يوميات مُشارك في مؤتمر الشباب


كاريكاتير "دعاء العدل" المصري اليوم


كنت قد بدأت الغضب من النظام الحالي، لأننا لم نتفق على ذلك، لم نتفق أن يتجاهلني بهذا الشكل، وألّا أظهر في وسائل الإعلام وبرامج التوك شو، وألّا أحصل على أي منصب حتى الآن. غضبت لشعور بأنني تخليت عن مبادئي مقابل لا شئ، وأن الرئيس تجاهلني حتى أنني صرت أشعر بالوحدة.
وصل غضبي أنني يومًا كتبت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الأمور في مصر باتت أسوأ، ظن البعض أنني سأنتقد الرئيس، لكني فاجئتهم جميعًا عندما قلت أن "المشكلة ليست في الرئيس؛ المشكلة في اللي حواليه".

ولكن زال غضبي وشكرت في الحكومة فورًاعندما جائتني دعوة للمشاركة في مؤتمر الشباب. إن الحكومة صالحة لأنها ترى أنني أستحق المشاركة في مؤتمر دعا له الرئيس؛ وفاسدة لو تجاهلتني. ولأن الحكومة اعتبرتني مؤهلًا لحضور المؤتمر فإنها تستحق تعريضًا قويًا، وكم عرّضت كثيرًا سمعتي للخطر، بسبب مواقفي الغريبة التي تُشعر القارئ بأن الحكومة تمسك عليّ ذلة. ولكني لا أبالي.

يقولون أن المبادئ لا تتجزأ، ولكني اكتشفت بعد فترة طويلة من محاولة الوصول إلى أي منصب، ومحاولة إرضاء الحكام، بعدما كنت شرسًا على حكومة مرسي ونظامه، أن المبادئ يمكنها أن تتجزء إلى 125 جزء وربما أكثر.

أعلم جيدًا أن الشباب قد فاض به الكيل، ولكني سأتجاهل كل شئ، من أجل عيون الحكومة وعيون الرئيس، ومن أجل أن يرضى عني الأمن ويعتبرني مؤهلًا للمناصب.

سأتجاهل في المؤتمر أن أتحدث عن السلبيات، إن سمحوا لي بالحديث أصلًا. سأمسك لساني وسأظل أنافق حتى لا يغضبون مني.

سأتجاهل أن هناك  750 ألف شاب مصري قدموا على طلبات الهجرة لأمريكا وفقدوا الأمل في البلد، وفي حكومته، وللأسف في شعبه. رغم أن أمريكا لا تقبل سوى بعدد 3500 مصري للهجرة.

لن أقول أبدًا أن هناك توقعات بأن تتخطى أعداد من يريدون الهجرة في المرة القادمة نحو مليون ونصف، ورغم أني أعلم جيدًا أن هؤلاء يتعلقون بالأمل، والهروب من جحيم الغلاء والقهر والاستبداد،. ويحلمون بالمواطنة وبعملٍ لا ينتهي راتبه في منتصف الشهر؛ إلا أنني سأصفهم بالخونة الذين يشوهون صورة البلاد.

لن أتحدث عن أن هناك 60 ألف سجين سياسي معظمهم من الشباب، من بين 102 ألف سجين، مع أن العقل يستدعي التعجب من أننا وصلنا إلى السوء لدرجة أن أعداد المساجين السياسيين تخطت أعداد المساجين الجنائيين. ولكني سأطالب بحبس باقي الشباب حتى نستريح.
وسأثني على قرارتهم ببناء 19 سجنًا جديدًا بعد ثورة يناير، حتى تتسع للشباب الذين يعارضون النظام، وسأقول أنها أنشئت للتخفيف على المساجين ولكثافة أعدادهم.

وسأحاول أن أنسى أن سجن جمصة تكلف بنائه نحو 854 مليون جنيه، في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة. ما هذا الهراء الذي قلته، لا توجد أصلًا أزمة اقتصادية، إنها شائعات مغرضة.

لو كنت في عهد مرسي كنت سأتحدث بكل شجاعة  وسأقول عن أي شباب تتحدثون؟ فالشباب المهاجرين بطريقة غير شرعية تخطوا آلاف، والسواحل المصرية تحتل المركز الثاني على مستوى إفريقيا في تصدير الهجرة غير الشرعية إلى دول أوروبا؛ بالإضافة إلى أن التقديرات الرسمية للسلطات الإيطالية في نوفمبر الماضي تقول أن هناك 2500 شابًا مصريًا لم يتخطى عمرهم 17 عامًا هاجروا بطريقة غير شرعية في الفترة الأخيرة، وكنت سأصرخ في وجه الجميع قائلًا: من سيحاكم على كارثة مركب رشيد التي راح ضحيتها أكثر من 164 شابًا؟". ولكني لست في عهد مرسي. على كل حال سأقول أن الإخوان هم السبب في كل الخراب.

