في زنازين التأديب.. الموت أو نزع الآدمية

الرسمة: رنوة يوسف


«كان معه هاتف لإجراء مكالمات هاتفية مع عائلته من داخل سجن القناطر، وكان الهاتف سببًا في إنهاء حياته بعد خروجه من زنزانة التأديب. صحته كانت جيدة جدًا، ولا توجد لديه أمراض مزمنة، وعندما رأيت جسده بعد موته لم أجد به أي علامات تعذيب»، هكذا قال لنا أحد أقارب عُمر عبد المجيد سعيد الباسل، وشهرته عمرو الباسل، الذي توفي داخل سجن القناطر رجال مطلع الشهر الجاري.
وأُلقي القبض على عمرو الباسل من مرسى مطروح، 36 سنة وحاصل على ثانوية أزهرية، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، في يوليو 2016، لاتهامه بخطف مواطن للاستيلاء على سيارته، ولم يحكم عليه في القضية بعد. ووفق ما قاله أقاربه، كُتبْ في تقرير الوفاة الرسمي أنه مات بشكل طبيعي، ولم يتخذ الأهالي أي إجراء قانوني بعد وفاته.
التقينا بمجموعة من أقاربه في قرية ناهيا، إحدى القرى التابعة لمركز كرداسة في محافظة الجيزة، وحاولنا معرفة تفاصيل وفاته. قال أحدهم إن عمر كان محبوسًا في سجن القناطر «رجال 1»، الذي يبعد عن القاهرة نحو 25 كم، وأخبرهم أحد زملائه عن طريق هاتف تمّ تهريبه داخل السجن أنه «في ليلة وفاته قد شهد السجن استغاثات جماعية وصراخ وبكاء وطرق على أبواب الزنازين، لأن الباسل كان قد خرج من زنزانة التأديب التي ظل بها نحو 16 يومًا، وأصيب بعد خروجه بإعياء شديد واصفرار في الوجه، ولكن إدارة السجن لم تستجب لهذه الاستغاثات إلا بعد أن لفظ الباسل آخر أنفاسه».
يحكي أحد أقاربه، الذي رفض ذكر اسمه، أنه تلقى مكالمة من أحد المساجين يخبره بأن عمرو قد مات، ويضيف: «لا أعتقد أنه مات من التعذيب، ولكني أعتقد أن سوء حالته النفسية كانت سببًا في ذلك، فنحن تأخرنا عن زيارته كثيرًا بعد أن شغلتنا متاعب الحياة ومصاريف العائلة، بالإضافة إلى دخوله زنزانة التأديب وعدم خروجه منها نحو 16 يومًا، ولأنه كان دائمًا يشعر بأنه ثقيل علينا، ولكنه لم يكن كذلك».
يقول أحد المحتجزين في سجن القناطر، تمكن «مدى مصر» من التواصل معه: «دخل عمرو زنزانة التأديب هو و9 سجناء آخرين، بعد أن عثرت مباحث السجن على هواتف في زنزانتهم. لم نكن نتوقع أن يكون عمرو هو الضحية، فقد كنا نخشى على سجين يدعى مصطفى  العراقي عنبة، وهو مريض بالقلب وقد دخل زنزانة التأديب، رغم أنه ممنوع دخول المرضى إلى التأديب، وهو ما جعلنا نعتقد أنه مات وليس عمرو». ويضيف: «لقد قاموا بحلق شعر رؤوسهم قبل دخولهم التأديب، ولم يسمحوا لهم بالدخول بأغطية الشتاء، كما ألبسوهم بدلة التحقيق فقط، وهي بدلة خفيفة جدًا لا تصلح للشتاء، وظلت زنازين التأديب مغلقة عليهم أكثر من 15 يومًا لم يروا الشمس خلالها، ولم يتوضؤوا أو ينظفوا أجسامهم بالمياه لأن إدارة السجن لا تسمح سوى بدخول زجاجة مياه واحدة طوال اليوم لكل سجين ورغيف خبز وقطعة جبن صغيرة، كما أن زنازين التأديب لا يوجد بها دورات مياه، ما يجعلها أشبه ببالوعات الصرف الصحي، والسجناء يقضون حاجتهم في جردل بلاستيك»، بحسب وصف السجين.
موت الباسل في تأديب السجن أو بسببه لم يكن الحالة الأولى في السجون المصرية. في 20 مايو 2016 طلبت إدارة سجن برج العرب الذي يعد أحد أكبر السجون المصرية، حيث يضم سجني ليمان برج العرب، وبرج العرب العمومي، من أسرة السجين بدر شحاتة، إحضار بطاقة الرقم القومي الخاصة به. وفي صباح اليوم التالي أبلغتهم إدارة السجن بوفاته ووجوده بإحدى ثلاجات مشرحة كوم الدكة.
أُلقي القبض على شحاتة، في 14 أغسطس 2013، من محيط مبنى محافظة البحيرة، ووضع داخل سجن الأبعدية، ثم رُحل إلى سجن برج العرب، وحوكم عسكريًا بتهمة الاعتداء على منشآت حكومية وأدين بالسجن لمدة 15 عامًا.
يقول أحمد، أحد أبناء شحاتة، إنه أثناء إحدى الزيارات، علمت الأسرة أن والدهم تمّ الزج به في زنزانة التأديب بعد الاعتداء عليه، وأنه ممنوع عنه الزيارة، لكنه لم يتحمل ما وصفه بالتعذيب، بالإضافة إلى قبح الزنزانة التي لا تصلح للحياة، مما أدى إلى وفاته، مضيفًا أن «التقرير الذي أصدرته وزارة الداخلية يفيد أن والده مات نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية»، وهو ما استنكره أحمد لأن والده لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية سابقة، على حد قوله.
في التأديب قد تفعل أشياءً لا تصدق
«إنها زنزانة لا تكفي إلا لفرد واحد، ولكن رئيس المباحث تعمد أن يضع خمسة أفراد في زنزانة واحدة، كانوا لا يستطيعون النوم أبدًا، ومكثوا في الزنزانة أكثر من 15 يومًا، وقد دخلوا التأديب بعد أن اتهمتهم إدارة السجن بالتجارة في مواد مخدرة وهواتف محمولة داخل السجن، أخي دخل التأديب مرتين؛ في المرة الأولى أخبرني أنه يشعر بأنه قد فقد عقله، والمرة الثانية كانت طويلة جدًا، وقرروا الهروب من التأديب ودمروا شباك الزنزانة وحاولوا الفرار، لكن أخي مات غرقًا في ترعة الإسماعيلية بعد أن تخطى سور السجن في سبتمبر 2014». هذه شهادة شقيق «م أ ع»، 29 عامًا، وكان محكومًا عليه بالسجن خمس سنوات لاتهامه في قضية سرقة بالإكراه، وكان يقضي عقوبته في سجن أبو زعبل «ليمان 2».
