كانت قوات الأمن تبحث جاهدة عن أحد الفدائيين، وأخيرا عثرت على أحدهم
"م، م، م"، وقد قررت الصحافة أن تختصر اسمه بثلاثة أحرف، لأن الناس
دائما ما يتناسون اسمه، ويخلطون بينه وبين الفنانة "سما المصري"، على كل
حال إنه فدائي من الدرجة الأولى، حتى إنه قبل على نفسه أن يطلق عليه لقب
"طرطور الرئيس"، كما أنه يستمع إلى الأوامر جيدا، وينفذها فورا، ولديه
حاسة استشعار الأمر، فلو أن ضابط الأمن الوطني نظر إلى بنطلونه رافعا حاجبه مثلا،
سيخلع "م، م، م" بنطلونه فورا، لأنه يستشعر الأمر الأمني بشكل
أوتوماتيكي، كذلك الحال بالنسبة إلى باقي ملابسه، وأشياء أخرى.
قرر المرشح المجهول، أو قررت له قوات الأمن أن يترشح، وكان فخورا
بذلك، معتبرا أنه بهذا يجاهد في سبيل الوطن، طالما أن جيبه يمتلئ بأموال الوطن.
وفي يوم أقام له الأمن أول مؤتمر جماهيري، حضرته جماهير غفيرة من جحافل المخبرين،
ومن فقراء حصلوا على وجبة غداء و100 جنيه. وقبل أن يبدأ المؤتمر، هتفت الجموع باسم
رئيس البلاد، "عاش الزعيم، ومُتنا نحن"، ولم تهتف باسم المرشح "م م
م" لأنها اعتادت على ذلك، لم يُدرك الجميع أن الهتاف كان في صالح المنافس،
حتى أن المرشح "م" نفسه وجد نفسه مرفوعا على الأعناق وفي يده صورة
الرئيس وظل يهتف باسم، وابتلت لحيته من فرط الدموع متأثرا بحبه لسيادته.
انتبه المرشح أخيرا إلى كونه مرشحا للرئاسة، ولا يجوز أن يهتف باسم
المنافس، بعدما سأله أحد الصحافيين قائلا: "لماذا تهتف باسم الرئيس طالما أنك
منافس له؟"، بُهت الذي ترشح بأمر الأمن، واحمرت وجنتاه، ولمعت صلعته خجلا من
السؤال، ولكن خطرت على باله "تطبيلة" سريعة وقال: "إن دل هذا على
شيء، فإنما يدل على أن روح التسامح موجودة بيني وبين سيادة الرئيس أطال الله عمره،
لا مانع لدي أن ينجح، طالما أن نجاحه سيصب في مصلحة المواطن، وفي مصلحتي، وحتى لو
كان لدي مانع، فلن أعترف".
انتبهت الجحافل المحتشدة في ساحة المؤتمر بعد هذا التصريح، إلى أن
"م م م" يعد منافسا للسيد الرئيس، وأنهم ليسوا في مؤتمر لحملة
"عايزينه للآخر" المطالبة ببقاء الرئيس لآخر يوم في عمر هذا الوطن.
وبدأت الحشود تهتف باسم "م م م" لأول مرة في تاريخه، حتى أنه لم يستوعب
الهتاف، وفرح كطفل في صباح يوم العيد، وسأل نفسه: "هل هؤلاء يهتفون باسمي
حقا؟".
للحظة شعر بأنه بطل قومي، زعيم ثوري أو إصلاحي أو فضائي، وفجأة خرج
عن النص قائلا: "سأجعل دخل الفرد لا يقل عن 20 ألف جنيه في الشهر، وإذا كرمنا
الله سأجعلها 20 ألفا في الأسبوع، وربما في الساعة". الخروج عن النص في هذا
الوطن شيء معتاد، الرئيس نفسه لا يكمل جملة مفيدة، تجده مثلا يقول: "نحن هذه
البلد بلدنا جميعا إلا هم وطالما أنه لن نستطيع أن نأخذ فيها جميعا إلا بما يرضي
الله، آه أنا بقول، آه أمال إيه، أمرتني أمي ألا أفتح الثلاجة حتى لا يطير
الدخان". لا تتعجب أبدا لو سمعت مقولة كهذه، بل عليك أن تحمد الله على سماعها
لأنها مفهومة إلى حد ما، بالمقارنة مع غيرها.
* سأل صحفي آخر: "هل هناك ضمانات للمنافسة الشريفة؟!
لقد بدأت "المليطة" الانتخابية، والمنافسة ستكون
حامية الوطيس، لا أحد يعلم من سيفوز؟ الجميع يترقب في حذر، والناس يتساءلون في
المقاهي والشوارع والكنائس والجوامع؛ يا ترى من سيفوز في هذه الانتخابات؟ ولكني
اكتشفت مؤخرا أنهم يتحدثون عن الانتخابات الأمريكية!
* سأله أحدهم: "ماذا تقصد بالمليطة الانتخابية؟"
لا أدري، ولكني رأيت أحد المثقفين وقد قالها في تصريح صحفي، فأعجبتني
الكلمة.
* لماذا شاركت في الانتخابات؟
أرفض الإجابة، ومن تحدث فيما لا يعنيه، أخذ ما لا يرضيه!
* حدثنا عن برنامجك الرئاسي.
لم يعطون برنامجا حتى الآن.
* ومتى تحصل عليه؟
لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم.
* وجه رسالة للرئيس بصفته منافسا.
أتمنى أن يحصد على مجموع أصوات 100%، أما أنا فيكفيني ما حصلت عليه.
حاولت صحفية أجنبية أن تسأله عن تاريخه ومستقبله، ولكنه بعد أن رأى
الجماهير العريضة تلتف حول مائدة مليئة بالطعام والشراب، ترك المنصة واتجه مهرولا
نحو المائدة، لينافس الجماهير على لقب "بطل المؤتمر في أكل اللحمة"، وظل
يهتف باسم رئيس البلاد، ثم يردد قائلا "نريده للآخر، نريده للآخر".
1 التعليقات:
التعليقاتهل تريد بيع كليتك؟
ردهل تبحث عن فرصة لبيع كليتك مقابل المال بسبب الانهيار المالي ولا تعرف ماذا تفعل؟
اتصل بنا اليوم عبر dr.louisclinic@gmail.com وسنقدم لك مبلغًا جيدًا من أجل كليتك لأننا بحاجة ماسة إلى الكلى في عيادتنا أو اتصل على 918704214690
البريد الإلكتروني: dr.louisclinic@gmail.com
واتساب: 1- (725) 2017759
السعر: $650،000 دولار أمريكي