مائدة الشهداء ومائدة الأغبياء


مصر العربية




مائدة المجد للشهداء
هى مائدة إفطار ينظمها بعض شباب الثورة فى شهر رمضان الكريم من كل عام، أغلب القائمين على تنظيمها حاليًا فى السجون، مثل: ممدوح جمال، ومحمد سامى، ومحمد كالوشا. وبعضهم فى القبور مثل: جابر صلاح، وأحمد المصرى، وهشام رزق. وجميعهم يعانون من القبضة الأمنية والتشويه الإعلامى وضعف الإمكانيات المادية التى يعانى منها أغلب الشباب.
هناك فى الشارع الذى سالَت فيه دِماء الشهداء وقُنِصت فيه أعيُن الشباب "شارع محمد محمود" تَجِد البنات يُجهّزن وجبات الإفطار، والشباب ينظمون المائدة ويستقبلون البسطاء بضحكة صافية ليس بها تكبّر، ويُطعِمون ما لا يقل عن 100 فردًا.
وبعدها ينتهى اليوم فى صمت، فالبنات يغسلن الأطباق والشباب ينظفون المكان ويحملون الترابيزات والكراسى على أكتافهم ليضعوها فى جراچ سيارات يبعد عن مكان المائدة بحوالى 400 مترًا لأن الجراچ المجاور لهم متواجد فى عمارة يسكن بها "لواء شرطة" حذّر سيادة اللواء بوّاب العمارة من أن يضع هؤلاء الشباب أى شئ يخصّهم فى الجراچ!
هل يعتقد سيادة اللواء أن شبابًا كهذا يعانى منذ 4 سنوات من قتل رفاقهم واعتقالهم وتشويههم فى وسائل الإعلام واتهامهم من كل الأنظمة بالعمالة والفوضوية ومع ذلك لم ييأسواْ سيستلمون ليأسهم لأنهم سيحملون الكراسى على أكتافهم؟!
إن من حمل الشهيد على كتفه، وامتزجت ملابسه برائحة الدماء والغاز المسيل للدموع، وامتلأ جسده بطلقات الخرطوش، لا يكترث لأن يحمل الكراسى على كتفه ويمضى بها مسافة 400 مترًا!
لم نر هؤلاء الشباب يصنعون ما صنعوا من أجل الحصول على صوتًا انتخابيًا أو تأييدًا شعبيًا. ولكنهم فعلوا ما فعلوه من أجل أن يعلم الجميع وخاصة النظام الحالى أنهم لن يتسامحوا فى دماء رفاقهم وأنهم لم ولن ينسوهم مهما تعالت أصوات أسلحة النظام ولن يهدأ لهم بال حتى تعود إليهم ثورتهم وتتحقق مطالبها.
مائدة الأغبياء
هى مائدة إفطار نظمتها الدولة بالإسكندرية يوم الجمعة 26 يوليو 2015.
نجد فيها بعض الملاحظات:
1- وجدنا أن نظامًا بأكمله، بمؤسساته الأمنية، والاقتصادية، بالإضافة إلى دعم شركات كبرى له، لم يقدر على تنظيم مائدة إفطار جماعية، فرأينا الناس يتصارعون على وجبات الإفطار، ورأينا من غضبوا من الإهانة التى شعروا بها نظرًا لأنهم لم ينجحوا فى الحصول على وجبة إفطارهم، ورأينا من يتسائل: لماذا دعونا للإفطار طالما لا يوجد طعام "عايزين ياخدوا صورتين وخلاص؟!" شاهدنا أن الناس قد استفزّهم تنظيم المائدة والمعاملة السيئة لدرجة أنهم اعتدوا على سائقى السيارات التى تحمل وجبات الإفطار التى وصلت متأخرة! وهنا يجب أن نتسائل: هل يمكن لنظام غير قادر على إدارة وتنظيم مائدة إفطار جماعى، أن يقدر على إدارة وطن؟!
2- انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى صورًا عديدة لشكل الإسكندرية بعد الانتهاء من المائدة توضّح مدى العشوائية التى خلّفتها المائدة من قاذروات وبواقى طعام، إذا ما قارنّاها بصور مائدة المجد للشهداء سيتضح لنا من هم الفوضويون؟!
3-  إنّ عمل مائدة طويلة ليس من المستحيلات، ومع هذا لم تكن تلك المائدة هى الأولى من نوعها، ففى تركيا عام 2010 قامت بلدية حي أسنلر بغرب مدينة إسطنبول بتنظيم مائدة إفطار مجانية بلغ طولها عشرة كيلومترات حضرها 70 ألف صائم، وإذا بحثنا عن هذه المائدة عبر مواقع الإنترنت لن نجد فيها مواطنا لا يجد مكانًا للجلوس، وسنلاحظ أن الناس قد وُضِع أمامهم الطعام ولا ينقصهم سوى سماع صوت آذان المغرب كى يبدأون فى تناول الإفطار.
4- حين قرر النظام المصرى، متمثلًا فى محافظ الإسكندرية، الدخول فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، لم يدخلها فى بناء المستشفيات، أو المدارس، أو فى بناء البيوت للفقراء والمهمشين. بل قرر النظام أن تدخل مصر موسوعة جينيس فى الفقر، فوجود موائد الرحمن فى شهر رمضان الكريم ليس إلّا مشهدًا مأساويًا يدل على انتشار الفقر!
5- وجدنا إعلاميين يهللون ويكبرون لنجاح المائدة رغم فشلها وكأننا نجحنا فى محاكمة قتلة الشهداء، ولم نجد نقدًا موضوعيًا للفكرة أو أصواتًا جريئة تقول أن الحكومة ليس دورها العمل الخيرى. نفس الإعلاميين تجاهلوا نجاح مائدة "المجد للشهداء" التى تستمر فى نجاحها بشكل يومى وحضارى وبمجهود رائع من شباب الثورة، فقط هم بارعون فى تشويه هؤلاء الشباب حينما يطالبون بالقصاص للشهداء أو الحرية لرفاقهم المعتقلين.  
6- يجب على الحكومة أن تعلم أن المواطنين لن يطيروا من الفرحة عندما تنجح فى تنظيم أكبر مائدة إفطار فى العالم، أو طهى أكبر طبق كشرى فى التاريخ، أو صناعة أكبر علَم لمصر! ولكنهم سيرضون عنكم عندما تنجحون فى تطوير المؤسسة التعليمية التى تُعلِم أولادنا الجهل. أو لاحظوا تغيّرًا فى المستشفيات الحكومية التى تتفنّن فى إماتة المرضى.
سيرضى الناس عنكم إذا شعروا أن كرامتهم غير قابلة للكسر، وإذا استطاعوا أن يتحدثوا فى أى شيء دون خوف من بطش الأجهزة الأمنية. سيرضى الناس عنكم إذا شعروا أن دمائهم ليست رخيصة وأن أعراضهم ليست مستباحة بالنسبة إليكم.


