(الفرنسية) |
* الإخوان وأنصارهم حدثت لهم مجزرة في رابعة والنهضة، وفي أماكن أخرى، والإنسانية تستدعي التعاطف مع تلك الدماء. والعدل يقتضي محاسبة النظام الحاكم على كل نقطة دم سالت.
* الإخوان فشلوا، أو تم إفشالهم، ولكنهم لم يكونوا لصوصًا كعصابة مبارك.
* الإخوان دفعوا الثمن غاليًا، فأغلبهم في المعتقلات. ومنهم من اختفى قسريًا، ومنهم من سافر خارج البلاد خوفًا من البطش الأمني.
* الإخوان ليست جماعة إرهابية، ولكن لها أفكار غبية.
* اسمها ثورة 25 يناير، ولا توجد ثورة أخرى.
* التعاطف مع تلك الدماء التي سقطت وحملة الاعتقالات المكثفة، والظلم الذي طال جماعة الإخوان لا ينفي أخطائهم الكارثية منذ مجلس الشعب السابق الذي طبل للعسكر، وأعلن أنه "لا يوجد خرطوش"، والذي شكر مصطفى بكري عندما لعن الثوار واتهمهم بالخيانة، مرورًا بمخالفتهم الوعود وترشحهم للرئاسة، وتكريمهم لأحد قادة الثورة المضادة "المشير محمد حسين طنطاوي" ذلك الرجل الذي قاد العديد من المجازر ضد أبناء الثورة. وأخطاء أخرى لا يمكن حصرها في مقال صغير.
لم أذكر النقاط السابقة للتقليب في دفاتر الماضي، ولكن عليك أن تعتبرها مجرد اختبار لمدى تقبلك للرأي الآخر وبالطبع أنت من سيختبر نفسك ولست أنا. فإن كنت تهز رأسك متفقًا مع بعض النقاط، وتسبني بأبي وأمي في نقاط أخرى. فعليك ألّا تكمل المقال. وأن تكتب تعليقًا يتهمني بالخيانة والعمالة وكل الكلمات التي ترددها في جميع المقالات المخالفة لرأيك. لأنك تعتقد أن رأيك فقط هو الصواب. مع أن كل الآراء تحتمل الصواب والخطأ. حتى تلك الكلمات التي تقرأها الآن.
***
أصدرت حركة شباب 6 إبريل بيانًا تحاول فيه لم شمل كل من يؤمن بالثورة ومطالبها الأساسية التي خرّجت حشود من الشعب في 25 يناير من أجل تحقيقها. وطالبت الحركة كل من يؤمن بالثورة بالرجوع خطوة إلى الوراء من أجل الثورة، وقبل انهيار الوطن ودخوله في طريق اللاعودة.
بعيدًا عن اتفاقنا أو اختلافنا مع البيان، إلا أنه لا يمكن أن نختلف على أن البيان ليس إلا محاولة لإنقاذ الثورة والوطن.
لم تذكر الحركة أي شي عن ذكرى الثورة القادمة بالسلب أو بالإيجاب، ولكن "شبكة رصد" حاولت تضليل الناس وكتبت على موقعها أن حركة شباب 6 إبريل تدعو لعدم المشاركة في ذكرى الثورة القادمة، وانتهجت نفس الأسلوب الذي انتهجه إعلام النظام الحاكم غير المحايد في شيطنة كل من يعارضه أو يخالفه الرأي، لمجرد أن البيان لم يعجبها. أو قُل للضغط النفسي على الحركة من أجل المشاركة في الشارع.
النزول للشارع فقط. ولا وقت للتفاهم. ولا وقت لمطالب الثورة التي من أجلها تأسست حركة شباب 6 ابريل، والتي من أجلها زُج بقيادات الحركة في السجون.