ويقول شقيق السجين المتوفي، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «لم يخبرني أخي أنه سيحاول الهروب، ولكني شعرت أنه فقد عقله بعد دخوله التأديب في المرة الأولى، لذا كان من المتوقع أن يفعل أي شيء للخروج من التأديب».
وكان المجلس القومي لحقوق الإنسان قد اعترف في بيان رسمي، في مارس 2015، على لسان محمد فائق رئيس المجلس بأن «الظروف المعيشية داخل غرف التأديب غير ملائمة طبقًا للمعايير الدنيا في أماكن الاحتجاز». وكانت هذه المرة الأولى والأخيرة التي تطرق  «القومي لحقوق الإنسان» لزنازين التأديب في تقاريره التي صدرت منذ عام 2013.
مرض الجرب والعيش مع الفئران
في سبتمبر 2015، اشتكى أحد المتهمين فيما يعرف بـ«خلية إمبابة» من إصابته بأمراض جلدية وحساسية وصفها بـ «الجرب» داخل زنزانة التأديب بسجن العقرب، وأنها تجعل جسده ينزف دمًا، وذلك بسبب عدم دخول الشمس للزنزانة وعدم وجود نظافة فيها، وطلب من المحكمة التي كان يرأسها المستشار محمد ناجي شحاتة، رؤية جسده للتأكد من صحة كلامه، ولكن شحاته سأله عن لجنة حقوق الإنسان التي ذهبت إلى سجن العقرب، وقالت لا يوجد بالسجن تجاوزات، وأن الوجبات المقدمة إلى جميع السجناء جيدة، فرد عليه السجين قائلًا: «أقسم بالله لم يأت أحد».
يتذكر «ع ع م»، طالب بكلية هندسة بجامعة الأزهر، وكان متهمًا في أعمال شغب بالجامعة، حيث قبض عليه في ديسمبر 2013 وأفرج عنه في مارس 2017 بعفو رئاسي، كيف كان يقضي أوقاته في زنزانة التأديب مع الفئران والصراصير وكيف اعتاد عليها، قائلًا: «كان وجودها أفضل مائة مرة من وجود ثلاثة أشخاص معك في نفس الزنزانة وفي فصل الصيف دون استحمام، وهي زنزانة متر في متر تقريبًا». داخل طالب الهندسة زنزانة التأديب ثلاث مرات، الأولى بعد أن حاول أحد أقاربه تهريب هاتف له داخل السجن، والثانية لعثور إدارة السجن على هاتف بحوزته، والثالثة كانت لوقوع اشتباكات بين قوات أمن السجن وبعض المساجين في سجن أبو زعبل، ودخل بعدها عدد كبير من السجناء زنازنين التأديب.
مطالبات حقوقية بإغلاق زنازين التأديب
«التأديب» هو الاسم الدارج الذي يطلقه السجناء على ما نصت عليه لائحة السجونبالحبس في «غرفة خاصة شديدة الحراسة تتوافر فيها الشروط الصحية» للتفرقة بينه وبين «الحبس الانفرادي» العادي الذي قد يطلبه السجين بأمواله كما يوضح عزت غنيم، المحامي الحقوقي ومدير «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات».
يقول غنيم لـ «مدى مصر» إن «أعداد الوفيات داخل زنازين التأديب ليست كثيرة، ولكن ظروف الزنزانة غير مؤهلة للمعيشة، وأن هناك فرق بينها وبين الحبس الانفرادي، فالأخير غرفة خاصة قد يطلبها السجين بأمواله، أو يحبس بها لأسباب سياسية أو مرضية، أما زنزانة التأديب فمساحتها أضيق بشكل كبير جدًا من الزنزانة العادية، وليس بها أي منافذ تهوية تطل على الخارج، وتتسع لفرد واحد، ولا يوجد بها دورة مياه».
ويضيف غنيم: «تعديل قانون تنظيم السجون الأخير، أتاح لمأمور السجن أن يدخل من يشاء التأديب بأي صورة، وأن المدة القانونية السابقة للاحتجاز في زنزانة التأديب كانت لا تزيد عن 15 يومًا بعد الكشف على السجين والتأكد من سلامته صحيًا، وفي التعديل الأخير وصلت المدة المتاحة للحبس داخل التأديب 6 أشهر».
وأكد غنيم على أن «التنسيقية المصرية قد قدمت طعنًا على اللائحة الجديدة في مجلس الدولة على المواد المتعلقة بزنزانة التأديب لإلغائها، وبالتي إلغاء زنازين التأديب نهائيًا نظرًا لظروفها غير الآدمية»، مشيرًا إلى أنه «من المنتظر أن تكون جلسة النظر في الطعن 4 ديسمبر المقبل».
في فبراير الماضي، نشرت الجريدة الرسمية قرار وزير الداخلية رقم 344 لسنة 2017، بتعديل بعض مواد اللائحة الداخلية للسجون، وضمت التعديلات استبدال أربعة مواد من اللائحة، تتعلق بالحد الأقصى لحجز المحكوم عليهم في الغرف شديدة الحراسة، بالإضافة لتغيير المادة الخاصة بالحبس الانفرادي (التأديب) وتعميمها على كافة السجون بعد أن كان قاصرًا على الليمانات، وزيادة مدتها من 15 يومًا إلى 6 أشهر. ونصت المادة 82 على أن «يوقع على المحكوم عليه جزاء الوضع بغرفة خاصة شديدة الحراسة تتوافر فيها الشروط الصحية لمدة لا تزيد على ستة أشهر  بقرار من مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون، بناءً على طلب مأمور السجن، وبعد أخذ رأي طبيب السجن، وتحرير أقوال المسجون وتحقيق دفاعه وشهادة الشهود».
وجاء في التعديل أن الحالات التي يجوز فيها فرض عقوبة التأديب هي: «إحراز أشياء يحتمل حصول أذى منها للغير أو لأمن السجن، سرقة مفاتيح السجن أو تقليدها، الهروب أو الشروع فيه، التعدي على أحد الموظفين الذين يدخلون السجن لأداء عمل يتعلق بوظيفتهم أو على أحد الزائرين، إتلاف سجلات السجن أو أوراق المسجونين عمدًا أو إحداث تغيير فيها، إتلاف شيء من محتويات السجن عمدًا، إشعال النار داخل غرف السجن، إحداث حريق عمدًا بالسجن أو مرافقه، ضرب مسجون إذا أحدث الضرب إصابة تحتاج إلى علاج، ارتكاب أي أفعال من شأنها الإخلال بأمن السجن».
حاول «مدى مصر» الاتصال بمساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون للتعليق على شهادات السجناء حول أوضاع زنازين التأديب، ولم ننجح في الوصول إليه.