وبمناسبة مركب رشيد، سأنسى فورًا أن قرية رشيد التي سميت الكارثة باسمها، هي قرية الطفل أحمد فؤاد مرعي، الذي عبرالبحرالمتوسط في أغسطس الماضي؛ لإيجاد فرصة علاج لشقيقه الأصغر المصاب بسرطان الدم، بعد فشل محاولات علاجه في مستشفيات بلده، واهتمت وكالات إخبارية عالمية به، وقوبل وشقيقه بترحيب من الجانب الإيطالي، ووضعوهما في مركز للاجئين، فهرب "فؤاد" من المركز للبحث عن عمل من أجل علاج شقيقه، وعندما وجدت الحكومة المصرية أنه ستحدث فضيحة في العالم، حدثت بالفعل، انتبهت للطفل وأعلنت أنها ستعالجه على نفقتها. كان هذا بعد أخبار ذكرتها  تقارير صحفية تفيد بمنع أسرة الطفل من السفر خوفًا من فضيحة عالمية.

ورغم أنني لا يمكن أن أنسى تقريرًا يفيد بأن قرية رشيد يقطنها نحو 50 ألف مواطن مصري، ويعاني شبابها من الإهمال والبطالة، وتنتشر في شوارعها القمامة التي تحيط بالبيوت نظرًا لانعدام الخدمات، ويتكاثف الدخان على السكان، ومياه الشرب تختلط بالصرف الصحي، وتكثر فيها أمراض الكبد والفشل الكلوي وفيروس سي بنسبة 80% من الأهالي وأقرب مستشفى تبعد عنهم نحو 33 كيلو وهي مستشفى رشيد العام. إلا أنني لن أتحدث إلا عن المشروعات الوهمية وعن مشروع العاصمة الجديدة وأهميته، فبهذا أصل إلى ما أريد من مناصب.

قال لي أحدهم أنني لا أستحق تمثيل الشباب لأن هناك نحو 300 ألف عسكري أمن مركزي، و500 ألف عسكري في القوات المسلحة، يخدمون السلطات من أجل أن يحصلون على شهادة الجيش ويلحقوا بمن هم مثلهم من المهاجرين أو الباحثين عن وظيفة، هذا إن تخرجوا أصلًا قبل أن تخرج أرواحهم من أجسادهم، فهم يموتون على الحدود في معركة لا تنتهي بين إرهاب وإرهاب. وأن هؤلاء الجنود هم من يمثلون شباب مصر، ولكني لن ألتفت إلى هذه التعليقات السلبية.

حتى البيانات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والتي تشير إلى أن أحوال الشباب تدهور، وأن عدد العاطلين عن العمل بلغ نحو 3.7 مليونًا وأن 63 في المائة من إجمالي المتعطلين شباب في الفئة العمرية (15 – 29 سنة)، ويمثل 67.6 في المائة من إجمالي المتعطلين من حملة المؤهلات، منهم 43.3 في المائة حاصلون على مؤهلات متوسطة وفوق المتوسطة، و24.3 في المائة من أصحاب المؤهلات الجامعية وما فوقها. لن أذكرها رغم أنها رسمية، وربما أتهمها بالخيانة لأنها تزعج الرئيس وتنشر الشائعات المغرضة، سأقول مثلًا أن رئيسها إخوان.

لقد أغلقت خاصية التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي لأن الشباب يسخرون مني، فأحدهم أطلق علي لقب "برايز" وأحدهم قال "بانجو"، ولكنهم يطاردوني في كل مكان.

أرسل لي أحدهم رسالة يقول فيها:
"إذا أراد السيسي أن يجتمع بالشباب ليحل مشاكلهم (وأشك في ذلك) فعليه ألا يجتمع بمن جلسوا على كراسي مجلس الشعب ليدافعوا عن النظام فانتفحت بطونهم من فرط الراحة، وامتزجت رائحتهم برائحة فساد النظام القمعي، فتعفنت رائحة البلاد بهم.
الشباب ليسوا فقط أبناء ضباط الأمن الوطني، وأبناء ضباط المخابرات، ممن سيحضرون المؤتمر.
وليسوا أعضاء مجلس الشعب، وليسوا أمثالك ممن أعلنوا السمع والطاعة للنظام الحالي، وممن لا تعنيهم معاناة الشعب.
ليس بالضرورة أن يكون الشباب من هؤلاء الذين أجريت عنهم تحريات الأمن الوطني وممن تم اختيارهم بعناية فائقة حتى يمر المؤتمر دون أن يعترض أحدهم، فهناك شباب في السجون، وهناك شباب في القبور، وهناك من يجلسون على المقاهي ينتظرون الأمل فلا يأتي، وهناك من ينتظرون قرعة الهجرة لأمريكا، ومن يخططون للهروب من الوطن بطريقة غير شرعية فيغرقون في البحار.
في حقيقة الأمر إن هناك شبابًا لا يملكون سعر تذكرة شرم الشيخ التي سيقام بها المؤتمر، لأن هناك أزمة اقتصادية طاحنة تضرب البلاد، لا يشعر بها هؤلاء الذين سافروا إلى شرم الشيخ.
 إذا أراد السيسي أن يجتمع بالشباب فليجتمع بهم في السجون، والمقاهي، والقرى، والأحياء الشعبية"، وليس في شرم الشيخ".