أتحدث هنا عن الناس الذين لم يُقتلْ أبنائهم فى التظاهرات المعارضة، ولم تضيع أعمار أولادهم خلف قضبان السجون. أمّا من فقدوا أولادهم ومن يقضون أجمل أيامهم فى السجون فلن يرضوا عنكم أبدًا.

عن صحافتهم الحرة !


عبد الله الفخراني

ارتسمت على وجهي علامة تعجب عندما رأيت الإع..لامي "أحمد موسى" على شاشة التليفزيون فى نفس اليوم الذى حصل فيه على البراءة، وتذكرت عندما حصلت على برائتي وخرجت من قسم الشرطة بعدها بـ7 أيام بعدما عصبوا عيني ووثقوا يدي في أثناء تحقيق أمن الدولة معي.

انفجر وجهي من فرط التعجب عندما رأيت تصريحات أحمد موسى مدافعًا عن القضاء "هذا هو قضاء مصر الشامخ الذي ينتصر لحرية الرأي والتعبير، ولن ينحاز لمن يريد تكميم الأفواه".

اتصل بي صديقي الذى أصدر صوتًا غليظًا من أنفه يصدره النائمون ويصدره الشباب عند اعتراضهم وقال: أحمد موسى بيقول: "انه معندوش أزمة مع أى حد غير اللى إيديه متلوثة بالدم، واستمر فى إصدار أصوات من أنفه إلى أن انتهت المكالمة".

وصلتنى رسالة على الإيميل من خطيبة الصحفي المحكوم عليه بالمؤبد "عبدالله الفخرانى" تصف فيه كيف تعرض للظلم وتقول أن خطيبها "عبدالله أحمد الفخرانى" الذى اُعتقل يوم 25-8-2013 كان يبلغ وقت اعتقاله 23 عامًا ويبلغ الآن 25 عامًا.

تقول أنه صحفي وعضو المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وأنه كان يدرس الطب ولكنه فضَّل الصحافة على الطب، وعمل بالمجال الصحفى منذ عام 2011، واختار العمل بشبكة رصد نظرًا لأنها كانت تغطى كل أحداث الثورة حينذاك.

تحكى لى عن تفوقه فى مجال الصحافة وأنه حصل على بطاقة عضوية في المعهد الدولي للصحافة IPI وتدرّب على الصحافة في وكالة أنباء ألمانية.وأنه لا ينتمي للإخوان تنظيمياً أو فكرياً وأنه يخالفهم فى الكثير من الأمور.

تحكى أن يوم 25-8-2013 كان عبدالله ومعه سامحي مصطفى، ومحمد العادلي، محمد سلطان، في بيت والد محمد سلطان لأن محمد أصابته رصاصة أثناء فض ميدان رابعة العدوية، وأن عبدالله كان يحاول مداواته نظرًا لخبرته فى مجال الطب، وفوجئ بقوات الأمن تقتحم المنزل للقبض على صلاح سلطان، ولكنها قبضت على كل الموجودين.