ارفع رأسك.. أنت تعيش في العصر الحجري





"ارفع رأسك أنت عربي، الله عليك يا فخر العرب، نحن عرب ونفتخر".. وكلها في النهاية شعارات مضحكة، فكر فيها جيدًا وستدرك أنها كلمات هي والعدم سواء.

سمعنا كثيرًا في مباريات كرة القدم مثلًا، أن اللاعب الفلاني الذي يتحدث العربية فخر للعرب؟ لماذا يا سيدي المعلق فخر للعرب؟ لأنه يمرر الكرة بشكل جيد ويحرز الأهداف ويمتلك السرعة والمهارات.. ثم ماذا؟! لا شيء!

شاهدنا في التلفاز من يصف نجم الغناء الذي يغير لون شعره كل ثلاثة دقائق بأنه عربي ويحصد الجوائز العالمية -التي لو بحثنا ورائها لعلمنا أنها جوائز قد يشتريها صاحبها- لكن على العرب أن يفتخرون به؟ لماذا يا سيدتي الإعلامية؟ لأنه اجتهد واختار كلمات لا علاقة لها بالشعر العربي وألحان يقلد وموسيقى يحاول بها أن يقلد الغرب ولا يفلح.

ألا تجد الأمر مضحكًا؟!هل تظن أن إنجليزيًا يحرز أهدافًا كثيرة سيقول الإنجليز أنه فخرهم؟ وأن وفرنسيًا يفرح لأن أخيه في اللغة يغني بشكل جيد؟! كل هذا كلام فارغ، وأشياء ورثناها كما هي، دون أن ننظر لمعناها جيدًا ودون أن نراجعها.. نفتخر لأننا عرب، ولا نرى لهذا سببًا مقنعًا، ولكننا نفتخر على سبيل الاحتياط. حتى وإن كان علينا أن نفتخر هكذا على سبيل الاحتياط، ماذا فعل العرب كي يفتخروا؟! هل صنعوا الطائرات والأسلحة؟ تقدموا في التعليم والصحة؟ أوقفوا الحروب ضد بعضهم؟ برزوا في الأدب والفنون المختلفة؟ تفوقوا في حرية الصحافة؟ طبقوا الديمقراطية؟ حاربوا الطبقية؟ الإجابة "لا" إنهم لا يصنعون فوانيس رمضان، ولا يتعلمون سوى الجهل، ويقصفون بطائراتهم -التي اشتروها من أعدائهم- يقصفون بها جيرانهم، وتسيطر الحكومات على وسائل الإعلام والصحافة، وتحكمهم عائلات فاسدة، والفساد يتغلغل في كل ركن من أركان بلادهم. تخيلوا لو أن العرب مع كل هذا لا يملكون النفط والذهب والفضة والموارد الغنية الأخرى؟

رويترز

لقد سبقنا -نحن العرب- كل بلاد العالم في أشياء غير الأشياء التي يفتخر بها الإنسان العادي، فمثلًا عندما أعلنت فتاة أمريكية أنها تعرض عذريتها للبيع، فإذا برجل عربي إماراتي يهرول ويشتري عذريتها بـ 3 ملايين دولار! وكانت الفتاة قد عرضت عذريتها للبيع من أجل الحصول على تكاليف سفرها ودراستها، في قرار وصفته بأنه شكل من أشكال تحرر المرأة، تقول الفتاة لصحيفة ديلي ميل: "لم أكن أتخيل أبدا أن العرض سيسجل رقما كبيرا.. إنه حلم يتحقق". لماذا لا تتخيلين ذلك يا فتاة؟ ألا تدري بأن هناك عربًا وهبهم الله الثروات من دون عناء ويصرون على ضياع هذه الثروات في مثل هذا الأمور؟!

لا أدري كيف يمكنني الفخر بكوني عربيًا ويحمل نفس لغة هذا الذي يُدعى محمد بن سلمان الأمير السعودي الذي اشترى يختًا بـ 550 مليون يورو من أجل أن يقضي إجازته، وفق ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه في ظل حالة التقشف التي تتخذها المملكة العربية السعودية، إلا أن ولي ولي -حينها- العهد محمد بن سلمان، اشترى يختًا بـ 550 مليون يورو أثناء قضائه عطلة في جنوب فرنسا، وأرسل مساعده وأنهى الصفقة وحدثت البيعة في غضون ساعات. وذكرت الصحيفة أن اليخت كان سعره "330 مليون دولار"، وربح المالك الأول، ما لا يقل عن 200 مليون يورو.

إذًا يا أخوتي في العروبة، عربي دفع 3 ملايين دولار من أجل إرضاء عضوه الذكري، وآخر دفع 550 مليون يورو لقضاء عطلة بينما تتقشف بلاده التي يقودها إلى الفقر بنفسه. على الجانب الآخر وفي بلد عربي نقرأ عن مقتل 15 امرأة وإصابة نحو 40 شخصا في تدافع أثناء توزيع "مساعدات غذائية" على سكان قرية سيدي بو العلام، التابعة لإقليم الصويرة إحدى القرى في المغرب، وهناك ملايين البشر في بلاد عربية لا يجدون طعامهم ولا يملكون منازل للمعيشة، أفلا تكفي أموال هؤلاء العرب الأثرياء لكل هؤلاء الجوعى؟!
لماذا تفتخرون بعروبتكم؟ هل لأن العرب يقصفون اليمن ويشاركون في قتل الأطفال،  فهناك نحو ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف شخص، بينهم ما يزيد عن مليوني طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد، لم يتحرك العرب لإنقاذهم إلا بإطلاق النيران صوبهم. ماذا فعل العرب لإنقاذ سوريا من التدمير وقتل آلاف من أبنائها العرب؟ ماذا فعل العرب من أجل فلسطين سوى حصارها والاتحاد مع جيش الاحتلال الإسرائيلي؟ وهل سمعت عن مصر السيسي التي تحبها إسرائيل في لقاءات سرية وعشق علني؟ وعن الاتصالات المستمرة بين جيش الاحتلال والمملكة العربية السعودية؟!

استعادة طفلين من تحت أنقاض منزل دمرته غارة للتحالف  (رويترز)


لماذا نفتخر وفي بلادنا العربية عادت تجارة العبيد من جديد، انظروا إلى ليبيا، حيث نشرت شبكة CNN تقريرًا كشف عن بيع المهاجرين بالمزاد في ليبيا، وفي تسجيل التقط بواسطة هاتف محمول يظهر في التقرير شابان يُعرضان للبيع في المزاد للعمل في مزرعة، ليوضح بعدها الصحفي الذي أعد التقرير أن الشابين بيعا بمبلغ 1200 دينار ليبي. وفي موريتانيا ما زال هناك من يحاربون من أجل القضاء على العبودية، وموريتانيا أو الجمهورية الإسلامية الموريتانية، هي دولة أفريقية عربية، تقع بجوار المغرب والجزائر. وهناك ما زالت عائلات كبيرة تستعبد بشرًا من أصحاب البشرة السمراء، فنصبوا أنفسهم أسيادًا عليهم وجعلوهم عبيدًا كالعبيد الذين قرأنا عنهم في كتب العصر الجاهلي.

والحكومة في موريتانيا تُشبه غيرها من الحكومات العربية المستبدة الرجعية، التي جعلت من شعوبها شعوبًا بائسة، فهي دائمًا تُناشد منتقدي العبودية في الخارج بعدم التدخل في الشئون الداخلية، وتطلب من العالم أن يصم آذانه عمّا يحدث في موريتانيا، على طريقة (عبيدنا ونحن أحرار فيهم)، أما من يتحدث عن الاستعباد والرق في الداخل ويناضل من أجل القضاء عليهما، فتُلقي به السلطات بين جدران السجون، وتطلق عليه ألسنة الإعلام الكاذبة، في موريتانيا لا تتحدث عن العبودية، وفي مصر لا تتحدث عن الثورة والحرية، وفي الجزائر لا تذكر اسم بوتفليقة قبل أن تلحقها بـ"فخامة الرئيس"، وفي السودان لا تعمل بمجال الصحافة، وفي السعودية والإمارات والكويت لا تتظاهر، وفي قطر لا تنتقد الحاكم، وفي الأردن لا تتحدث في السياسة، وفي البحرين لا تعمل في حقوق الإنسان، وفي فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن لا حول ولا قوة إلا بالله.