ولكني سأحذف الرسالة وأسافر إلى شرم الشيخ لأُمثل الشباب، أو أُمثل عليهم!
سكر أبوهم.. ودماء الجنود !

سكر أبوهم.. ودماء الجنود !

نتيجة بحث الصور عن طوابير السكر


(1)
لا يهمني اسمك لا يهمني عنوانك؛ لا يُهمني إلا أن ترى الخازوق يخترق جسدك فتظل صامتًا، وتقول "الحمد لله"، وإلا لَعنتَك وشهّرت بك حتى لو كنت ميتًا.

كان هذا حال صحافة أمن الدولة، عندما أحرق أحد المواطنين جسده صارخًا "مش لاقي أكل"، فنشر إعلام النظام صحيفة جنائية "فيش وتشبيه" للمواطن الذي أحرق نفسه، لإثبات أنه لص، عبارة عن أوراق تفيد بأن لديه 5 قضايا سرقة؛ ولكن ما لم يلفت الإعلام النظر له أنها سرقات لا تتخطى قيمتها 10 أكياس سكر، روجوا أن الشاب يستحق الحرق طالما أنه سرق؛ وقال بعض من ظنوا أنفسهم متحدثين باسم الله، بأنه ولا حول ولا قوة إلا بالله مات كافرًا وخسر الدنيا والآخرة، وهؤلاء لا يقدمون للدين سوى النفور.

صحافة أمن الدولة لم تطرح تساؤلًا عقلانيًا: لماذا سرق؟ لماذا أحرق نفسه؟!

لأن الإجابة لا تتوافق مع إعلام يدّعي أن كل الأمور على ما يرام، وأن ما يحدث ليس إلا شائعات، إنه محتاج وجائع، ضيق الحال أوصله إلى أن يحرق نفسه.

إذا كان الحكام لُصوصًا يسرقون لبن الأطفال والسكر، فكيف تلوموا المحكومين؟

أخشى أن يُحرق ما تبقى من الوطن بسبب غباء البعض.
(2)
"إزاي يبقى عندي بني آدم مش متعلم وجعان وصحته تعبانة وأعمل له مشاريع قومية يدخلني بيها الحيطة".

هكذا قال خريج "التوك توك" فانتفض الإعلام، وانتفضت اللجان الإلكترونية، سائق التوك توك وجد نفسه بين ليلة وضحاها "شخصية عامة" فترك منزله خوفًا من الاعتقال.

كتب عنه  الكردوسي مقالًا من 132 كلمة، اتهمه بأنه إخوان، وينتمي إلى حزب الحرية والعدالة، دون دليل أو توثيق، فهو لديه اسطوانة جاهزة لكل من ينطق بالحق "اخوان، إرهابي".. فكردوسي صاحب مقال الـ 132 كلمة يرى أن كل الفقراء إخوان، وأن كل من يشتكي حاله ينتمي لحزب الحرية والعدالة، 132 كلمة يكتبها تُكفيه ولا تجعله يحتاج.

يقولون أن النفاق له ثمن مرتفع ماديًا. لأنه في المقابل يكون المنافق رخيص.

أحد الإع..لاميين، قال أن خريج التوك توك يرتدي "تيشرت" غالي، وأنه ليس فقير، وبالمناسبة هو إعلامي أقرع يرتدي كل يوم بدلة باهظة الثمن.. فعليكم أيها البسطاء أن ترتدوا ملابس "مقطعة" ومتسخة حتى يرضى عنكم الأو ####.

أطلق مؤيدو السيسي شعارًا بعنوان "#خريج_المدرعة" ردًا على مقولة السائق "خريج توك توك"، وجلدوه وسبوه بأبشع الألفاظ.

إنها هيستريا النفاق للحكام التي تشعرك بأن "البعيد أعمى القلب والنظر"، أو أنه يسكن في كوكب المريخ ولا يشعر بما يجري على كوكب مصر الشقيق أو أنه مصاب بمرض ستوكهولم.. فربما كان سائق التوك توك، يقود مدرعة في الجيش مثل ملايين العساكر الذين دخلوا الجيش رغبة في الحصول على ورقة تسمح لهم بالسفر أو الوظيفة.