ثم احتجزهم الأمن فى قسم البساتين بغرفة غير مخصصة للحجز الرسمي بتاريخ 25-8-2013 وظلّوا في تلك الغرفة حتى استخرجت الشرطة إذن ضبط رسمي لهم  وكتبوا في محضر النيابة أنهم قُبض عليهم بتاريخ 28-8-2013.

كانت أولى جلسات محاكمتهم بعد 8 أشهر من تاريخ الاعتقال أمام القاضى "محمد ناجي شحاتة".

تحكي خطيبة عبدالله أن القضية فى البداية كانت "قضية إعلاميين"، ضمت عبدالله و13 إعلاميًا آخر، وكانت التهم الموجهه لهم فى البداية نشر أخبار كاذبة، وتشويه صورة مصر، وتكدير السلم العام.. الخ.

وبعدها أضافوا مرشد الإخوان ومجموعة من قيادات الإخوان للقضية وأضافوا تهمًا جديدة منها التخطيط لإثارة الفوضى، وحرق أقسام شرطة إلخ...، فتغيرت القضية من "قضية إعلاميين" إلى "قضية غرفة عمليات رابعة"! ووجد الشباب أنفسهم فى قضية واحدة مع مرشد الإخوان محمد بديع وقيادات الإخوان بشكل غريب جدًا، رغم وجود 14 صحفيًا لا علاقة لهم بقيادات الإخوان وخاصة عبدالله ورفاقه.

فى النهاية حُكم على عبدالله بالسجن المؤبد والمراقبة 5 سنوات!

بعض الملاحظات:

- تقدم حمدين صباحى ببلاغ ضد أحمد موسى لنشره أخبار كاذبة فى شهر ديسمبر 2014 فكان رده "اللي عايز يقدم حاجة يقدمها"، بينما اتهم عبدالله الفخرانى بنشر أخبار كاذبة وحكم عليه بالمؤبد !

- سافر أحمد موسى إلى ألمانيا وهو محكوم عليه بالسجن عامين. بينما المصور الصحفي "محمود شوكان" يتم التحقيق معه منذ عامين وهو فى السجن رغم مرضه. وأحمد فؤاد صحفى موقع كرموز الذى تخطى الـ 500 يومًا حبسًا احتياطيًا، وفى النهاية تأجلت جلسة محاكمتة 4 أشهر كاملة!

فهل حرية الإعلام مكفولة لمخبرين الإع..لام، ومعدومة لغيرهم من الصحفيين والإعلاميين الذين غضب عليهم النظام؟!


إنجازات حاكم المريخ



مصر العربية



لا أدري كيف نسيت استبدال هاتفي الحديث بهاتف قديم لا يدعم خدمة الإنترنت قبل خروجي من منزلي؛ فخطأ صغير كهذا قادر على أن يجعلني لا أرى الشمس مرة أخرى.


فرجال الشرطة المريخية يتنشرون فى كل أنحاء الكوكب وخاصة المركبات الفضائية؛ يبحثون عن كل من يحمل هاتفًا حديثًا ليتصفحونه. وإن عثروا على أي كلمة أو صورة توحي بأن هذا الكائن المريخى "مش عاجبه اللى بيحصل" سوف يتصفحون جسده وليس هاتفه فقط؛ سيجعلون وجهه "دوّاسة" سينفخونه كما تُنفخ ”عجلة كاوتش نائمة“  وربما لن يجدوا مكانًا يضعوا فيه عصيّهم فيضعونها فى مؤخرته؛ إن رجال الشرطة في كوكب المريخ يعشقون وضع العصا فى مؤخرة المريخيين، وخاصة المعارضين!

أما المرحلة التى يجب أن يمر بها المريخيين فهي الاختفاء؛ فرجال شرطة المريخ قادرون على إخفاء أى كائن فضائي مهما كان حجمه فى مكان لا يعلمه الجن الأزرق، أو الأحمر.
وحتى أتجنّب كل هذه العواقب قررت عمل format للهاتف، والحمد لله على نعمة الـ format. ومر اليوم بسلام.