بلادنا العربية رائعة لكن لا تفعل ما ذكرته وإلا سُجنت، وارفع رأسك جيدًا، أنت عربي يعيش في العصر الحجري بفضل من يحكمون بلاد العرب.


انتخابات الرئاسة 2018 : حرب الجنرالات.. ومحاولة الحقوقي


GETTY IMAGES
حسب المادة 140 من الدستور “تبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بـ 120 يومًا” أي أنه في آخر يناير وبداية شهر فبراير 2018.
وإذا جرت الانتخابات في أجواء عادية دون آية عوائق فمن المنتظر أن تُعلن الهيئة الوطنية عن جدول أعمال انتخابات الرئاسة خلال هذه الفترة، وأن تُعلن نتيجة الانتخابات قبل نهاية مدة الرئاسة الحالية بثلاثين يومًا على الأقل. ومن المقرر انتهاء مدة رئاسة السيسي في 7 يونيو 2018، أي أنه سيتم الإعلان عن رئيس الفترة الجديدة في 7 مايو 2018 على أكثر تقدير.
ومن شروط القبول في الترشح لانتخابات الرئاسة أن يحصل الراغب في خوض الانتخابات الرئاسية على موافقة رسمية من 20 عضوًا من أعضاء البرلمان، أو أن يحصل على توكيلات ما لا يقل عن 25 ألف مواطن يحق لهم الانتخاب في 15 محافظة، بحد أدنى 1000 مؤيد من كل محافظة، ويشترط في المرشح أن يكون مصريًا من أبوين مصريين، وألا يكون قد حمل أو أي من والديه أو زوجه جنسية دولة أخرى، وأن يكون حاصًلا على مؤهل عالٍ، وأن يكون متمتعًا بحقوقه المدنية والسياسية، وألا يكون قد حُكم عليه في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو كان قد رد إليه اعتباره، وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها قانونًا، وألا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة ميلادية، وألا يكون مصابًا بمرض بدني أو ذهني يؤثر على أدائه لمهام رئيس الجمهورية.

هل يخوض الفريق “شفيق” المعركة؟

رويترز

في السابق كانت هناك موانع قانونية قد تهدد الفريق “أحمد شفيق” بالحبس في حال عودته، ولكن قررت محكمة الجنايات رفع اسمه من قوائم ترقب الوصول في ديسمبر من عام 2016، وذلك بعد أن كان متهمًا بالفساد المالي في القضية المعروفة إعلاميًا باسم “أرض الطيارين” التي حصل فيها على البراءة هو وجمال وعلاء مبارك. وأكد محاميه شوقي السيد، في تصريحات إعلامية أنه “لا توجد عليه -شفيق- قضايا مدنية أو عسكرية، وهو ما يعني أنه لا مانع قانوني ليعود إلى مصر”.
حاولنا معرفة ما إذا كان شفيق قرر خوض الانتخابات بالفعل، وتواصلنا مع الدكتور حازم عبد العظيم الناشط السياسي، والقيادي السابق بالحملة الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي أعلن في وقت سابق أنه التقى بالفريق أحمد شفيق، بمقر إقامته بالإمارات. وسألناه عما دار في بينهما وعن نية “شفيق” في الترشح، قال “عندما التقيت بالفريق أحمد شفيق كان متحمسًا جدًا لخوض المعركة الانتخابية المقبلة، ومؤكد أنه سيعود قريبًا لخوض هذه المعركة”. وأكد عبد العظيم أنه حتى الآن لا معلومة لديه أن الفريق أحمد شفيق تراجع عن قراره بخوض الانتخابات.
وعن سببه دعمه لشفيق قال “سأدعم الفريق أحمد شفيق لما له من فرص هائلة في النجاح وزحزحة هذا النظام، إن لديه شعبية جارفة يمكنه على أساسها خوض المعركة، ولم أجد أقوى منه لأدعمه، وبالمناسبة عندما تحدثت مع الفريق أحمد شفيق كان يبدو من كلامه أنه معارض للنظام الحالي وسياساته، وهذا شرط أساسي لدعمه، وأعتقد أنه سيعلن عن موقفه من هذا النظام بنفسه بعد عودته إلى مصر، قريبًا.
سألناه: ما رأيك في خالد علي؟
فقال “أحترمه كثيرًا، وأحترم من يدعمه، ولكن دعني أخبرك أن فرص نجاحه تكاد تكون معدومة، وطبعًا أتمنى عكس ذلك، ولكن هذه هي الحقيقة” وأضاف عبد العظيم: “خالد علي لديه مشكلة كبيرة، وهو أنه منغلق على نفسه ولا يتحاور مع الآخرين” وفق تصريحه.
وبعيدًا عن خالد علي سألناه “هل سيسمح النظام الحالي للفريق شفيق بخوض الانتخابات أم سيضيق عليه الخناق؟
فقال “بالطبع هذا النظام لا بد أن يضيق الخناق على كل شخصية وطنية تحاول زحزحته، ولكن على كل حال سيعلن الفريق شفيق عن خوضه معركة الانتخابات من الخارج، وبعدها يعود إلى مصر، لأنه لا مانع قانوني من ترشحه”
سألناه: لماذا لا ترشح نفسك لخوض انتخابات الرئاسة؟
لو كنت أستطيع ذلك وهناك دعوات لترشحي لاستجبت لها فورًا، ولكن لدي مانع قانوني، وهو أن زوجتي تحمل جنسية أجنبية.
خالد علي يعلن نيته.. والأمن يُعلن غضبه

