رسم أحمد عبده |
لو كان الأديب الروسى "ماكسيوم جوركى" مصريًا يعيش فى وقتنا الحالى ما قال مقولته الشهيرة "خُلقنا لنعترض" وربما قال"خلقنا لنختفى"
انتشرت فى الفترة الأخيرة حالات الاختفاء القسرى والاعتقال من المنازل فجرًا والخطف من الشوارع؛ وعُدنا لعهد "مبارك" بل إننا إن قلنا عدنا لعهد مبارك فإننا نكذب على أنفسنا، ففى عهد مبارك القمعي لم نسمع أن البنات تُخطتف من بيوتهن علانية، كما حدث مع "داليا رضوان" التى اختطفتها قوات الأمن من منزلها بالإسكندرية فجرالأحد 31 مايو 2015 (تم الإفراج عن داليا أثناء كتابة هذا المقال)، و"إسراء الطويل"ورفيقاها عمر محمد و صهيب سعد الذين اختطفوا فى محيط قصر النيل أثناء ذهابهم للعشاء يوم الاتنين 1يونيو 2015 وإلى الآن لا يعلم أحد مكان إحتجازهم ولا أسباب الإحتجاز!
كما لم يسلم الطلاب من الاختفاء القسرى والتصفية، فمعظمنا على دراية بقصة اختطاف طالب الهندسة"إسلام عطيتو " من أمام كليته بعد إنتهائه من أداء الامتحان، وتعذيبه وقتله على يد قوات الأمن.
أما الآن فالداخلية تحاول صناعة "عطيتو" جديد واختطفت طالب كلية هندسة بجامعة حلوان "أحمد خطاب" من بيته فجر السبت 30 مايو2015، وهناك أخبار تؤكد وجوده بمقر أمن الدولة بأبي النمرس وتؤكد تعرضه للتعذيب، وإلى الآن لم يتم عرضه على النيابة.
حتى الأطفال لم يأمنوا بطش النظام الحالى فالطفل"بلال محمد حسن" ذو ال16عاما أعتقل يوم29 مايو2015 بعد مداهمة منزله ولا تعلم والدته مكان إحتجازه إلى الآن. فقصص الخطف والإعتقال لا نهاية لها.
نتحدث هنا عن حالات خطف علنيّة ممنهجة تقوم بها أجهزة النظام دون مراعاة لدستور النظام الذى ينص فى المادة 45 على "إلتزام أجهزة الأمن بإبلاغ المحتجز فورا بأسباب إحتجازه وحق إبلاغ محاميه أو أسرته وتحويله لجهة تحقيق خلال 24ساعة".
صدًعتنا "وزارة الداخلية" ليلا ونهارا فى وسائل الإعلام عن عدم وجود معتقلين فى مصر، رغم أن الاعتقال ماهو إلا احتجاز الأفراد في قضايا دون دليل، أو احتجازهم للإشتباه بقيامهم بأعمال مخالفة للقانون ولكن عملية الاحتجاز غير قانونية،أو احتجاز شخص ما بسبب فكره أو معارضته للنظام.
ولدينا قصص احتجاز دون قضية ولفترات طويلة وفى أماكن غير معلومة، ناهيك عن من لُفّقت لهم قضايا كارتونية فوجدوا أنفسهم يقضون فى السجن عامان"حبس احتياطى"دون إحالة للقضاء.
تقول وزارة الداخلية "اللى ليه حق ومش عارف ياخده يجيلنا" ولا أراها إلا مصيدة فهم يعتقلون كل من طالب بحقه أو كان يطالب بحقه يوما من الأيام، بل يعتقلون أهله وأصحابه أيضا كما حدث مع "نور خليل" الذى أعتقل ووالده وأخيه بعد تغمية أعينهم وفى النهاية وجد "نور" نفسه فى الصحراء بعد تعذيبه ولكن من دون والده وشقيقه وما زالا فى مكان غير معلوم حتى كتابة هذه الكلمات؛ فما مصير من أصابه الجنون وجائكم بنفسه ليطالب بحقه؟! "سيأخذ حقه، أم سيأخذ أشياءً أخرى؟!
***
النظام الحالي يثق تمامًا فى آلة القمع التى يستخدمها ضد الجميع؛ ويعتقد أ
فلينظر النظام إلى الجنرال الأرجنتيني السابق خورخي فيديلا الذى حكم الأرجنتين بعد الانقلاب العسكرى 1976، والذى حكم عليه بالسجن مدى الحياة مرتين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وبالسجن 50 عاما بسبب اختطاف أطفال معارضين؛ فرغم أن تلك الجرائم التى ارتكبها ونظامه العسكري الاستبدادي كانت من عام 1976 حتى عام 1981؛ إلا أنه سجن عام 2008 وانتهى به الحال بالموت فى سجنه فى عام 2013.
تعلموا من التاريخ ولا تستبعدوا أن تسجنون يوما فى سجونكم التى بُنيت بأيديكم.