منذ زمن بعيد أغلقت السلطات المريخية محطة المركبات الفضائية الموجودة بميدان التنوير، وعطّلوا عجلة الإنتاج خوفًا من التظاهرات وتعطلت مصالح المريخين وصار المواطن المريخى يحلم باليوم الذى يجد فيه تلك المحطة تفتح أبوابها توفيرًا لوقته، وكي لا يضطر إلى النزول فى محطة أخرى!
وعندما افتتح النظام المريخي المحطة وجدنا تطبيلًا فى القنوات الفضائية التابعة للنظام، ووجدنا المخبرين الذين يملئون شاشات الإعلام يعدّونه إنجازًا من إنجازات حاكم المريخ. فما كان من الشعب المريخي إلا أن هتف ضد النظام فى محطة المركبات الفضائية أثناء افتتاحها ليعلم النظام أن الشعب المريخي ليس ساذجًا كى يصدق أن هذا إنجاز! فأين الإنجاز فى غلق محطة وفتحها مرة أخرى؟!
أما عن حملة الاعتقالات المكثفة التى طالت كل شباب المريخ سواء كانوا معارضين للنظام المريخي أو مؤيدين له، فكنت لا أرى لها سببًا إلا الآن. وتمت الخطة بنجاح!
"إحنا نقبض على أى مريخى ونطلع ”دين أمه“ سواء معانا أو ضدنا، وبعدها يعلن حاكم المريخ أنه سيعفو عن بعضهم، ثن نعلن أن العفو عنهم إنجاز كبير. احنا هنجيب إنجازات منين يعنى؟!".
وهكذا نرى حاكم المريخ في وقت الزنقة؛ يفرج عن بعض المريخيين ممن اقتربت انتهاء مدة حبسهم. وتنفجر ماسورة التطبيل الإعلامى شاكرة في حنية حاكم المريخ وطيبة قلبه وإنجازاته العظيمة التى يشعر بها المواطن المريخى البسيط!
أرى بعض أبناء المريخ يسبوننى ويدّعون أننى أقول "أي كلام" لذا أريد أن أسألهم: هل رأيتم الفيديو الذى نشر على مواقع التواصل الاجتماعى لأحد أبناء كوكبنا أثناء خروجه من سجن "استهبال ذرة" وهو يسجد استجابة لأمر أحد قيادات الشرطة المريخية كي "ياخدله صورتين" لزوم تلميع الإنجاز الوهمى لحاكم المريخ؟! رأيتموه؟ وما زلتم تسبوننى أنا؟!
*قال لى بائع بطاطا أنه على استعداد أن يحكم كوكب المريخ ويقدم له إنجازات غير مسبوقة!
فقلت: كيف؟!
قال : أليست الإنجازات أن نمنع الأشياء عن مستحقيها ثم نمنحها إياهم على فترات متباعدة كما يفعل زعيم الكوكب؟! فما الصعوبة فى ذلك؟!
سأمنع عنكم الخبز ثم أمنحكم منه القليل.
سأغلق كل الميادين ثم أفتحها ميدانًا بعد الآخر.
أما الدعم فأرفعه عنكم وينزل تاني.. إيه المشكلة يعنى؟!
سأغلق كل وسائل المواصلات وكل محطات المركبات الفضائية ثم أعطي أمرًا لرجالي بفتحها مرة أخرى بعد أن تتوسلوا إلىّ فى وسائل الإعلام وتناشدونني بفتحها مرة أخرى.
سأعتقل أبنائكم وبناتكم بسبب وبدون سبب ثم أفرج عن بعضهم كل فترة.
سأقتلكم جميعًا ولكن لا أضمن رجوعكم للمريخ مرة أخرى. وقتها فقط ستجدون سكنًا لا شقاء فيه ولا عناء ولا صفاء!
فى إنجازات أحسن من كدة حضرتك؟!
يعيش كوكب المريخ الآن فى أكبر أكذوبة عرفها التاريخ. حدّثونا عن إنجازات وهمية وتحركات كارتونية. وعن حريات معدومة ادّعوا فى وسائل الإعلام أنها ديموقراطية!


حاولت أن أنصف الحاكم الحالى لكوكب المريخ وأن أبحث عن بعض إنجازاته التى يشعر بها المواطن المريخى فوجدت أن المواطن المريخى لا يشعر إلا بالخازوق! لكنى أؤمن أن كوكب المريخ عمّ الدنيا وهيبقى أد الدنيا " قول يارب"..