GETTY IMAGES

يعد الناشط والمحامي الحقوقي المصري خالد علي أول المعلنين عن عزمهم خوض انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، ففي 6 نوفمبر من الشهر الجاري وفي مؤتمر صحفي أعلن اعتزامه الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية بلا أوهام حول نزاهة الخصم أو عدالة السياق الذي تجري فيه العملية الانتخابية. وقال أن برنامجه “قائم على إنهاء سياسات التقشف الاقتصادي والعدالة الاجتماعية ومحاربة الإرهاب دون تقويض للحريات”.
وهناك احتمالات بأن يُحرم “خالد علي ” صاحب الـ 45 عامًا من خوض الانتخابات المقبلة، إذا أيدت محكمة الاستئناف حكمًا صدر ضده في سبتمبر الماضي بحبسه لثلاثة أشهر بزعم ارتكابه فعلًا فاضح.
وكان “علي” قد خاض انتخابات الرئاسة في عام 2012، وحصل على نحو 140 ألف صوتًا من بين 13 مرشحًا، ولكن يبدو أن شعبية “علي” قد ارتفعت بعد تصدره مشهد الدفاع عن قضية تيران وصنافير ومجموعة من المحاميين الحقوقيين.
وقبل أن يعلن “علي” خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة، كشرت قوات الأمن عن أنيابها بمداهمة المطبعة الخاصة بطبع أوراق ترشحه وفق ما أعلنه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك.
انضم لحملته الانتخابية مجموعة من النشطاء السياسيين والحقوقيين والصحفيين، ومن بين هؤلاء خالد البلشي عضو مجلس نقابة الصحفيين، وهو أحد المتحدثين الإعلاميين لحملة خالد علي.
يقول البلشي في تصريحات خاصة لـ”مدد”: “النظام الحالي يحتاج مواجهة حقيقة، وأن الحملة تواجه كل دولة قديمة ديكتاتورية، عسكرية كانت أو دينية. وعندما سألناه عن موقف الحملة من احتمالية ترشح الفريق أحمد شفيق، فأكد أن الحملة لن تأخذ موقف سلبي من أي مرشح قرر خوض المعركة ضد هذا النظام، لأن هذا يعد محاولة لفتح المجال العام الذي أغلقه النظام الحالي تمامًا”.
وعن احتمالية ألا يخوض “علي” انتخابات الرئاسة المقبلة بقرار قضائي قال البلشي: “حتى الآن لا يوجد مانع قانوني من خوض خالد علي الانتخابات المقبلة، ونحن سنخوض المعركة حتى النهاية”.
وعن افتراض أن هناك مانع قانوني فـ “خالد علي لا يمثل نفسه كشخص ولكنه يعبر عن برنامج حقيقي، ونحن نريد أن نقول أن هناك قوى قادرة على طرح هذا البرنامج، لخلق دولة فيها مواطنة وعدالة ومساواة، لا تفضل أحد لقربه من المؤسسة الرئاسية أو العسكرية، ولا تقصي أحدًا لموقفه الديني أو الشخصي، لذا نحن سندعم كل من يواجه هذا النظام.
علق البلشي على ما صرح به الدكتور حازم عبد العظيم عن أن “خالد علي” منغلق على نفسه ولا يتحاور مع الآخرين فقال: “فليقل ما يشاء، نحن تناقشنا مع الجميع، ولكن الجميع هنا نقصد به مُعسكرنا، إن شئت قل أن معسكرنا هم المؤمنين بثورة يناير أو المؤمنين بالديمقراطية بعيدًا عن الدولة الدينية والعسكرية معًا، وفي النهاية لا يستطيع أحد أن يرضي جميع الأطراف، كما أن لنا تحفظات على النظام القديم، فنحن تشاورنا مع قوى سياسية كثيرة وكان النقاش نتيجته إيجابية. وأضاف: “لتأكيد كلامي يمكننا إلقاء نظرة على بيان السفير معصوم مرزوق الذي دعم “خالد علي” في هذه المعركة، أو حتى بيان “حمدين صباحي” الذي اتخذ نفس الموقف، أو قوى أخرى مثل حزب الدستور الذي استضاف مؤتمر انطلاق الحملة”.
سألناه عن فرص نجاح خالد علي في الانتخابات؟ فقال: “دعنا نقول أن هناك شعبية كارهة لهذا النظام، لأنها تدفع ثمن سياساته بشكل حقيقي، وجربت القمع العسكري والاستبداد الديني، ورأت فشلًا ذريعًا ما زالت تدفع ثمنه، وفي تقديري أن كل هذه الأسباب لن تكون في صالح النظام، المهم أن يكون لديها وسائل لإيصال صوتها، وعلينا أن نخوض معركة من أجل رفع صوت هؤلاء؛ ولا يمكن أن نتوقع نسبة النجاح لأننا لا ندرك حتى الآن من هم المنافسين ولا ندرك إن كانت هناك ضمانات حقيقة لخوض المعركة أم لا؟!
سألناه “هل هناك نية لإقامة فعاليات جماهيرية، وهل سيسمح النظام الحالي بذلك؟”. فقال “لا يجب أن ننتظر أن يتيح النظام لنا ذلك، يجب أن نتيجة نحن وأن نخوض معركة انتزاع الحق في كل شيء، في أن نطرح رؤيتنا، وفي أن نكسر الحصار الإعلامي علينا، وأن نعبر عن آرائنا بشكل حقيقي، وأن نقول للناس أن هناك بديل حقيقي وإيجابي. ونحن نتمنى أن نخوض المعركة بشكل حقيقي، وحتى لو حدث عكس ذلك فستكون هناك محاولة جادة.

سامي عنان: الجنرال الصامت
pri

يمكنك أن تدرك خوف النظام من أن يخوض الفريق سامي عنان انتخابات الرئاسة المقبلة إذا أدركت أن الإعلام يشن هجومًا عليه كما يفعل مع الفريق شفيق، ومؤخرًا مع خالد علي، وقد حاول الإعلام الخاص ترويج معلومات عن اتصالات بين عنان وبين جماعة الإخوان المسلمين بزعم أنهما ينسقان معًا لخوض الانتخابات المقبلة، ولكن المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين طلعت فهمي، قال في تصريحات صحفية: “إن الجماعة -جماعة الإخوان- لا تعترف بتلك الانتخابات لا من قريب أو بعيد”.
وأكدت مصادر مقربة من الفريق سامي عنان، أنه ما زال مترددًا في خوض الانتخابات المقبلة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن يدرك خطورة الإجراءات التي سيتخذها النظام الحالي لتشويه سمعته في وسائل الإعلام، وأضاف المصدر أن “هناك ضغوطًا من قيادات وطنية وعسكرية سابقة من أجل أن يخوض عنان الانتخابات المقبلة” وأضاف المصدر أن “الفريق سامي عنان غاضب من التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية وقد يكون هذا سببًا في إعلانه الترشح للانتخابات المقبلة بعد التشاور مع بعض الشخصيات الوطنية لدعمه”
وفي مخيلة السيسي أنه بطل شعبي

(AFP)

في تصريحات سابقة، دعا السيسي كل المصريين إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة من أجل مصر، ولكن لم يعلن بعد ترشحه للانتخابات، ويبدو أن السيسي لا يحب أن يخطو خطوة واحدة إلا بعد محاولة اقناع الرأي العام بأنه لا يفعل ذلك إلا بعد أن انتشرت مطالب شعبية لاتخاذ هذه الخطوة، حدث هذا من أول طلبه التفويض لمحاربة الإرهاب، وحتى حملة “عشان تبنيها” التي تطالب السيسي بخوض الانتخابات المقبلة لإنقاذ مصر، دون أن يحدد المشاركين في الحملة “إنقاذها ممن؟”.
وقال السيسي: “سأقدم كشف حساب 4 سنوات قضيتها على سدة الحكم خلال شهرين من الآن، وسنرى رد فعل الشعب، وبعدها سأقرر هل أترشح لفترة ثانية أم أترك الفرصة لآخرين”.
وتدّعي الحكومة المصرية الحالية أنها ستكفل كل الفرص، وأنها ستجري انتخابات نزيهة، كما وجه الرئيس السيسي النداء لوسائل الإعلام كي تتيح الفرصة للجميع، ولكن يبدو أن وسائل الإعلام لم تستجب بعد.