جعل خريج التوك توك، أصحاب المصالح، والكهنة وحملة السونكي والخرطوش والمدرعات يرتعدون، فماذا لو تكلم كل الناس؟
(3)
"لو عايزين استقلال حقيقي متاكلوش ومتناموش، يا خسارة كل أملنا شوية الرز وشوية السكر؟".

هكذا قال عبد الفتاح السيسي بعد أن اختفى السكر من الحياة، واختفت ملامح الحياة هي الأخرى.

هو دائمًا لا مشكلة لديه في أن يجوع الشعب أو يعطش، المهم نكون كده، وبالتالي اختفاء السكر أمر لا يهمه، واختفاء الأرز مثله مثل السكر، كيف يراها مشكلة والإنسان نفسه يختفي؟!

عندما علمت أن أحد "القهوجية" قُبض عليه وفي حوزته 10 أكياس سكر بغرض التجارة، ضحكت حد البربرة، فالسيسي يقول أن اختفاء السكر ليس مشكلة، ثم يقبض رجاله على قهوجي بتهمة حيازة 10 أكياس سكر، ولا أدري كيف يعمل القهوجي بأقل من 10 أكياس سكر في اليوم!

أما النيابة فلم تفوت هذه المصلحة، وأخلت سبيله بكفالة بألف جنيه، وحسبوا كيس السكر بـ 100 جنيه، وأخذوا السكر نفسه.

لا أدري كيف يمكن للإنسان أن يستقل وهو جائع؟ ولماذا لا يجوع النظام الحالي كي يستقل النظام عن أمريكا، أو روسيا، أو السعودية؟
(4)
سيتدخل الجيش في أزمة السكر كما تدخل في أزمة لبن الأطفال من قبل، وسيهتف المؤيدون، وسيهلل الإعلام، هذا هو الجيش الوطني يضحي من أجل السكر، وأنقذنا مما آلت إليه أحوالنا. فالشاي دون سكر لا طعم له.

عزيزي الإع..لامي، السكر واللبن تجارة رائعة، يربح منها الجيش كما يربح التجار وربما أكثر، لأن الجيش لا يدفع الضرائب على مشاريعه الضخمة التي تعتمد على العساكر، والعساكر لا يحصلون إلا على رواتب هزلية، فهو يسكب من كل مشروع، ويقضي على الحياة الطبيعية العادية. فلا تذل الشعب بكيسين سكر، يدفع المواطن ثمنهما من عرق جبينه.
(5)
الجنود يدخلون الجيش من أجل الحصول على شهادة التجنيد، لم يعلموا أنهم ضحية غباء النظام وإرهاب الجماعات المتطرفة، ولم يكونوا على علم بأن صورهم سينشرها أحد المجرمين كي يستغلها سياسيًا.

لم يعلم جنود الجيش أن أحدهم سيفرح بدمائه مثلما فعل بعض السيساوية الذين استغلوا قتلهم وجعلوها فرصة ليقولوا للناس، "سكر إيه ورز إيه خلي عندكم دم"، مع أن الذين ماتوا يعاني أهاليهم في الغالب نفس معاناة الشعب. استغلوا دمائهم وصوروهم كي يلعنوا سائق التوك توك، ويلعنوا عمرو الليثي، ويلعنوا شباب الثورة.

ظهرت إعلامية شابة في برنامجها تبكي وتقسم أن شباب الثورة الذين يكتبون على "الفيس بوك" لا يستحقون إلا الضرب بالجزمة، ولا أرى سببا لأن تصب غضبها على شباب الثورة، فالكتابة لم تقتل الجنود، والثورة كانت لأجل الجنود لأنهم جزء من المجتمع.

كما أن بعض المتطرفين فكريًا من معارضي النظام قد فرحوا بمقتل جنود الجيش، ومبررهم أن العساكر يشاركون النظام في الظلم، وهؤلاء مصابون بخلل فكري، فهم يدّعون أنهم يعارضون النظام لأنه دموي بينما هم يشبهون النظام في دمويته، فكل من يؤمن بأن الدماء هي الحل، يمكنه أن يحمل سلاحًا ويقتل كل من خالفه الرأي بدعوى نصرة الحق.

استغلت الحكومة أيضًا دماء الجنود، وخرجت تصريحات رسمية تفيد بأن "هذا ليس وقت السكر، إنه وقت الحرب والدماء".. فالحكومة تعلّق فشلها على دماء اخوتنا الشهداء، لأنها حتمًا ستفشل في الحصول على حقوقهم.
(6)
هناك تساؤلات طرحها عليّ سائق ميكروباص:
- ما معنى أن يكون الكمين ثابت ومكانه معلوم للجماعات المتطرفة؟

-  لو أن النظام يهتم لأمر الجنود، لماذا لم تعلن الدولة الحداد على الجنود ولماذا لم يحضر الرئيس جنازتهم؟

- قصف الجيش ما أسماه "بؤر إرهابية" في سيناء، وقال أنه ثأر للجنود، فلماذا لم يقصفها منذ البداية طالما لديه القدرة من البداية ولا هما فاكرينا "هُبل"؟ هكذا قال السائق.