رمضان جانا.. فى الزنزانة






قضيت شهر رمضان الماضي بين جدران السجون، كان شهرًا قاسيًا ولم يكن كريمًا كعادته، كنت أفكر دائمًا فى أمي، أتخيلها تبكي على مائدة الإفطار، تمتنع عن طعام السحور، وجهها شاحب.
شهر رمضان سبب فى فرحة الجميع عدا ساكنى الزنازين؛ فأول ليلة من شهر رمضان يكسو الحزن كل شئ، يكسو الوجوه والقلوب والعقول؛ يكسوالجدران!
هذا يفكر فى أمه وأبيه، وهذا فى زوجته وأولاده، وذاك يبكي على فراق محبوبته، وأطفالاً يتمنون الخروح للعب كرة القدم فى رمضان كما اعتادوا!
فى غير رمضان كنا جميعًا نفرح بوقت الزيارة التى لا تتخطى 15 دقيقة كل 7 أيام، وفي رمضان نحزن عندما يأتى وقت الزيارة لمعاناة أهالينا الذين ينتظرون موعد زيارتهم خارج أسوار السجن من بعد الفجر وهم صائمون؛ ينتظرون أكثر من 6 ساعات!
شهر رمضان خارج الزنازين ملئ بالفرحة وبصوت عبد المطلب "رمضان جانا وفرحنا به" وداخل الزنازين تسمع أصواتًا ساخرة ممزوجة بحشرجة يلمؤها الحزن تغنى "رمضان جانا .. فى الزنزانة" ثم يضحكون بجنون؛ ليواجهوا اللامبالاة والظلم، يضحكون لأنهم يعلمون أن فى الليل لن ترحمهم دموعهم.
خرجت من السجن"حمدا لله" ولكنى تركت ابتسامتى المعتادة هناك؛ حيث ينام رفاقًا ظلمهم النظام الحالي وأضاع أعمارهم.
خرجت ولكن المستقبل مازال مسجونًا.
أتذكر "عبدالقادر زايد" طالب أولى هندسة الأزهر الذى ترك حياته بمحافظة البحيرة وانتقل إلى القاهرة ليحقق حلمه وحلم أسرته فى أن يصير مهندسًا. ولكن الداخلية قتلت أحلامه واعتقلته وهو فى طريقه لأداء أول امتحان له يوم 28 ديسمبر 2013، لن أنسى حكاياته عن أمه التى لم يرها منذ اعتقاله لعدم قدرتها على السفر للقاهرة لأنها مريضة. وعن أبيه الذى أصيب بمرض فى القلب حزنًا عليه وعلى ضياع مستقبله!
لم يستطع "عبدالقادر" توصيل صوته عندما أضرب عن الطعام في 9 سبتمبر 2014. وقتها كان يتعلق بالأمل.
فى رمضان الماضى كتب"عبد القادر"هذه الكلمات:
"أنا المصلوب في زنزانه وسألوني مالك؟
قلت ماليش
أنا الغرقان فى كوب مية
انا الزاهد كما الدراويش
أنا الضحكة و الأحزان
أنا البحر اللي عاش يروي
ومات عطشان.
أنا عنوان بلا موطن
أنا موطن بلا عنوان."
يقضى "عبدالقادر" شهر رمضان للمرة الثانية بين جدران السجون بدلاً من قضائه بين مدرجات كليته.
قرر عبدالقادر تأجيل حلمه ولم يؤد امتحاناته لمدة عامين، فقد اعتقل وهو يبلغ من العمر 18 سنة ولكنه الآن يبلغ من العمر 20 عامًا !
حُكم على "عبدالقادر" بالسجن المشدد 7 سنوات وبالمراقبة 5 أعوام.
والسجون مليئة بآلاف "عبدالقادر" ممن لا نعلم عنهم شيئًا وممن سيقضون شهر رمضان فى ظلمات السجون.

موضوعات متعلقة:

ترحيلات الموت

نعلم أنك بريء ولكن..


السجون في الصيف


يوميات كائن فضائي

يوميات كائن فضائي

ما إن تطأ قدمك أرض كوكب المريخ حتى ينتابك شعور بالخوف من الاعتقال؛ نعم فأنا مطارد لا لشئ سوى أننى مريخي.
أمى دائما تأمرنى بأن أحلق لحيتى حتى لا يظنونى من جماعة أولاد العم المحظورة؛ فأحلقها. ثم تأمرنى بأن أحلق شعري لأنه يجعلنى أشبه "العيال بتوع 9 إبريل" وهى أيضًا جماعة محظورة؛ فأحلقه. فتنهانى عن ارتداء تيشرت رياضي فربما يظنوني عضوًا فى روابط مشجعى كرة الثلج؛ فتلك الروابط محظورة. فالحظر فى كوكب المريخ هو سيد الموقف وسيد قشطة وسيد البدوى!
لا ترتدى هذه الشال لأنه سيقودك إلى السجن وسجون المريخ لا ترحم. فأحاول اقناعها بأن هذا الشال لا علاقة له سوى بالقضية الزوحلية لأنهم اخوتنا فى الفضاء؛ ولكنها تنهار من البكاء فأستجيب لدموعها وأخلع الشال.
كل شئ فى هذا الكوكب صار مخيفًا. لا يمكن أن تتحدث عن حاكم البلاد ونظامه بصوت عالِ أثناء ركوب المركبات الفضائية لأن المخبرين فى كل مكان، ولم لا؟! فالمخبرين صاروا فى المقاهي والجامعات والشوارع ووسائل المواصلات ووسائل الإعلام.. نعم وسائل الإعلام، ولا تسألوني كيف يتأهل مخبرًا للعمل كمذيع فى برنامج ما لأني لا أستطيع الإجابة.
النظام المريخى الحالى عندما يحتاج أموالًا لشراء الأسلحة التى يقمع بها الشعب المريخي يأمر وزارة الداخلية المريخية بتوسيع دائرة الاعتقال وتلفيق قضايا كارتونية لتقوم النيابة الشريفة العفيفة الطاهرة بدورها وتخلى سبيل المتهم بعد دفع اتاوة كبيرة تصل إلى 100 ألف سنتوف مريخى!. ذلك السنتوف المريخى اللعين الذى فقد قيمته بعدما رفع النظام المريخى الدعم عن السلع الأساسية التى يحتاجها الفقراء.
حتى ميدان التنوير الذى كان رمزًا للثورة وضعوا فيه عامودًا شامخًا طويل القامة، كي ينظر إليه الشباب ويتّعظوا ويفكرون ألف مرة فى مصيرهم إن حاولوا الرجوع لميدان التنوير.
إن دخول ميدان التنوير يرعب النظام ويرعبنى أنا أيضًا؛ فعند مرورى به أخشى من كل شئ؛ فإنه من الجنون مثلًا أن تحمل كاميرا، أو حقيبة، أو هاتف فى ميدان التنوير وفى منطقة فخذ البلد عمومًا.
لا تحاول أن تنظر لأى شئ؛ ويجب أن ترسم على وجهك علامات الهطل والهبل حتى لا يشُك رجال الأمن فيك ويعتقلوك؛ ولا تتهور أيضًا وتسير فى مجموعات حتى لا يتهموك بتكدير السلم الخاص.
النظام المريخى يحارب كل قلم يكتب، أو كاميرا تنقل، أو كلمة تُقال، يحارب العقول التى تفكر، ويحارب أصحاب الأيدولوجيات حتى من المؤيدين له، لأن مجرد الانتماء إلى فكرة ما يعدّ خطرًا على نظام لا يؤمن بأى شئ سوى القمع!
النظام المريخى نجح فى أن يجعل المواطن المريخى يشعر بالخوف.. ولكن الخوف لن يدوم.

