن الأرض فقط نحو ملياري جنيه، وخفضت العمالة من 1189 إلى 270 عاملاً.

ومن الإهمال ما قتل

في عهد مبارك وصل الإهمال مداه، ففي حادثة قطار واحدة في 20 فبراير 2002، قتل 350 مواطنًا في طريقهم إلى أسوان لقضاء أجازة عيد الأضحى بين أهاليهم.
في 17 أكتوبر 2005: غرقت عبارة «السلام 98»، في البحر الأحمر بعد اصطدام الشاحنة المُسجّلة في قبرص بها؛ ما أسفر عن عشرات القتلى والمصابين، وغرقت العبّارة في ثلاث دقائق ونصف.
في 2 فبراير 2006: غرقت عبّارة السلام 98، وهي في طريقها من ضبا السعودية، إلى سفاجا المصرية، وكانت السفينة تحمل 1312 مسافرًا و98 من طاقم السفينة.
في مطلع سبتمبر 2008: سقطت كتل صخرية على سكان منطقة «الدويقة» أدت إلى مصرع عشرات المواطنين، وفقدان (المئات) تحت الأنقاض، في واحدة من أكبر الكوارث التي شهدتها مصر في المناطق السكنية العشوائية.

سلام دافئ مع إسرائيل ومحاصرة فلسطين

في 2009: بدأت مصر في بناء الجدار الفولاذي تحت الأرض على طول حدود مصر مع قطاع غزة، بمساعدة أمريكية إسرائيلية، ولما قوبل المشروع برفض شعبي أنكرت الحكومة بناء الجدار، وتراجعت عن إنكارها بعد نشر الصحف الإسرائيلية تقارير عن الجدار.
بالمناسبة كان موقف الأزهر حينها يدعو للفخر، فقد أفتى عدد من شيوخ الأزهر وعلماء الدين المصريين بحرمة بناء الجدار الذي يخنق القطاع.

غزو العراق

في مذكراته التي تحمل عنوان «لحظات حاسمة»، كتب بوش أن مبارك أبلغ قائد القوات الأميركية الجنرال تومي فرانكس أن:
العراق يملك أسلحة جرثومية وقرر استخدامها ضد قواتنا.
وأضاف بوش أن مبارك رفض إعلان هذه الاتهامات «خشية استفزاز الشارع العربي».

بعض وقائع التعذيب الممنهج

فى أحد تقاريرها، رصدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان 460 حالة تعذيب في عهد مبارك، خلال الفترة من 1993 إلى 2009، تسببت في وفاة 167 شخصًا، مشيرة إلى أن عام 2008 شهد أكبر عدد من الحالات، مقارنة ببقية الأعوام التي شهدت أرقامًا مختلفة.
بينما قالت جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء أن هناك تشابهًا بالفعل بين ما يجري في السجون المصرية وما يجري في سجن أبو غريب العراقي. وفي دراسة أجرتها الجمعية على 1124 شخصًا تعرضوا للتعذيب في عام 2004 كشفت عن أنهم تعرضوا لـ 70 لونًا من ألوان التعذيب؛ شملت الضرب، والجلد، والركل، والصعق بالكهرباء، والإيذاء الجنسي، ومنع الأكل والشرب، وإطفاء السجائر في أجساد المسجونين وكيهم بالنار.
وفي تصريح للدكتورة سوزان فياض من مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، بتاريخ يونيو 2004 أشارت إلى الصعوبة التي يلاقيها العاملون بالمركز في إقناع الضحايا بأي تفسير منطقي لأسباب التعذيب الذي تعرضوا له، خاصة أن كل الضحايا الذين أتوا للمركز لم يكونوا من عتاة المجرمين أو القتلة أو تجار المخدرات.
ولفتت إلى أن هناك إصابات جسدية يعاني منها ضحايا التعذيب بشكل أدى إلى تدمير مستقبلهم تمامًا، مدللة من واقع الحالات التي استقبلها أطباء المركز وجود 40 حالة قطع في الضفيرة العصبية للضحايا؛ نتيجة التعليق بما يؤدي إلى أن يصبح الضحية مشلولاً جسديًا، بجانب الإهانة النفسية العنيفة التي يتعرض لها الضحية وتؤدي إلى اهتزاز ثقته بنفسه وتحويله إلى شخص جبان، مشيرة إلى أن هذه الآثار تتضاعف عندما يكون الشخص بريئًا.
وأوضحت أن فرص تأهيل الضحايا نفسيًا تتضاءل تمامًا عندما لا يجد الضحية وسيلة قانونية للاقتصاص ممن عذبه.
24 فبراير 2007: قام ضابط بضرب المواطن وشتمه وهتك عرضه وأمر أمين الشرطة بتصوير مايحدث في مكتبه؛ حيث تم ضرب المواطن بالعصا على جميع أنحاء جسمه و إجباره على تقبيل الأرض وحذاء الضابط واحتجازه في القسم دون مبرر مع ربطه من قدميه ورجليه و شتمه بألفاظ بذيئة وإدخال العصا في مؤخرته وهتك عرضه.
يونيو 2010: انفجرت قضية تعذيب خالد سعيد حتى الموت على أيدي اثنين من مخبري شرطة قسم سيدي جابر بالإسكندرية، ولعلنا لا ننسى الأكذوبة الكبرى التي شارك فيها الطب الشرعي ووسائل الإعلام المباركية بأن خالد سعيد قد ابتلع لفافة بانجو.