وأضيف:
- هل من ماتوا في عمليات القصف بالفعل إرهابيين؟، لا سيما أن هناك شهادات من مواطنين  في سيناء تفيد بأن الجيش قصف مزرعة كتاكيت لأحد السيناوية ولم تكن بؤرة إرهابية كما ادعى في بيانه.


متى يبيع السيسي بولاق الدكرور؟

كاريكاتير الاشتراكيون الثوريون


يستيقظ دائمًا في الصباح على أصوات طلبة المدارس الذين يصرخون باستمرار ويصنعون الضجيج ببراعة فائقة. صوت ماكينة "الطعمية" التي تطحن الخضروات والفول معًا وتجعلها "عجينة" تُشبه "عجينة البرلمان" بقدرة قادر لا يفارق أذنيه.

صوت الطبول الإفريقية الذي ينبثق من منازل الجيران ممن لديهم حفل عُرس بعد شهرين ثلاثة ترك صدى في نفسه جعله يتوهم أن صوت الطبل الأفريقي يطارده في كل مكان وزمان. صوت فتحية بائعة الخضار يصنع في طبلتي أذنيه ثُقبًا يفوق في حجمه ثقب الأوزون، ذلك الثقب الذي شارك في إعداده جيرانه الذين يحرقون القمامة يوميًا أمام منازلهم، لأن الحي لم يوفر لهم صناديق الزبالة، حتى أنك عندما تدخل الشارع ستشم رائحة الدخان من بدايته وستشعر بأنك لو وصلت نهايته ستجد لافتة كبيرة مكتوب عليها "مرحبًا بكم في جهنم"، فبالإضافة إلى رائحة الحريق ستسمع أصوات الذي يصرخون من الألم بعد خناقة دامية اشتعلت على مدار أيام غير معدودة واستمرت حتى صباح يومًا ما.

صاحبنا الكائن بمنطقة بولاق الدكرور استغنى عن آلة التنبيه بشكل نهائي، فإنه إن لم يستيقظ على كل الأصوات التي ذكرناها سيستيقظ حتمًا على صوت بائع أنابيب الغاز الذي يطرق الأنبوبة بالمفتاح ليعلم الجميع بوجوده، أو صوت بائع الخبز، أو بائع الروبابيكا، أو بائع الجرائد، وإن لم يكن فهناك خناقة دائرة على مدار 24 ساعة بين رجل وزوجته في الغرفة التي تقع على يمين غرفته ممزوج بصوت التلفاز العالي، و7 أطفال يبكون ويصرخون في الغرفة التي تقع يسار غرفته، وبنات يقفزن فوق الحبل في الغرفة التي تعلو غرفته فيجعلن الطابق يهتز بقوة  9.5 على مقياس ريختر.. يحدث هذا في كل صباح.

في إحدى أيامه لم يستيقظ على أي من الأصوات المعتادة التي ذكرناها، ولكنه سمع أصواتًا لهجتها غريبة على المنطقة.

"هلا والله وغلا، شلونك، ش أخبارك، وش علومك، كيف حالك، والله كان بدي نشتري بولاق من زمان، باعها أبو ريحة اللي بده يتروش".

يسمع هذه اللهجة المنبثقة من الحارة فيفتح عينه، وينام مرة أخرى، ويستيقظ وينام ومازال يسمع نفس الأصوات واللهجات الغريبة.

- لماذا لا ينقطع هذا الحلم الغريب… هكذا قال لنفسه.

ارتدى ملابسه ونزل إلى الشارع وأول ما وجده كان رجلان سعوديان يقفان في محل "الطعمية" الذي يصدر أصواتًا بعد الفجر مباشرة، يتناقشان عن أهمية المحل؟ وأنه ينتج في اليوم الواحد نحو 4 آلاف طعمية، بالإضافة إلى الفول والباذنجان والبطاطس، وأنه سيكون مشروعًا مربحًا في المستقبل يوم لا ينفع البترول.

شعر صاحبنا بفرحة شديدة لأن أمر ماكينة الطعمية قد انتهى ولن يسمع صوتها بعد الآن. تقدّم قليلًا فرأي 4 زوجات منتقبات يرتدين الأسود، ومعهن رجل ذو لحية طويلة يقول لهن بصوت عالي: سأشتري لكل زوجة منزل في هذه المنطقة الاستراتيجية.