تصريحات السيسي ورسائل شوكان


مصر العربية


يقف السيسى ببدلته المدنية أمام "أنجيلا ميركل" فى مقر الاستشارية الألمانية ويوجّه كلمته للشعب الألمانى:
"نسير على خطى ثابتة لتحقيق طموحات الشعب المصري ومطالبه بإرساء دعائم دولة ديمقراطية، تطلق طاقاته وتحمي حقوقه وحرياته".
تصفيق حاد، تهليل، تطبيل، وهتافات حماسية من نوعية "تحيا مصر، يحيا السيسى، السيسى عمهم".


يجلس "محمود أبوزيد شوكان" المصور الصحفى على بُرش زنزانته بسجن طرة ويكتب:
"كم هو بعيد عنَّا معني "حُريِّة الصحافة" فأنا أقضي أكثر من ٦٠٠ يوم في السجن؛ ولا أعلم متي سينتهي هذا الكابوس المُظلِم. فقط لأنِّي كنت أقوم بعَمَلي كمُصَوِّر صَحَفي أثناء عملية فض اعتصام رابعة العدوية.

السيسى: "تبني الرئاسة برنامجًا قوميًا لتدريب وتأهيل الشباب؛ ودعم الحكومة للشباب بمشروعات متناهية الصغر تساهم في القضاء على البطالة وتحسين مستوى الشباب محدودي الدخل".

شوكان: "أعيش في زنزانة عَفِنَة تحت ظروف قاسية لا يحتملها الحيوان، وتم اتهامي بتُهَم لا صحة لها، ووضعي مع المتظاهرين ممن تم القبض عليهم".

السيسى: "فيه كلام كتير بيتقال وكلام كتير بيتعمل ومازل الجيش والشرطة حريصين على كل المصريين".

شوكان: "التجاهل هو السمة الرئيسية لردود فعل الدولة الآن ظنا منها بأنها بذلك تقوم بالحفاظ على سيادتها".

السيسى: "نبنى مصر الجديدة.. دولةٌ تحترم الحقوق والحريات وتؤدى الواجبات".

شوكان: كل ما سبق ليس له صلة  ب”سيادة الدولة“ لا من بعيد ولا من قريب، بالعكس، إن الإستمرار في حبس الصحفيين لن يردع الأقلام الصحفية عن الإستمرار في الكتابة والإصلاح والدفاع عن الحقوق عامة وزملائهم خاصة.

السيسى: "أنا على علم بوجود عدد من المظلومين القابعين خلف قضبان السجون دون ذنب والأيام القليلة القادمة سوف تشهد الإفراج عن الدفعة الأولى من المظلومين".


شوكان: "اوعي تكون فاكر ان السجن بتاع الرجالة والكلام بتاع الأفلام اللي بيتقال للناس ده؛ لأ أنا كل يوم هنا بَتعَلِّم يعني إيه قَهر ويعني إيه ظُلم. كل يوم.. كل يوم بعرَف معني الظُلم أكتر".

السيسى: "أستهدف تحسين العشوائيات.. ومشروع المليون وحدة سكنية لحل أزمة إسكان الشباب".

