انتوا بتقولوا إيه يا جماعة؟! |
لسماع المقال اضغط هنا
(1)
صاحبنا عضو حزب النور يتصل بلميس الحديدي ويقول لها ضاحكًا: "أنا مرشح، وكنت بشوف اللجنة، والقاضي افتكرني ناخب، وفرح وسلم عليا وقال لي تعالى انتخب".. ثم يضحك صاحبنا وتضحك لميس ويضحك المخرج ويضحك الشعب على خيبته وخيبة هذا المرشح.
(2)
صاحبنا الثاني في نفس حزب صاحبنا الأول (بتاع حزب النور) لم يؤمن يومًا بالديمقراطية، ولم يشارك فى ثورة 25 يناير لأن شيخه "عبدالمنعم الشحات" أفتى حينذاك أن الخروج على الحاكم حرام. وربما إذا سألته عن صفحة "كلنا خالد سعيد" لظنّ أنها صفحة لأحد مرشحي مجلس الشعب الذين يحاربون الدين لأنهم ترشحوا ضد حزب النور.
صار حلم صاحبنا الثاني أن يدخل البرلمان بعدما أفتى أحد مشايخه بأن الديمقراطية "مش حرام أوي" طالما مضطرين، ثم انضم لحزب النور ولأنه لا يمكنه أن يتصل بـ "لميس الحديدي" كصاحبنا الأول أنشأ صفحة لمعجبيه – الذين تخطى عددهم خمسة أشخاص - على موقع facebook ووضع فيها صورته (مع أن الصور حرام.. بس للضرورة).. ضحك فى الصورة ضحكة ربما تفتتن بها النساء متفاخرًا ببدلته الأفرنجي التي كانت فى سابق العهد (حرام) لأنها أفرنجي، ومع الوقت أصبحت حلال لضرورة ممارسة العادة البرلمانية، وبدأ فى كتابة الـ status الأولى، وربما تكون الأخيرة، وأثناء كتابته تذكر مقولة شيخه (الناس عايزه دين، اديها دين، وإحنا بتوع الدين) ومما كتبه:
نسعى لـ:
* تفعيل المادة الثانية بالدستور.
* تشريع قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية.
*إلغاء قانون نزع قرنية أي متوفى فى حادثة.
*عدم تجريم ختان الإناث.
*غلق مصانع الخمور والسجائر.
*دعم البنوك الإسلامية.
*الاهتمام بكل الألعاب وليس بكرة القدم فقط.
*عمل سيارات خاصة للنساء فقط فى النقل العام.
*تفتيش الكنائس والأديرة والجوامع.
*عدم حجز غرفة واحدة للسائحين بدون أوراق تثبت أنهم أزواج.
*توفير الحمامات بالامتحانات.
*البدء فى عمل القمر الصناعي الإسلامي.
*العمل بالتاريخ الهجري وليس الميلادي.
وهكذا نجد أن حزب النور كلما – اتزنق - فى أصوات انتخابية وضع بعض الكلمات الدينية من أجل أن يسانده الناس، واستشهد بأشياء هو فى الأصل لا يؤمن بها، فمع أن دفع الرشوة للناس حرام شرعًا، إلا أننا وجدنا أن الأمن قد قبض على أحد مندوبي حزب النور بأسوان وهو يدفع الرشاوى الانتخابية للغلابة من الناس كي يعطوا أصواتهم لشيخه الذي سينصر الدين بـ (رشاوى الضرورة).
بعدما كتب هذه الكلمات لم يرد عليه أحد، وعندما سأل أحد أصدقائه الذين شاركوا فى مجلس الشعب السابق، نصحه بعمل إعلان ممول ففعل فورًا، ولكن الإعلان جلب له المتاعب، فلم يشترك أحد فى صفحته سوى 5 أشخاص من أسرته، ولكن الجميع شارك فى سبه ولعنه واتهامه بالعمالة لأمن الدولة، وكان يكتب فى كل تعليقاته "الله يسامحك، سامحك الله"، أما التعليق الوحيد المختلف عن الله يسامحك وسامحك الله كان رده على أحد من سأله: سمعت أن شيخك "يونس مخيون" اعترف لوسائل الإعلام أن حزبه قد رشح على قوائمه بعض من أعضاء الحزب الوطنى المنحل. فرد صاحبنا منفعلًا، أرجوك لا أسمح لك أن تتكلم على شيخي وشيخك هكذا، ودخول بعض أعضاء الحزب الوطني فى قوائمنا ليس إلا للضرورة. كنت أعتقد أنه سيكتب فى نهاية التعليق "موتوا بغيظكم"، ولكنه لم يفعل وكتب "سامحك الله".
هكذا هو الحال كلما شعر أحد أبناء حزب النور بأنه فى ورطة وضع كلمة الشريعة فى جملة ورددها كالبغبغاء، وربما إذا نظرنا إلى كل برامج مرشحي حزب النور ستجدها تشبه هذا البرنامج الذى كتبه صاحبنا على صفحته التى لم يشترك بها أحد، ورغم أن التعذيب والإخفاء والظلم حرام إلا أن أحدًا منهم لن يتجرأ على المطالبة بإيقاف التعذيب والاعتقال وإخفاء الناس؛ لأن لهم دور محدد رسمه النظام الحالي، ولا يمكن لأحدهم تجاوز دوره.
