9 - عبد القادر زايد
هذا الفتى البالغ من العمر «وقت اعتقاله» 18 عامًا، والبالغ من العمر الآن 20 عامًا، ترك محافظة البحيرة، وجاء إلى القاهرة من أجل تحقيق حلمه وحلم أمه وأبيه في أن يصير مهندسًا، فهو الابن الوحيد لهما، التحق بكلية الهندسة جامعة الأزهر، واستعد لأول امتحان له بالكلية، اتصل به والده فى الصباح ليطمئن عليه ويعطيه بعض النصائح ويؤكّد عليه أنه لن يقبل بأقل من امتياز، كان الرجل حالمًا في بلد الحلم فيه جريمة، فهناك كائنات تحاول قتلك، فإن لم تنجح في ذلك تقتل أحلامك، المهم أن تقتل، كائنات تنتمي إلى ذلك الكوكب الذي يدعي وزارة الداخلية، اعتقلت الداخلية عبد القادر في أول أيام الامتحانات يوم 28 ديسمبر 2013، وحررت له محضرًا تتهمه فيه بحرق كليتي تجارة وزراعة، والتعدي على الضباط، والتظاهر، والتجمهر، ومنع الطلبة من أداء الامتحان.
عبد القادر الذي رفض أداء أي امتحان في السجن لأنه جاء إلى القاهرة ليتعلم لا ليحصل على شهادة ورقية يعلقها على جدران المنزل كما قال لي ذات يوم، حُكم عليه بالسجن المشدد 7 سنوات، والمراقبة 5 سنوات، أمَا والده فقد أصيب بمرض القلب، حزنًا على ضياع مستقبل ابنه الوحيد الذى صار مجرمًا في تلك اللحظة التى بدأ فيها أن يخطو أولى خطواته نحو تحقيق حلمه.
10- د. ليلى سويف
تلك السيدة التى ناضلت ضد الظلم منذ كان عمرها 16 عامًا، والتي لا يمكن أن تتسع بعض السطور للتعريف بها، من منا يمكنه أن يشكك في وطنية هذه المرأة التي كرست حياتها لأجل الآخرين؟ فكافأها النظام الحالي باعتقال ابنها "علاء عبدالفتاح"، ذلك الثائر الذي لم ترحمه الأنظمة المختلفة من سجونها، ولم يرحمه بعض من يطلقون على أنفسهم «إسلاميين» واتهموه فى دينه، ولم يرحمه من يوزعون صكوك الوطنية واتهموه بخيانة الوطن، كما اعتقل النظام ابنتها سناء التي خرجت في تظاهرة سلمية تطالب بالإفراج عن شقيقها علاء وعن كل المعتقلين، ثم توفى زوجها الرجل النبيل الذي دافع عن جميع المظلومين من دون النظر إلى أفكارهم، مات الرجل حُزنًا على الوطن وعلى الثورة وحُزنًا على علاء وسناء.
رغم أن تلك الأسرة لديها ما يكفيها من متاعب إلا أنها يومًا لم تتوقف عن دعم المظلومين، احتفل أفراد هذه الأسرة بخروجي من السجن في بيتهم «الذى شعرت بأنه بيتي».. احتفلوا بي رغم كل ما يمرون به.
أحضرت منى الإفطار وعلى وجهها فرحة كفرحة الأطفال يوم العيد، وعلى نفس المائدة جلست الكاتبة والروائية "أهداف سويف" شقيقة الدكتورة ليلى، والتى فاجأتني بزيارتها لي أثناء اعتقالي وأهدتني مجموعة كبيرة من الورود وروايتها الرائعة "خارطة الحب"، تواجدت أيضًا منال زوجة علاء وتحدثت عن منع إدارة السجن أشياء غريبة عن علاء حتى أنهم يمنعون «مجلة ميكى»، وخالد ابن علاء الذي جاء إلى هذه الدنيا ووالده فى السجن، وقتها كنت فى حيرة من صمود هذه العائلة، وتساءلت: كيف يحدث كل هذا لمن يحبون الناس والوطن والثورة هكذا؟!
11- عبد الرحمن طارق موكّا
اعتقل في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير واُتهم بالتظاهر مع نحو 70 شخصًا، جميعهم خرجوا من السجن بغرامة 70 ألف جنيه (4 مليون و900 ألف جنيه مجموع غرامات القضية) ولكنه الوحيد الذي لم يخرج، كان موجعًا للغاية أن يناديه السجان كي يستعد للخروج ثم يفاجأ بأنه لن يخرج لاتهامه بالتظاهر في قضية مجلس الشورى والحكم عليه غيابيًا بالسجن المشدد 15 عامًا.