شوكان: "تُرَب طُرَة هي تُربَة ٣ أمتار ونصف  كُنّا فيها ١٦ شخص وفي كَشف إفراجات النيابة العشوائي أصبحنا ١١ شخص ، أربعة جدران خرسانية  مع فتحتان في آخر الجدران، واحدة طولها ١٥ سم ، والأخرى ٢٥ سم".

السيسى: "الهدف الاستراتيجي هو إن الدولة دي ما تقعش.. لأن كان المستهدف طول الأربع سنين اللي فاتوا هو إن الدولة دي تقع".

شوكان: "أنا مصور صحفى ولست ومجرمًا!

السيسى: "نحن نحارب الإرهاب".

شوكان: "أنا إيه ذنبى؟!".

السيسى: "الإعلام ليه دور كبير فى بناء الدولة".

شوكان: "متضايق من كل الصحفيين والمصورين المصريين عشان سابوني؛ مش فاكر حتي سابوني قد إيه؛ بس أنا مسامحهم من زمان".

السيسى: "تحيا مصر 3 مرات".

شوكان: "أريد أيضًا أن أخبركم عن بلدي الحبيبة التي تذبحني و تحطم أحلامي البسيطة في ظلمات السجن".


اللى ليه حق يجيلنا



رسم أحمد عبده
مصر العربية




لو كان الأديب الروسى "ماكسيوم جوركى" مصريًا يعيش فى وقتنا الحالى ما قال مقولته الشهيرة "خُلقنا لنعترض" وربما قال"خلقنا لنختفى"

انتشرت فى الفترة الأخيرة حالات الاختفاء القسرى والاعتقال من المنازل فجرًا والخطف من الشوارع؛ وعُدنا لعهد "مبارك" بل إننا إن قلنا عدنا لعهد مبارك فإننا نكذب على أنفسنا، ففى عهد مبارك القمعي لم نسمع أن البنات تُخطتف من بيوتهن علانية، كما حدث مع "داليا رضوان" التى اختطفتها قوات الأمن من منزلها بالإسكندرية فجرالأحد 31 مايو 2015 (تم الإفراج عن داليا أثناء كتابة هذا المقال)، و"إسراء الطويل"ورفيقاها عمر محمد و صهيب سعد الذين اختطفوا فى محيط قصر النيل أثناء ذهابهم للعشاء يوم الاتنين 1يونيو 2015 وإلى الآن لا يعلم أحد مكان إحتجازهم ولا أسباب الإحتجاز!
كما لم يسلم الطلاب من الاختفاء القسرى والتصفية، فمعظمنا على دراية بقصة اختطاف  طالب الهندسة"إسلام عطيتو " من أمام  كليته بعد إنتهائه من أداء الامتحان، وتعذيبه وقتله على يد قوات الأمن.

أما الآن فالداخلية تحاول صناعة "عطيتو" جديد واختطفت طالب كلية هندسة بجامعة حلوان "أحمد خطاب"  من بيته فجر السبت 30 مايو2015، وهناك أخبار تؤكد وجوده بمقر أمن الدولة بأبي النمرس وتؤكد تعرضه للتعذيب، وإلى الآن لم يتم عرضه على النيابة.

حتى الأطفال لم يأمنوا بطش النظام الحالى  فالطفل"بلال محمد حسن" ذو ال16عاما أعتقل يوم29 مايو2015 بعد مداهمة منزله ولا تعلم والدته مكان إحتجازه إلى الآن. فقصص الخطف والإعتقال لا نهاية لها.
نتحدث  هنا عن حالات خطف علنيّة  ممنهجة تقوم بها أجهزة النظام  دون مراعاة  لدستور النظام الذى ينص فى المادة 45 على "إلتزام أجهزة الأمن بإبلاغ المحتجز فورا بأسباب إحتجازه وحق إبلاغ محاميه أو أسرته وتحويله لجهة تحقيق خلال 24ساعة".
صدًعتنا "وزارة الداخلية" ليلا ونهارا فى وسائل الإعلام عن عدم وجود معتقلين فى مصر، رغم أن الاعتقال ماهو إلا احتجاز الأفراد في قضايا دون دليل، أو احتجازهم  للإشتباه بقيامهم بأعمال مخالفة للقانون ولكن عملية الاحتجاز غير قانونية،أو احتجاز شخص ما بسبب فكره أو معارضته للنظام.
ولدينا قصص احتجاز دون قضية ولفترات طويلة وفى أماكن غير معلومة، ناهيك عن من لُفّقت لهم قضايا كارتونية فوجدوا أنفسهم يقضون فى السجن عامان"حبس احتياطى"دون إحالة للقضاء.
تقول وزارة الداخلية  "اللى ليه حق ومش عارف ياخده يجيلنا" ولا أراها إلا مصيدة فهم يعتقلون كل من طالب بحقه أو كان يطالب بحقه يوما من الأيام، بل يعتقلون أهله وأصحابه أيضا  كما حدث مع "نور خليل" الذى أعتقل ووالده وأخيه بعد تغمية أعينهم وفى النهاية وجد "نور" نفسه فى الصحراء بعد تعذيبه ولكن من دون والده وشقيقه  وما زالا فى مكان غير معلوم حتى كتابة هذه الكلمات؛ فما مصير من أصابه الجنون وجائكم بنفسه ليطالب بحقه؟! "سيأخذ حقه، أم سيأخذ أشياءً أخرى؟!