خالد.. قُل لها توقفي عن البكاء



مدونات الجزيرة

في طفولتنا كنا جيرانًا، والطفولة في القرى مختلفة عن المدن، يجتمع أطفال المنطقة في أرض واسعة ليطيروا طيارتهم الورق ويتسابقون أو يلعبون كرة القدم أو نشارك في لعبة السبع طوبات أو البلي أو النحلة أو الأولى أو الاستغماية أو كهربا أو ثبت صنم، وكلها ألعاب قد تكون اختفت من الحياة، طفولتنا في القرية كانت ممتعة، وكنت لا أحفظ أسماء أطفال جيراننا، ولكن أحفظ وجوههم.

ولما بدأت طفولتنا تختفي ابتعدنا عن بعضنا، ولم نعد نتشارك في ألعاب الشوارع الجماعية، كنا نعرف وجوه بعضنا ونبتسم ونلقي السلام عندما نلتقي صدفة، ولكن شاءت الأقدار أن نتشارك في لعبة جماعية، كانت جماعية بشكل ضخم، فقد اجتمعت أحلامنا في مكان واحد، وهو ميدان التحرير، كنا نلعب مع قنابل الغاز المسيلة للدموع، عندما حاولنا أن نفعل ما بوسعنا من أجل أن يعيش أولادنا الذين لم يأتوا بعد في وطن يحترمهم ويحترمنا، وكانت هذه اللعبة الجماعية هي بداية الصداقة الحقيقية بيننا، عرفت اسمه جيدًا، اسمه "خالد كمال الرشيدي"  من مواليد مارس 1990.

صرنا أصدقاء في يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، والحقيقة أن كل من تعرفت عليهم في هذا اليوم ظلوا رفاقًا حتى الآن، منهم من سُجن، ومنهم من غادر الوطن، ومنهم من مات، ومنهم من شغلته الحياة، لكننا ما زلنا رفاق، حتى هؤلاء الذين ماتوا أو قتلوا، ما زلنا رفاق حلم واحد.

على أطراف ميدان التحرير كنا نقاوم وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع، كانت تفرقنا رصاصات الأمن كثيرًا ولكننا نلتقي مجددًا بعد أن تفرقنا أسلحتهم رغم كثافة الأعداد المحتشدة في شوارع وسط القاهرة.

أذكر أن قوات الأمن كانت تطاردنا بعد صلاة الجمعة مباشرة، ووقع خالد على الأرض، فأمسكت كف يده اليسرى، وكان يحاول أن يضع كف يده اليمنى على أنفه ليقاوم محاولات خنقه بالغاز، ويقول لي مستغيثًا "اتركني، اتركني" ولكني لم أفعل، كنت أظنه يخشى عليّ من التعثر حينها فأقع في أيادي قوات الأمن المركزي، ولكن الواقع أن قنابل الغاز جعلتني لا أرى شيئًا أمامي وكنت أسحل "خالد" على الأسفلت وأتقدم إلى الأمام بشكل سريع كضابط ألقى القبض على أحد المتظاهرين ويلقنه درسًا لن ينساه.

وكان جسد خالد حينها يرتطم في السيارات المركونة بجوار الأرصفة، وأنا أصر على جرجرته على الأرض، لذا كان يقول "اتركني" وبعدما نجحت في سحله على الأسفلت ورطم جسده في كل سيارات شارع طلعت حرب، دخلنا إحدى العمارات العتيقة لنحتمي بها من كثافة الغاز، ولنختبئ من عساكر الأمن المركزي، وقابلنا هناك مجموعة من الأصدقاء كانوا معنا منذ الصباح، فقال خالد ضاحكًا وهو يسعل بشدة: "هل تظن أنك أنقذتني يا سوبر مان؟ لقد تخبط جسدي في كل سيارات القاهرة بسببك" وظللنا نضحك على هذه القصة كل شهر تقريبًا، وفي كل مرة نرويها لرفاقنا، يضحكون، حتى أننا تحدثنا عن القصة وقت أن زارني خالد في السجن، وضحكنا إلى حد البكاء.

قبل دخولي السجن كنت وخالد لا نتكلم، ولا أذكر سببًا لذلك، وأعتقد أنه أيضًا لم يكن يذكر سبب الخلاف بيننا، ولما جاء لزيارتي في سجن أبو زعبل، لم نتحدث عن أي خلافات، وأخبرني بأنه على وشك الزواج، وأنه اقترب من شراء الذهب لعروسه. وكانت السعادة تبدو على وجهه وهو يقول "هتحضر فرحي إن شاء الله".

وفي الليلة التي اتجه فيها نحو الصائغ ليشتري الذهب أخيرًا، كانت هناك مظاهرة في قرية ناهيا، وكانت قوات الأمن قد قطعت مسافات طويلة لتفض هذه المظاهرة التي لن تضر ولن تفيد، ولكن الفض كان بالرصاص الحي، وشاءت الأقدار أن يتواجد خالد في مكان المظاهرة، فخرجت رصاصة حية من بندقية أحد رجال الأمن لتخترق رأس خالد من الخلف. كان هذا في يوم 13 نوفمبر 2014، وكنت حينها في السجن. ولما علمت ما حدث، أدركت أن خالد جاءني ليتصالح معي قبل أن يرحل، كان لا يمكنه الرحيل من دون أن نتصالح، لا يمكنه فعل ذلك أبدًا.

خالد الذي كان يحب الوطن جدًا، والذي كتب في يومياته أثناء خدمته في الجيش أنه يتمنى الموت من أجل تراب هذا الوطن ومن أجل الدفاع عنه، قتلته قوات أمن هذا الوطن، وقتلت أحلامه الصغيرة في الزواج ممن يحبها.. لا أدري لماذا ينتصر هؤلاء علينا فقط ولا يقتلون إلا أحلامنا الصغيرة ولا يتقنون إلا تدمير مستقبلنا ومستقبل هذا الوطن ولا يحبون لنا الحياة. قتلته وزارة الداخلية وادعت أن الإخوان هم من قتلوه، فالإخوان شماعة لكل شيء في هذا الوطن، ولو أن لو رجلًا طلّق امرأته لاتهموا الإخوان بأنهم السبب.. لم أحضر جنازة خالد، لأنني كنت سجينًا، وصليت عليه جنازة الغائب في زنزانتي بسجن أبو زعبل، وصلى معي زملائي في الزنزانة.

مرت على ذكرى وفاة خالد 3 سنوات، وما زلت كلما توجهت لزيارة أمه، أراها تبكي وكأنه مات منذ قليل، ثم تحكي كل حكاياته التي تخطر ببالها، وتعتذر عن بكائها عندما تراني أو ترى أحدًا من رفاق خالد، وتقول لنا: "أرى فيكم خالد، لأنه كان يحبكم جدًا" هي تحب أن تسمع كل شيء حدث مع خالد، مهما كان صغيرًا، وعندما أخبرتها بما حدث في يوم جمعة الغضب، ضحكت جدًا، وكنت حينها في غاية السعادة لأنها تضحك، ولكن ضحكها انتهى بالبكاء.