لم يستوعب ما رأي وما سمع، لأنه طوال حياته لم يجد سعوديًا واحدًا في بولاق الدكرور، يراهم فقط عندما يمر من مزلقان ناهيا حيث شارع السودان والمهندسين. لكنه شعر بالصدمة عندما خرج إلى شارع "همفرس" الشهير، فرأى أن كل الناس ترتدي جلباب أبيض وعمامة سعودية، وهو الوحيد الذي يرتدي قميص كاروهات به قطع بسيط طوله حوالى 60 سم، وبنطلون لونه باهت ورثه عن أبيه الذي ورثه عن جده.
- يا إلهي، ما هذا الحلم السخيف؟!.. هكذا قال لنفسه.

ضحك على الحلم وهو ينظر للناس من حوله ويحدق بهم، وعندما وصل إلى مزلقان "ناهيا"، وجد علم السعودية يرفرف على مدخل المزلقان؛ وعلم مصر يقابله على الجانب الآخر. وكأن المزلقان قد تحول إلى حدود بين مصر والسعودية، ووجد حرسًا سعوديًا يقفون على مدخل المزلقان وماكينات تفتيش إليكترونية يمر منها الناس بعدما يُظهرون شيئًا ما  للحراس فيختم أحدهم على الشئ الذي يبرزه المارة، ضحك أكثر وقال:

- إن أحلامي لا يحلمها إنس ولا جان، ها أنا قد وصلت مطار بولاق الدكرور.

أراد أن يمر من المزلقان وهو ينظر للحراس ويضحك، فاستوقفه الحراس، وبما أنه يحلم فرأى أن يفعل ما كان يتمناه، وهو أن ينظر لأحد من يرتدون لباسًا عسكريًا بقرف ويغضب عليه من دون أن يمسه أذى، فقال للحرس غاضبًا:

- متهزرش، جواز سفر إيه يا عسكري، احترم نفسك؟

وظل يماطل ويحاول حتى صفعه أحدهم على وجهه قائلًا:

- إرجع يا دلخ.

نزلت الصفعة على وجهه فتذكر موقفًا كان قد حدث أمام منزله وهو يطل من شباك غرفته الصغيرة على سيدة التي تنشر الغسيل ويظهر من جسدها ما فيه النصيب.

فقد رأى حينها رجلًا يرتدي زيًا عسكري وآخر يرتدي زيًا سعودي، ويتفقان على شئ ما، وسمع كلمات تشبه كلمات "أرز، ريالات، بنزين".. كان يعتقد أنهما يبرمان صفقة لشراء محل الطعمية، ولكن الذي حدث أن العسكري قد باع حي بولاق الدكرور بأكمله للسعودية.

عاد إلى المنزل لعله يجد أحدهم فيشرح له ماحدث، فلم يجد، فتح التلفاز واعتقد أن الإعلام سيكون غاضبًا، لأن بولاق الدكرور لا يمكن أن تكون سعودية، فوجد الإعلام يبث أفلامًا وثائقية عن سعودية بولاق الدكرور، وأن مصر كانت محتلة، وأن الرجل العسكري قد أعاد بولاق لأصحابها لأن أمه قالت متاخدش حاجة من حد. وفي إحدى القنوات الأخرى وجد إعلاميا يقول أن لديه الأدلة القاطعة لسعودية بولاق الدكرور، فعرض صورًا لمحل كبدة شهير في بولاق إسمه "السعودية" وقال أن هذا المحل القديم دليل قاطع على سعودية بولاق، وأن من يقولون أن بولاق الدكرور مصرية ليسوا إلا عملاء يريدون إسقاط النظام.

في 8 أبريل 2016، أعلنت الصحف المصرية تنازل عبد الفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مقابل أموال وأرز.

في 21 يونيه 2016، قضت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة ، ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بشأن  بيع جزيرتى تيران وصنافير للسعودية، والقضاء بمصرية الجزيرتين، واستمرار السيادة المصرية على الجزر.

في 15أغسطس 2016، طعنت الحكومة على الحكم وكان يمكنها الاعتذار للسعودية لأن القضاء رفض بيعهما، إلا أن الحكومة المصرية قررت أن تكون أول حكومة في العالم تقف أمام المحاكم كي تثبت أنها أراضيها ليست ملكها.

أصدر عبد الفتاح السيسي، قرارًا جمهوريًا رقم 432 لسنة 2016، بالموافقة على معاملة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين، المعاملة المقررة للمصريين ويتعلق القرار بتملك أراض ومباني فيلات بخليج نعمة في محافظة جنوب سيناء بغرض الإقامة.. فمتى يبيع السيسي بولاق الدكرور؟


في ذكرى نصر أكتوبر.. جدو يعبد الأصنام !