وأعتقد أن التزام حزب النور بأوامر النظام الحالي هي التى جعلته يستمر رغم أن كل وسائل الإعلام تهاجمه، فالسلطة متمسكة بوجود حزب النور فى مسلسل الانتخابات الحالي دون خشية منهم، فالحاكم الظالم لا يخشى من خطيب الجمعة الذي يتحدث عن حرمة التدخين، أو عن كيفية الاستنجاء وحرمانية النظر للنساء، ولا يخشى علماء يفتون بحرمانية الخروج على الحاكم، ويتجاهلون الظلم وإراقة الدماء، والسجون التى اكتظت بالمظلومين، وإنما سيخشى الظالم عالمًا ربما يتسبب فى تنوير عقول الناس وفضح جرائمه.
يقول الكواكبي عن شيوخ السلطان: "هؤلاء لا يخشى منهم الحاكم بل يستخدمهم لتضليل الناس مقابل أن يضحك عليهم بشيء من التعظيم، ويسد أفواههم بلقيمات من الاستبداد".
(3)
يا أهالي المنطقة الشرفاء، يا أهالي المنطقة العظماء، يا أهالي المنطقة الأحرار.. انتخبوا ابنكم فلان الفلاني المحامي ورمزه الغزال.
كلمات لا ينطق غيرها صاحبنا الذي يلف الشوارع بسيارة نصف نقل تكدست بمكبرات صوت تخطى عددها أعداد المشاركين في الانتخابات البرلمانية، لا يتحدث عن مؤهلات ولا برامج ولا إنجازات، ربما لاقتناعه بأن الشيء الوحيد المميز في هذا المرشح هو أنه رمز الغزال، ولأن أهالي المنطقة شرفاء وعظماء وأحرار فعليهم أن يعطوا أصواتهم لمن نجح فى الحصول على رمز الغزال.
ضحك السائق الذي لا يقول سوى تلك الكلمات عندما ترك أحد المواطنين الشرفاء كل ما يقوله السائق وعلق على كلمة "ابنكم" ساخرًا: "ياعم قول جدّكم، جدّ جدّكم، ابنكم إيه ده قرب يكمل 90 سنة".
أبهرني هذا المرشح عندما سأله أحدهم على صفحته التي أنشأها من أجل التواصل مع الجمهور إلى أن تنتهي الانتخابات فقط: "قل لي ياسيدي ماذا قدمت لنا خلال الـ 6 مرات التي دخلت بها البرلمان"؟! فرد الرجل بكل ثقة: كنت أخرج الموتى من المستشفيات بسرعة مذهلة وهذا معروف عني واسأل كل أبناء الدايرة. ولم يذكر الرجل أي إنجاز للأحياء، ثم أكمل كلامه المبهر الذى كنت سأطالب السيد مارك "صاحب فيس بوك" بسببه أن يضع زر "أبهرني" بجوار زر "أعجبني"، وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 90 عامًا: صدقني أنا مش محتاج البرلمان، لكن البرلمان هو اللي محتاجني لأني رجل قانون.
(4)
نجح صاحبنا "عبدالرحيم علي" فى الحصول على رمز "التليفون" الذى تخصص فى مراقبته، ومن الواضح أنه اشتاق إلى تسليم الناس بعد أن ابتعد قليلًا عن مهنته الرئيسية، فقرر أن يمارس هوايته أثناء الانتخابات وتسحب إلى إحدى اللجان التي يراقبها المستشار محمد ناجى شحاتة، وبلغ عن صاحبه ومنافسه الذي يتباهى باسمه الثلاثي "أحمد مرتضى منصور"، وأبلغ المستشار أن منافسه يعطى الناخبين رشاوى من أجل حشد الأصوات، مع أني كنت أظن أن عبدالرحيم علي متخصص فى الإبلاغ عن الثوار فقط. إلا أن الرجل قد اشتاق إلى مهنته كمخبر إعلامي.
(5)
أصدر الإعلامى تامر أمين الحلقة الثانية ضمن سلسلة حلقات الخيال العلمي، فالرجل لم يتعلم الدرس من موضوع المجلس الأعلى للعالم الذي اخترعه، ويصر على أن يجعل من نفسه أضحوكة أكبر من أضحوكة المجلس الأعلى للعالم نفسها، فالرجل اعتبر أن الشعب قد ابتعد عن الانتخابات خوفًا على السيسي لأن بعض الإعلاميين الأشاوس حذروا الشعب من البرلمان الذي سيصطدم مع السيسي، ولم يعتبر تامر أن ابتعاد الشعب عن الانتخابات يعد معارضة لنظام السيسي، عزيزى المواطن: عليك أن تعلم أن كل خطوة تخطوها فى حياتك سيعتبرها تامر تأييدًا للسيسي.. فكن حذر.
موضوعات أخرى