مشاريع البطيخ

واستكمالاً لمسلسل إهدار المال العام أهدر نظام مبارك مليارات في مشاريع لم تكتمل؛ منه على سبيل المثال:
  1. مشروع حديد أسوان: أهدر فيه نحو 120 مليون جنيه، ثم توقف ونتج عنه حالات بطالة بلغت نحو 3000 فرصة عمل لأهل الجنوب. بالمناسبة لا أحد يعرف حتى الآن مصير هذا المشروع ومصير الأرض ومصير المعدات أو مصير أصحابه.
  2. شرق التفريعة: مشروع عملاق بدأ تنفيذه عام 1998، على مساحة 220 كم شرق بورسعيد على الطرف الشمالي الغربي لسيناء، توقف المشروع بعد إقالة كمال الجنزوري بعد تكلفة وصلت نحو 600 مليون دولار.
  3. نقل الوزارات إلى مدينة السادات: بدأ المشروع كفكرة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. وعلى الرغم من انتهاء الحكومة من تنفيذه في مدينة السادات بتكلفة بلغت حوالي 85 مليون جنيه مصري، لا يزال المبنى المجهز لاستقبال الحكومة مهجوًرا حتى الآن دون استغلال حقيقي يعوض الخسائر التي تكبدتها الدولة.
  4. شركة سيناء للفحم: بدأت الفكرة بإنشاء شركة لاستغلال الفحم الموجود في منجم جبل المغارة، وبالفعل تم إنشاء شركة سميت بشركة سيناء للفحم، ولكن المشروع توقف تمامًا رغم أن تكلفته الاستثمارية بلغت 7.1 مليار جنيه.

ما فات ليس إلا مجرد أمثلة من ملايين الأمثلة، ليس إلا نقطة في بحر من الفساد. ما فات من أمثلة يدعونا للتفكير في أننا قد نكون وصلنا إلى مرحلة أسوأ بكثير من عهد مبارك، ولكن ما يجب أن نلتفت إليه جيدًا أنه علينا ألا نختار بين السيئ والأسوأ، بين الفاسد والأكثر فسادًا، بين القاتل والسفاح. علينا أن نطرح حلولاً بديلة، وألا نتمنى الرجوع للخلف.
ولعل أكثر ما استفدناه من الثورة هو جيل جديد يطمح إلى التغيير، يفقه ما لا يفقهه جنرالات وضباط في الأمن الوطني، يعلم جيدًا أن المعركة بين الحق والباطل، بين الثورة والفساد، بين الإنسانية والغوغائية، بين العدل والظلم، بين الاتباع والتحرر، بين التعليم والجهل، لم تنتهِ بعد.
خسرنا جولات، وما زالت أمامنا أخرى.