في ذكرى نصر أكتوبر.. جدو يعبد الأصنام !

نتيجة بحث الصور عن عبادة الأصنام


(هذه القصة خيالية؛ والأحداث الواردة بها لا تمت للواقع بصلة، وأي تشابه بينها وبين الواقع غير صحيح).

= ما كل هذه الصور يا جدو؟

ينظر الجد متعاليًا صوب حفيده باحتقار، فهو يرى حفيده خائنًا، وكافرًا بالوطن، لأنه لا يعبد الأصنام التي يعبدها جدّه. هكذا هي حياة العجوز (أصنام يحكمون أصنام، وأصنام يعبدون أصنام).

- هل أنت أعمى يا ابن الكلاب يا عديم التربية؟ أم أنك تسخر مني؟.. هكذا قال الجد.

ينظر الولد متعجبًا من شتائم العجوز فهو لم يسخر قط، رغم أن كل ما يفعله جدّه يستدعي سخرية الحشاشون، وضحك من يشاهدون مسرحية مدرسة المشاغبين. إنه فقط سأله عن الصور، فماذا لو سخر بالفعل؟!

= عفوًا يا جدو، أنا لا أقصد.

- إنها صور رئيسك، ورئيس أمك وأبيك، ورئيس بلدك، وزعيم الأمة العربية والعالم كله، وقريبًا سيحكم المريخ، إنها صور الزعيم.

= ماذا ستفعل بها؟

- تظنني سأعبدها مثلًا؟!، اليوم ذكرى نصر 6 أكتوبر المجيد، سأحتفل بالنصر في ميدان التحرير، أنسيت أنني حاربت في السادس من أكتوبر؟

= بالطبع لا يمكنني أن أنسى أنك من محاربي أكتوبر، وأنني ممن اكتفوا بالانتظار على كوبري أكتوبر.. يارب أفقدني سمعي إن كنت نسيت أنك طردت العدو الصهيوني من أرض سيناء وأنني اكتفيت بقضاء أجازتي في سيناء.. فليغلق الله مؤخرتي إن كنت نسيت أي كلمة كتب في شهادة التقدير التي أعطاها لك الجيش، وأنني لم أحصل إلا على شهادة تقدير في صالة البلياردو التي أقضي بها معظم أوقاتي.. لكن يا جدو هذا الرجل الذي وضعت صوره في كل مكان حتى أنك رسمته على ملابسك الداخلية، وتُقبّل صورته قبل الأكل وبعده وقبل النوم وبعده، وقبل دخول المرحاض وبعده، لا علاقة له بالحرب.. مثلي تمامًا.

- اخرس يا ابن الخرتيت، أتشبّه الزعيم بك؟

= لا سمح الله ياجدو، أنا أفضل منه بكثير ومازال أصدقائي ينادوني باسمي حتى الآن، ولم يطلقون عليّ اسم فاكهة حتى الآن، ولا ينتظر أحدهم خطابي كي يضحك حد البكاء، ولا أكذب كثيرًا، وأعطي الفقير ولا أنظر إلى "الفكة"  في جيبه، ولم أسجن أحد أو أقتله، الحمد لله.

يغضب الجد، ويصرخ في وجه حفيده، ويضغط شفته بأسنانه حتى تظن أنه قد ابتلع جزء منها. هكذا هو الجدّ، عندما تخبره الحقيقة يغضب وينفعل، ويخرج أصواتًا من أنفه يصدرها النائمون.

- أعلم جيدًا أنه لم يحارب، ولكنه يستحق أن أحمل صوره في ذكرى النصر، يا ابن العرص يا خاين، أتعلم لماذا؟!

= لا.

- ولا أنا أيضًا. لكن يقولون هكذا في وسائل الإعلام كلها، وفي الجرائد كلها، ثم إنك جاهل ابن جاهل، يكفي أن الزعيم من أبناء الجيش، والبلد تحتاج رجل عسكري حتى ينقذها.

= يا جدو، هذا الرجل حصل على لقب جنرال بالكوسة، الجنرال يجب أن يكون شارك في حرب.

- لقد شارك في حرب وأنقذ البلد؟

= حرب على من؟

- عليكم يا ابن الخونة، يا من قمتم بالثورة على رجل من أبناء الجيش.. وحرب على بتوع حقوق الإنسان الممولين، وعلى الإخوان الذين أرسل رئيسهم رسالة لشيمون بيريز بدأها بكلمة "عزيزي"، رئيس وغد لا يستحق أن يحكم، نحن ننتصر على إسرائيل وهو يصفهم بالأصدقاء الأعزاء.