لم يكن هذا الخبر ذو العنوان الكاذب هو رد الفعل فقط، فقد أصدر مكتب جماعة الإخوان المسلمين بالخارج بيانًا للرد على الحركة، ليرفض كل ماجاء في البيان، ويتمسك بشرعية مرسي، وهذا حقهم، يفعلون ما شاءوا. يرفضون، يتظاهرون، يعلنون أنه لا بديل عن الشرعية ولو بالدماء، يتهمون كل من ليس معهم بالخيانة وبأنهم انقلابيين، حتى لو أنه ضد الظلم، والفقر، والجهل، والقمع، والاعتقال، والإخفاء القسري، وضد كل الممارسات الغبية التي يمارسها النظام الحالي، ولكن هم أحرار فليقولوا ما شاءوا.
لكن البيان لم ينته عند هذا الأمر فقد ذُكر في آخره مقولة تنسف كل دعوات الاصطفاف. وتوضح أن هتاف "إيد واحدة" كان هتافًا ممتزجًا بالحلم الثوري، انتهت مدة صلاحيته بعد 11 فبراير 2011 مباشرة. وأنهم لا يفكرون إلا في هذا الكرسي الذي سرقه السيسي.
ذُكر في البيان "أننا ماضون لإتمام ثورتنا حتى منتهاها والعمل على تحقيق كل أهدافها وفي مقدمتها عودة الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي"!
فليذهب هتاف "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" إلى الجحيم، وليبقى الهتاف الذي يجب أن يبقى من وجهة نظر الإخوان "عيش، حرية، مرسي رئيس الجمهورية"، فالتحرك ليس من أجل مطالب الثورة الحقيقية، ولكنه من أجل عودة مرسي، بل أن عودة مرسي في مقدمة مطالب الثورة بالنسبة للإخوان. فلماذا يغضب الإخوان ومؤيدوهم، وتغضب اللجان الإلكترونية عندما يذكر شخص ما أن الإخوان لا يهمهم سوى عودة مرسي؟! وأن الحكاية ليست حكاية ثورة.
فأي ثورة تلك التي قامت من أجل يتولى شخص ما، مهما كان قدره رئاسة الجمهورية؟ وأي شخص هذا الذي تسيل من أجله دماء؟ ويعتقل من أجله آلاف؟!، الثورة لم تشتعل سوى لإقامة العدل؟ وليس لأن يحكم الإخوان ويغضبون عندما يزيحهم العسكر؟
الثورة لم تقم سوى لتطهير وزارة الداخلية الفاسدة، تلك الوزارة التي رفض مرسي تطهيرها، وأعلن على الملأ أنه لا يجوز لنا أن نقول "تطهير الداخلية". هذه الوزارة التي لا يمكن لعاقل أن يأمن مكرها.
الثورة لم تقم من أجل سواد عيون الإخوان، ولكنها قامت من أجل هذا الشعب الكادح الذي عانى الويلات اقتصاديًا، وسياسيًا، والذي عاني من الصحة، والتعليم، والسكن، ومن كل تفاصيل الحياة.
لا أعلم لماذ يتمحك الجميع في ثورة 25 يناير؟! حتى أعدائها الرسميين! فالسيسي نفسه، قائد الحرب التي أُعلنت على الثورة وشبابها بأجهزته الأمنية والقضائية والإعلامية يدّعي أنه يؤمن بثورة 25 يناير. وربما تجد بعض أعضاء حركة "آسفين يا ريس" يتحدثون عن مطالب الثورة في وقت الزنقة!
فلتقولوا ما شئتم، ولتتمحكوا في الثورة، ولتزايدوا علينا، وليقول هذا أننا انقلابيين، وليقول الآخر أننا خونة وننفذ أجندة داخلية. ولتتهمونا بالغباء. وبكل شئ قبيح في الدنيا. ولكن تبقى الحقيقة ظاهرة للأعمى، وهي أن الثورة لم تقم من أجل هذا أو ذاك. وتبقى الحقيقة الثابتة التي مهما تجاهلناها من أجل "مصطلح الاصطفاف" فلن يتجاهلها التاريخ، أن الإخوان أكبر فصيل وضع السكين في جسد الثورة. وأنهم لن ينتفضوا سوى من أجل رئيسهم.
ابدأوا السباب الآن!