عبد الرحمن تعرض للتعذيب في سجن أبو زعبل، وعوقب بنزوله التأديب وقتها لأن العساكر كانت تحاول فتح باب زنزانته لأن السجن وقتها كان يتعرض للضرب الجماعي، تعرض للتهديد من ضباط المباحث كي لا يحكي لوفد حقوق الإنسان ما حدث له وللمساجين من انتهاكات، ولكنه لم يخش من التهديدات وفضح انتهاكات الداخلية وقتها. عبد الرحمن الآن يعاقب فى قضية قد حصلت على عفو رئاسي بأكملها ولكنه لم يخرج بعد.
12- أحمد ماهر
"مبحبوش، مبرتاحلوش، قابض، خاين، عميل، بينفذ مخطط صهيوصليبى"!
كلام كأنه الخراء برائحته الكريهة، لم يستطع أحد ممن يردده بجلب سبب وحيد لإقناعك، ففي فترة ليست قصيرة أصبحت شتيمة الرجل «موضة» نشرها أمثال توفيق عكاشة وعبد الرحيم علي وبعض أبناء مبارك ومطبلاتية عبد الفتاح السيسي، كان بإمكان ماهر أن يرتدي ربطة عنق ويرشح نفسه للبرلمان ويصير لو سلك نفس الطريق الذي سلكه «محمود بدر» وأمثاله ممن تفننوا في النفاق للبدلة الميري، ولكنه لم يفعل، وفضّل الجلوس على البُرش بدلًا من الجلوس على كرسي البرلمان، وارتدى الكلبشات بدلًا من ربطة العنق، ورغم اعتقاله لم يرحمه أولئك الذين لا يرحمون، انظر إلى صفحة حركة شباب 6 إبريل عندما تكتب عنه أي خبر أو تعليق، ستجد تعليقات من أطراف مختلفة، ستجد مؤيدي الإخوان يتهمونه بأنه شارك في التفويض مع أنه لم يفعل، ويتهمونه بأنه السبب فى إسالة الدماء وفي رجوع الحكم العسكري، ويتناسون أخطائهم الكارثية من تكريم «طنطاوى» إلى «نرفض لفظ تطهير الداخلية»، أما مؤيدو السيسي ومبارك فهم سواء، سيسبون الرجل بأبيه وأمه وعائلته لأنه مزعج للغاية، إنه يرفض الصمت حتى فى سجنه.
وللأسف ستجد بعض ثوار يناير يشاركون في اتهامه بما ليس فيه، وهؤلاء عليهم التفكير جيدًا في كل ما يقولوه، وأن يكفّوا عن ترويج اتهامات روجتها أجهزة الإعلام الفاسدة.. إنه لمن الشرف يا ماهر أن تكرهك أجهزة الدولة الفاسدة وتصيبها التشنجات عندما نذكر اسمك بما يستحق أن يُذكر، ومن الشجاعة أن يدافع عنك بعضهم في ظل تلك التشويهات التي تصيب كل من يذكرك بالحسنى.
13- محمد عادل
أن تناضل، ثم لا يُذكر اسمك ويختفي ويتبخر كأنه العدم، وينساك الناس خلف جدران الظلم في سجون نظام يعادي كل من له علاقة بثورة 25 يناير.
"محمد عادل" مكروه من هؤلاء الذين لا يحبّون سماع الحق دفعة واحدة، عليك أن تعطيهم الحق جرعة بعد أخرى، اختطفه أمن الدولة إبان فترة حكم مبارك وتعرض وقتها للتعذيب بسبب تدويناته التي كانت تدعو بشكل صريح للثورة على النظام، وعندما أصدر "عدلي منصور" قانون التظاهر ذهب "محمد عادل" إلى قسم شرطة قصر النيل وطلب تصريح من قسم الشرطة بعمل مليونية فى «ميدان التحرير» للمطالبة بإسقاط وزير الداخلية ومحاكمته، وبالطبع لم توافق وزارة الداخلية، لكنها أيضًا لم تنس له هذا الموقف، وتربصت به وانتهزت فرصة وجوده مع زميله "أحمد ماهر" أثناء ذهابه لتسليم نفسه لمحكمة عابدين، واتهتمته بالتظاهر، ولكنها لم تستطع اتهامه بالعمالة والخيانة والتخابر كما تروج أجهزة الدولة عن طريق مخبري الإعلام.