البكاء صار بالنسبة لها شيئًا عاديًا كالطعام والشراب والهواء، حتى أن الطبيب أخبرها بأن بصرها قد ضعف كثيرًا بسبب البكاء المستمر.. ثلاث سنوات من البكاء، وخالد يأتيها في منامها كثيرًا، وتحكي لنا كلما رأته، وأحيانا أسمع صوتها في الهاتف لتحدثني عما رأته وعما قاله لها، فهي تؤمن بأن هذه ليست أحلام.. وبما أنها ليست أحلام فأنا في انتظار زيارته، ولو حدث هذا وسألني عمّا أريد قبل أن يعود من حيث أتي، سأقول له "اذهب إلى أمك وضمها لحضنك جيدًا.. وقل لها: توقفي عن البكاء يا أمي".

نحتاج أن نتحدث.. خلف مصنع الكراسي




من كل جهات الكرة الأرضية، جاء الشباب ليتحدثوا مع فيلسوف الأطباء وأستاذ الفلسفة العسكرية وملك ملوك محاربة الإرهاب ورجل الدين وقت الحاجة.  ومن منا يمكنه نسيان ما حدث عندما سألوه في فرنسا عن "حقوق الإنسان" بغرض إحراجه ولكنه لم يُحرج أبدًا، وردّ عليهم بانفعال وغضب متسائلًا: "ما بتسألنيش ليه عن حق العلاج الجيد في مصر؟ ما عندناش علاج جيد في مصر. ما بتكلمنيش ليه عن حق التوظيف وحق التشغيل للمواطن في مصر؟ ما عندناش توظيف جيد في مصر".. وهذه المأثورات الرائعة الخالدة التي لن ينساها التاريخ كما لم ينسى ما قاله هتلر وموسوليني وخورخيه فيديلا في مؤاتمراتهم.. وكان يمكن للرئيس أن ينهي هذه الأقوال المأثورة بمقولة "اللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيطة" ولكن طائرات الرافال حالت بينه وبين هذا التصريح.

جاء الشباب ليتعلموا من هذا الرجل كيف استطاع في فترة زمنية قياسية أن يُنجِز كل هذه الأشياء وأن يصُبّ في مصلحة كل مواطن من دون استثناء، جاءوا ليتعلموا كيف يصيروا رؤساءً حتى لو كانوا لا يصلحون سوى للعمل في حقول البرتقال؟ وكيف يحكمون دولهم من دون أن يقدموا لبلادهم سوى شعار تحيا بلادهم ثلاث مرات؟ وليتعلموا جيدًا كيف يرفعون الأسعار والمواطن معًا، ويرفعون الدعم ومن يعترض على ارتفاع الدعم؟ وكيف يحصدون الفكة من الفقراء ثم يضعون خطة للقضاء على الفقر بالقضاء على الفقراء؟ وكيفية الاستغناء عن التعليم والصحة، واستخدام القمع بدل الأمن؟ وكيف يقضون على الثورات ويشفطون الثروات ويقضون على حقوق الإنسان وعلى الفن والصحافة وتداول المعلومات وعلى الحياة السياسية والنيابية؟! وكيف يضعون مواد الدستور في أقرب سلة قمامة ويلقون القمامة في منتصف الشارع؟ وكيف يعلقون فشلهم على شماعة الإرهاب؟ وكل هذه الأشياء تستحق الدراسة المعمقة.

واجتمعت كتيبة عسكرية خبيرة في شؤون مؤتمرات شرم الشيخ لتحقق مع الشباب الذين قدموا لحضور المؤتمر، وبعدها توافق على انضمامه لشباب المؤتمر أو ترفض؛ ثم دار هذا الحوار بين الكتيبة وأحد المواطنين الشباب:
الكتيبة: لماذا تريد حضور المؤتمر؟
المواطن: لأني مللت من حضور موائد الرحمن، وأعلم أنكم تطبخون في المؤتمرات جيدًا.
الكتيبة: ما رأيك في الأوضاع السياسية؟
المواطن: لا أعلم إلا الأوضاع الجنسية!
الكتيبة: هل تهتم بوسائل الإعلام؟
المواطن: أهتم بوسائل الصرف الصحي وأستطيع المرور من شوارعنا دون أن تصل مياه الصرف إلى ياقة قميصي.
الكتيبة: هل هذا انتقاد للحكومة؟
المواطن: هذا انتقاد لمن يتبولون كل يوم.
الكتيبة: ماذا تريد من الرئيس؟
المواطن: ماذا يريد هو منا؟
الكتيبة: أهذا اعتراض؟!
المواطن: لا سمح الله، اعتبروه مصباح علي بابا، فليطلب الرئيس منا ما شاء وقتما شاء.
الكتيبة: ما أكثر شيء تتقنه في حياتك؟
المواطن: التطبيل.
الكتيبة: كيف تعلمته؟
المواطن: أشاهد التلفاز.
الكتيبة: ما رأيك في الاشتراكية؟
جميلة، لقد اشتركت في صالة حديد من قبل، وتركتها بعد ارتفاع سعر الحديد عشرة أضعاف.
الكتيبة: والعلمانية؟
المواطن: العلم في الرأس لا في الكراس، والعلم في الكراس يحمل الدولة مصاريف باهظة.
الكتيبة: والليبرالية؟
المواطن: لم أتذوقها من قبل.
الكتيبة: حدثنا عن حقوق الإنسان.
المواطن: اعذروني لا أحب الحديث عن أحد في غيابه.
الكتيبة: ماذا تعلمت من سيادة الرئيس؟
المواطن: بسببه اكتشفت أن قوى الشر منتشرة في كل مكان، في المقهى والسوق وورش النجارة والحدادة والخراطة، وفي غرف السياسة وعرف النوم، في مشجعي كرة القدم وكرة اليد، في الفنانين والصحفيين والثوريين والمتدينين والحلاقين، لدرجة أنني حاليًا أشك في أن بواب العمارة ينتمي إلى قوى الشر التي تريد خراب البلاد.
الكتيبة: ماذا قدمت لمصر كي تحضر هذا المؤتمر؟
المواطن: لقد خدمت في الجيش وكنت أمسح دورات المياه وأوصل الطلبات لمنازل الضباط وأبيع الطعام في الأكشاك أحيانًا.
الكتيبة:  ما رأيك في شعار المؤتمر #WeNeedToalk؟
المواطن: أقترح أن يكون "نحتاج أن نتكلم خلف مصنع الكراسي" صدقوني إمبابة تحتاج إلى هذه المؤتمرات أكثر من شرم الشيخ.
الكتيبة: إذا أتيحت لك الفرصة أن تتكلم في المؤتمر فماذا ستقول؟
المواطن: سأتحدث عن الغلاء والوباء ومنطقة بولاق وجزيرة الوراق وكل حارة وزقاق.
الكتيبة: اخرس يا حيوان، أنت مرفوض، ما تقوله لا يدخلك المؤتمر، وإنما يدخلك السجن.
المواطن: أرجوكم دعوني أحضر مؤتمر شباب العالم، فأنا أسكن في هذا العالم.
الكتيبة: لا.
المواطن: سأتحدث عن فضل الفقر وأن الفقراء يدخلون الجنة.
الكتيبة: لا.
المواطن: سأتحدث عن اختفاء الوباء ولن أذكر الاختفاء القسري.
الكتيبة: لا.
المواطن: سأتحدث عن أهمية استثمار جزيرة الوراق ومكاسب بيع تيران وصنافير.
الكتيبة: لا.
المواطن: سأتحدث عن الخدمات الحكومية الجليلة في كل شارع وزقاق.
الكتيبة: لا.
المواطن: سأتحدث عن أهمية السلام مع إسرائيل.
الكتيبة: وهو كذلك.