= يا جدو وزير الخارجية الحالي سافر إلى إسرائيل مرتين في شهر واحد، الأولى ليعلن صداقته لإسرائيل، والثانية ليسير في جنازة شيمون بيريز الذي قال عنه الرئيس السابق "عزيزي" ويُعرب عن حزنه ويؤكد على صداقة إسرائيل مرة أخرى.

- كل هذا فوتوشوب.

= الزعيم قال في خطاباته علينا أن نتصالح مع إسرائيل فكيف تحمل صوره في ذكرى النصر على إسرائيل.

- فوتوشوب.

= يا جدو الزعيم لا ينظر لإسرائيل على أنها عدو من الأساس، وصار  يطالب بالسلام الدافئ معها، في علاقة غير شرعية.

- فوتوشوب.

= صرّح السفير الإسرائيلي لدى مصر أن مصر وإسرائيل "تتمتعان حاليا بعلاقات قوية" وأن هناك "تفاهمًا قويا" بين الجيشين بشأن "تطور الأوضاع بالمنطقة وشبه جزيرة سيناء".

- فوتوشوب.

أخرج العجوز لسانه وظل يرقص ويرفع صور الزعيم في وجه حفيده ويردد: "فوتوشوب، فوتوشوب، فوتوشوب" وبين كل كلمة والأخرى يخرج لسانه لحفيده.

أعجب الحفيد بالفكرة فشارك جده في الرقصة وظل يردد نفس الكلمة: فوتوشوب، فوتوشوب، فوتوشوب".

توقف الحفيد فجأة بعدما سمع صوت العصا يرتطم على رأس ما، إنها عصا جده، وإنها رأس الحفيد، توقف الرقص، وتصدع الرأس. وقال الجد:

- على كل حال، حتى لو كل ما قلته ليس فوتوشوب، فعليك أن تعلم جيدًا أنها سياسة يا تافهه، ما أدراك ببواطن الأمور، أنت ما زلت مراهق تكره البلد، هل تظن أني لا أدري أنك وصفتني بابن المتسخة على موقع "فيسبوك" يا ابن العاهرة؟

= لم يحدث يا جدو، ماذا تقول؟

يفتح الجد إحدى حقائبه ويسحب منها ورقة ثم يرميها في وجه حفيده؛ يفتح الولد الورقة ليرى منشور قد كتبه على موقع "فيسبوك" مطبوع في الورقة، كتب في المنشور:

"أيها الأحمق، ما شعورك عندما تقرر الاحتفال بذكرى نصر 6 أكتوبر القادم، وترفع صورة صنمك الذي تعبده في ميدان التحرير بدعوى الاحتفال بالنصر على إسرائيل؛ بينما صنمك لا علاقة له بالحرب، والسلطة قد أقامت علاقة غير شرعية (خلف مصنع الكراسي) مع إسرائيل؛ هل تصدق أنك تحتفل بالنصر بينما وزير خارجيتك شارك في عزاء السفاح صهيوني؟ أم تعتقد أن حرب 6 أكتوبر كانت حرب ضد الإخوان و6 إبريل والاشتراكيون الثوريون؟!! ما شعورك يا ابن المتسخة؟!"

= أصدقائك لديهم فرصة جيدة للعمل في وزارة الداخلية "مخبرين" يا جدو، كل ما أفعله يرسلونه لك، ولكني حقًا لم أقصدك.

ينظر الجد إلى حفيده نظرة كراهية غير مبررة، ثم يحمل صور الصنم، ويخرج من المنزل ليقابل أصنامًا يحملون صور صنم، ويهتفون عاش الصنم، يحيا الصنم. ويرقصون في ميدان التحرير في حماية أصنام تحمل أسلحة، وتبحث عن كل من لا يحمل صورة صنم حتى يهشمون رأسه.

ولأنهم كانوا يبحثون جيدًا، فقد استطاعوا أن يعثروا على الحفيد في أطراف الميدان، عرفوه من شكله ومن نظراته الاستنكارية وتحديقه في الأصنام التي تحتفل بشئ لا يعلمون عنه شيئًا. فقبض الأصنام على الحفيد وساقوه إلى سيارة شرطة، واختفى بعدها ولم يجده جده حتى الآن.

وفي ذات ليلة كان يشاهد الجد التلفاز، فرأى قردًا على هيئة مذيع،  يقول إن كل من اختفوا لم يختفوا، إنهم يحاولون تشويه الزعيم، ويدعي القرد أنه لديه معلومات أنهم ربما سافروا للانضمام إلى جماعات متطرفة كي يدمروا البلد.

نظر الجدّ إلى القرد بغضب شديد على القرد الذي يطل من التلفاز، وقال بصوت عال:

- يا ابن الوسخة يا خرتيت.

لم يكن هذا السباب موجهًا للقرد طبعًا، ولكنه كان موجهًا لحفيده الذي يريد تحطيم أصنام يعبدها جده ورفاقه.