***



النظام الحالي يثق تمامًا فى آلة القمع التى يستخدمها ضد الجميع؛ ويعتقد أ

نها ستحميه من المسائلة ويتناسى دروس التاريخ التى لو تعلم منها شيئًا ما فعل ما يفعله الآن.

فلينظر النظام إلى الجنرال الأرجنتيني السابق خورخي فيديلا  الذى حكم الأرجنتين بعد الانقلاب العسكرى 1976، والذى حكم عليه  بالسجن مدى الحياة مرتين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وبالسجن 50 عاما بسبب اختطاف أطفال معارضين؛ فرغم أن  تلك الجرائم التى ارتكبها ونظامه العسكري الاستبدادي كانت من عام 1976 حتى عام 1981؛ إلا أنه سجن عام 2008 وانتهى به الحال بالموت فى سجنه فى عام 2013.


تعلموا من التاريخ ولا تستبعدوا أن تسجنون يوما فى سجونكم التى بُنيت بأيديكم.

وطن يعني حضن

وطن يعني حضن آه والله زي ما بقول لك كده

مصر العربية




يجلس على المقهى الذى صار وطنه ومسكنه من تكرار الجلوس عليه؛ ويمارس هوايته المفضلة، تدخين الشيشة، ينتظر شيئًا لن يأتى أبدًا، لكون هذا الشيء مجهول، ثم تظهر على وجهه علامات غضب ويقول بغيظ: "يتنازل عن جنسيته عشان يخرج؟ أحا، ده عيل خرع"

يدخل عالم النضال الإلكتروني؛ ويبحث عن شخص ما حتى يسبّه ويسب أباه وأمه واللى يتشدد له، فيجد هذا الفتى الذى تنازل عن جنسيته من أجل حريته، فيشتم اللى جابوه ثم يشرب شاى ويعود من جديد ويقول رأيه في السيدة والدة المتنازل عن جنسيته، ثم يدخل المرحاض ويعود من جديد فيسب أباه، ثم ينظر من الشباك على بنت الجيران ويعود من جديد فيكتب عبارة واحدة  (ياكلاب ياولاد الوسخة ياخونة) وينسخها عند كل من تضامن مع المسكين؛ ثم ينام، ولما يستيقظ يبدأ يومًا آخر من السب واللعن.

يا عزيزى يا من تلعن وتسب فى الضحية "محمد سلطان" ومن قبله "محمد فهمى" لأنهما تنازلا عن جنسيتهما من أجل حريتهما في ظل نظام لا يفهم، يجب أن تعلم أن هناك فرق شاسع بين الجلوس على المقهى وبين الجلوس على بُرش الزنزانة؛ وعليك أن تفرق بين دخول العالم الافتراضي وبين دخول الحبس الإنفرادي، واعلم أن غرفتك مهما كان ضيقها فهى واسعة جدًا بالنسبة لزنزانة التأديب، إنك بالطبع لا تعلم معنى أن تستيقظ على صوت  مخبري الداخلية بعد صلاة الفجر ليفتشوا زنزانتك أو قل يسرقونها؛ لأنك تصحو على صوت الحاجة والدتك التى أحضرت لك إفطارك اليومي.
إن من يستحق اللعنة هو الظالم وليس المظلوم، الظالم الذى يعلنها للجميع صراحة أن الجنسية المصرية لا قيمة لها وأنه لا منجاة من ظلمات السجون إلا بالتنازل عن الوطن، وجعل كل من فى السجون  من أبناء الوطن يندمون على ضياع فرصة حصولهم على جنسية أخرى.
من يستحق اللعنة هو من جعل هؤلاء الشباب يفقدون انتمائهم للوطن وصاروا يتضرعون إلى الله ويدعونه قائلين: "اللهم هجرة".
والجنسية ليست ورقة يكتبها نظام، لذا فـ " محمد سلطان" و"محمد فهمى" مصريان رغم أنف الجميع. ومن تنازل عن جنسيته المصرية هم هؤلاء الظالمون الذين يتوعدون لمصر بمستقبل سجين.

يقول المناضل الكوبى "تشى جيفارا": قد يكون من السهل نقل الإنسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه.

أذكر قول السيسى فى وصفه المبدع لمعنى كلمة وطن "وطن يعنى حضن" والأولى أن يقول السيسي "وطن يعني سجن" لأن الوطن  لا يحتضن شبابه كما تحتضنهم السجون.