لو لم يكن مصريًا.. ما اختفى قسريًا

محمد مختار، مصري محتفي في سجون السعودية




من مهام السفارات، تأمين خدمات مواطني دولتها المقيمين في بلد ما، وحماية أي مواطن يشعر بعدم الأمان، ويحق لكل مواطن يشعر بعدم الحماية التوجه لسفارته ليسلم نفسه ليلقى القبض عليه من سلطات بلده ليقضي عقوبته بوطنه.
ولكن هذه المهام تطبقها الدول فقط، لا تطبقها شبه دولة.
فقد اختفى المواطن المصري محمد مختار في المملكة العربية السعودية، منذ أكثر من 20 يومًا، ولا يعلم ذويه مكانه حتى هذه اللحظة، والسفارة المصرية لا تبال باختفائه، هذا إن لم تكن لها يد في ذلك، ويبدو أن نشاط محمد مختار السياسي ودفاعه عن كل السجناء مهما كانت أفكارهم سببًا في اختفائه، فلم يمل مختار من الدفاع عن حقوق السجناء السياسيين وحريتهم يومًا، وجعل حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صوتًا لكل مظلوم.
لم تتدخل السفارة المصرية في السعودية ولم تتخذ موقفًا حتى الآن، لتؤكد على أن كرامتنا مهانة داخل البلاد وخارجها بسبب حكومات فاسدة تحكمنا في شبه دولة.
وقد كتب شقيق محمد مختار شهادته حول ما جرى فيقول: "لقد ظللت صامتًا لحين الانتهاء من كل السبل القانونية وتحملت ما لا يطيقه بشر من أجل ألا يتعرض شقيقي للخطر، ولكني الآن أريد أن أقول لكم، أني مواطن مصري رخيص يبحث عن أخيه في السعودية، ومن أول ما ذهبت للمعقب فى شركة stc قال إن الأمن السعودي قبض على محمد أحمد مختار محمد، وأجبروه على توقيع استلام مستحقاته، وسلّم السيارة، ثم قبض الأمن على مختار.. وأنا أبحث في كل أقسام الشرطة والسجون ولم أجد محمد حتى الآن، كما لم أجد اسمه فى قضايا أو وسجلات الوقف بما فيهم البحث الجنائي".


يحكي شقيق مختار كيف استنجد بالسفارة المصرية بالسعودية على سبيل أنه مواطن مصري، ويقول: "كتبت شكوى باختفاء شقيقي محمد وطبعا لا يمكن أن تتخيلوا المعامله هناك من المستشارين القانونين بالسفارة، بعدها ذهبت مقر شرطة النسيم أكتب بلاغ باختفاء محمد أحمد مختار محمد، محضر رقم٣٩٠٠٩٠٠٨٧٦، وبعدها بيومين ذهبت للسفارة مرة أخرى ولكن كان رد المستشار أكثر غرابة، فقال أن أخي في سجن عليشه أو الحائر، وأنه ليس من حقى رؤيته، كما أكد لي أنهم لم يتأكدوا من هذه المعلومات بعد، مشيت أضرب أخماسًا في أسداس وبدأت أسأل مرة أخرى في السجون لعلني أجده، لكن من دون جدوى، عدت إلى السفارة المصرية للمرة الثالثة، وأبلغتهم أن عليهم أن يتدخلوا لأن المختفي مواطن مصري، فضحكوا على أقوله وكأنني مجنون وسألني أحدهم "إنت مش عايش في الدنيا ولا إيه؟".
أما زوجة محمد مختار فقد خاطبت الخارجية المصرية بشأن اختفاء زوجها، ولكنها لم تتلق رد حتى الآن.
يضيف شقيقه أنه يحترم السعودية وقوانينها ولا مشكلة له معها وأنه يعمل في السعودية منذ 2012، ولم يدخل قسم شرطة أبدًا، ويقول أن مشكلته الآن مع السفارة المصرية، وأنه لو كان من بلد غير مصر، لعلم أين أخيه، وما هي تهتمته؟! ويؤكد أنه ظل طوال 15 يومًا ينتظر مقابلة السفير المصري، ولكن جاء الرد في النهاية "المستشار القانوني هيتابع معاك".


السفارة المصرية في السعودية تعد شريكة في جريمة إخفاء محمد مختار، إما بصمتها، وإما بالابلاغ عنه. أما وزارة الخارجة المصرية فقد تفرغت للرد على الجرائد العالمية التي تذكر بعض ما يجرى في الداخل المصري من كوارث اقتصادية أو صحية أو تعليمية، كما تفرغت للرد على منظمات حقوق الإنسان التي تدين بعض الانتهاكات الحقوقية اليومية، لكنها لم تتفرغ يومًا للمصريين الذين يعانون في الخارج، ولعل كل مواطن خارج بلاده قد تعرض لأزمة ما، واستنجد بسفارته المصرية، يعلم عن ماذا أتحدث؟.


ولا أرى لصمت وزارة الخارجية المصرية على اختفاء المواطن المصري محمد مختار في سجون السعودية، أو على أي انتهاكات يتعرض لها المصريين بالخارج، سببًا سوى أن هناك سياسة متعمدة لترخيص كل ما هو مصري.
فأخبار اختفاء المصريين في الخارج  أو ضربهم أو إهانتهم أو اعتقالهم أو ترحيلهم، باتت أمورًا عادية يومية، ولا طريقة للدفاع عن هؤلاء سوى بالكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، نظرًا لأن الحكومة لا تبالي لحياتهم.
فبالإضافة إلى محمد مختار المختفي في سجون السعودية، اختفى المواطن محمد نوار في جنوب إفريقيا، منذ أكثر من شهر، وقالت شقيقته داليا نوار، أنها لا تعلم عنه شيئًا وأنه ليس له عداءات ويعمل بجنوب إفريقيا منذ 13 سنة.
وتساءلت لماذا لا تتعامل السفارة المصرية مع قضية شقيقها كما تعاملت إيطاليا مع قضية ريجيني؟
وقتل رجل أعمال مصري يدعى محمد عبد القوي سالم في تركيا وكانت أسرته قد استنجدت بوزارة الخارجية قبل إعلان وفاته، دون أن تتلقى أي رد.


وعلى كل حال لا يسعنا في ظل هذا الصمت الرسمي تجاه ما يحدث للمواطنين المصريين في الخارج، إلا نواصل نحن الحديث عنهم كلما أتيحت لنا الفرصة. يقول ألبرت آينشتاين: "إن العالم مكان خطير، ولكن ليس بسبب من يرتكبون الشر، وإنما بسبب أولئك الذين يكتفون بالمشاهدة ولا يحركون ساكناً".