يمكنك أن تختلف مع هذا الشخص لكن لا يمكن أن تختلف على حبه لوطنه وانتمائه لثورة 25 يناير التي من أجلها زُجّ به في سجون النظام العسكري.
14- أحمد بديوي
"17 أغسطس 2013" هو تاريخ اعتقال طالب هندسة الأزهر "أحمد بديوي" الذي كان على وشك التخرج وتحقيق حلمه، ولكن كما قلنا هناك في بلادي من يهوى قتل الأحلام.
عندما أكمل 400 يومًا فى السجن كتب وقتها:
"أكثر من 400 يومًا خلف القضبان في انتظار عدالة تجاوزت كل أعراف القوانين في دول العالم، عمر يضيع ومستقبل مُهدر وحلم توقف تحقيقه، من سيعوضني أنا وغيري من الشباب عن سرقة أحلى أيام عمرهم؟ لمصلحة من حبسي وهؤلاء الشباب كل هذه المدة؟!".
أما الآن فقد تخطى بديوي 800 يومًا دون محاكمة ودون تهمة واضحة، وقد أضرب من قبل عن الطعام كي يصل صوته لنا، ولكن لم يلتفت له أحد، حتى أنا تباطئت في الكتابة عنه، وشاركت فى ظلمه.
15- ماهينور
تستحق وبجدارة لقب "صوت الثورة" فمن يقدر على إخراس صوتها حتى وهي تقف خلف الحديد ليحكم عليها أحد الطغاة؟!
ما زال صدى صوتها الذي كان يرّج قاعة المحكمة يتردد فى أذني عندما هتفت ضد النظام الحالي بكل أركانه دون أن تخشى بطش القاضي الذي هرب من مواجهتها بعدما حكم عليها في قضية من أغرب القضايا على الإطلاق، وهي محاولة قلب نظام حكم الإخوان، فالنظام الحالي لم يجد ما يلفقه لماهينور وزميلاها في القضية يوسف شعبان ولؤى القهوجي فألصق بهم تهمًا "عبيطة"، فإن كانت تهمة محاولة الانقلاب على نظام الإخوان تستحق المحاكمة، فالنظام الحالي وعلى رأسه «عبد الفتاح السيسي» يجب أن يحاكموا.
تقضي ماهينور فترة عقوبتها في زنزانة ضيقة لا تتخطى الخمسة أمتار في ستة أمتار، وتكدست زنزانتها بنحو 30 سجينة، كما يتم قطع المياة عن الزنازين بشكل متعمد، ماهينور سُجنت لأنها لو كانت بالخارج لقالت لهذا النظام في وجهه بعدما صوت لإسرائيل من أجل حصولها على عضوية الأمم المتحدة، كما قالت لنظام مبارك من قبل: "نصيحة للحكومة: داري على صهيونيتك.. تزيد".
16- عمرو علي
منسق حركة شباب 6 إبريل، وأحد من ينتهجون حرب اللاعنف في مقاومتهم للظلم، ولكن رغم أنه من المؤمنين بحرب اللاعنف، إلا أنه متهم بالإرهاب، تناقدت اتهامات النيابة الموجهة لعمرو علي، فمع أنها اتهمته بالإرهاب إلا أنها نفت عنه التهمة عندما اتهمته بحيازة منشورات ومطبوعات، فمن البديهي أن الإرهابى لا يتم القبض عليه وبحوزته منشورات تدعو لإضرابات سلمية، وإنما يتم القبض عليه وفى حوزته أسلحة قاتلة، فتلفيق قضايا إرهاب لأبرز قادة حرب اللاعنف فى مصر يجعلنا نتساءل عن جدية قضايا الإرهاب؟! ويجعلنا لا نصدق أن النظام الحالي يحارب الإرهاب، وإنما يحارب الثورة.
***
عليكم ألا تتوقفوا عن دعم هؤلاء، لأن هناك من يريدكم أن تتوقفوا، يريد أن يخرس أصواتهم وأصواتكم، ويجعل منهم ومنكم العدم، فلا تعطوهم الفرصة لأن يفعلوا، علينا ألا نتوقف كي لا يدهسنا قطار الظلم.