قضائهم المستقل



كاريكاتير كارلوس لاتوف





عاد الرفيق ياسين صبري إلى الزنزانة بعد أن حكم عليه بالسجن 4 سنوات، حاولت أن أخفف عنه، فكان متماسكًا؛ حزينًا.
قال: - لا تظن أننى حزينًا على أن القاضي سجنني من دون سماع مرافعات أو شهود أو متهمين أو حتى محاميين، أو تظن أني حزينًا على ضياع 4 سنوات من عمري؛ فهذه ضريبة يدفعها كل من شارك فى الثورة.


فسألته عن سبب شحوب وجهه فقال:- أنا حزين على أحد المحاميين وهو والد احدى الفتيات في قضيتي؛ هذا المحامي حاول الانسحاب قبل أن ينطق القاضي بالحكم، فإذا بالقاضي يسأل المحامي "لماذا تركت الجلسة دون إستئذان؟".

فردّ المحامى:- أنا لا أستطيع أن أرى ابنتى يُحكم عليها بالسجن وأنا عاجز عن فعل شئ لها؛ هل تريد أن تكسرني أمام ابنتى سيدي القاضي؟!


وأكمل ياسين حكايته:- تخيل؛ القاضي أمر بحبس المحامي!

***


هذا القاضي الذي يحكي عنه "ياسين صبري" هو المتهم بطلب رشوة جنسية مقابل إنهاء قضية تنظر أمامه. "رامي عبدالهادي" رئيس جنح مستأنف مدينة نصر. حسب موقع جريدة الوطن وبوابة الوفد الإلكترونية وموقع المصري اليوم وغيرهم من المواقع الإخبارية.

هو نفس القاضي الذي لم يرحم الطالبة "أسماء حمدي" وحكم عليها بالسجن 5 سنوات هي ومن معها من الطالبات دون أى دليل عليها واعتمد فى حكمه على تحريات أمن الدولة.


بينما نظر بعين الشفقة للإعلامي أحمد موسى وبرأه من قضايا عدة، وكأنه متخصص فى قضايا "أحمد موسى"، فبعد أن حكم على موسى بالسجن عام فى قضية سب "أسامة الغزالى حرب" لم ينفذ الحكم، وجاء القاضى المنقذ لأحمد موسى ليقضي ببراءته رغم أن السباب كان على الهواء مباشرة. ونظر أيضًا فى قضية سب أحمد موسى للناشطة السياسية "غادة نجيب" وزوجها " هشام عبدالله" وقضى ببراءته.


وبعد أن حكم على موسى شهرين فى قضية سب هشام جنينة ظهر سيادة القاضي ليبرأه مرة ثالثة. (يعنى من الآخر. سب لمن يعجبك واترك الباقي علينا)!


* نفس القاضى الذي نظر فى قضايا المئات من طلاب وطالبات جامعة الأزهر، وحكم عليهم بضياع مستقبلهم وحكم عليهم دون دليل واحد ودون آية أحراز.


* نتحدث هنا عن قاض أعطى أمرًا بإخلاء سبيل الرئيس المخلوع "محمد حسنى مبارك"، والذىي لا يحتاج دليل على فساده وسفك دماء شعبه، بينما حكم بالسجن 5 سنوات، والغرامة 100 ألف جنيه على أحد المحاميين، لأنه انسحب من القاعة كي لا يسمع النطق بالحكم على ابنته!


وحكم على طالبات جامعة الأزهر بأحكام قاسية، معتمدًا فى أحكامه على تحريات الأمن الوطني.


هنا يجب أن نطرح بعض التساؤلات:


1 - ما هى المعايير التى بناء عليها اختير هذا القاضي ليكون خليفة الله في الأرض غير أنه ابن لأحد القيادات العسكرية السابقة؟!


2 - أليس من حقنا أن نتسائل لماذا تخصص هذا القاضي فى عدة قضايا للإعلامي أحمد موسى خاصة بعدما نشرت مواقع إخبارية عديدة عن حصوله على رشوة لتبرئة أحد المتهمين؟!


3 - كيف يمكن لقاض أن يحكم على متهمين دون سماع مرافعات كما حدث مع ياسين صبري؟ وأن يحكم دون دليل واحد أو حرز واحد كما حدث فى قضية أسماء حمدي؟! وكيف يمكن أن يصدر الأحكام بناء على تحريات أمن الدولة التى تختطف الناس من الشوارع وتعذب المواطنين داخل أقسام الشرطة وتلفق القضايا دون أن يراعوا الله فيما يفعلوه؟!


4 - من أهم معايير استقلال القضاء (النزاهة والأمانة والرحمة وعدم الحكم بدون أدلة).. وهنا نلاحظ أن كل هذه المعايير قد افتقدها هذا القاضي، فكيف يمكن أن نصدق أن القضاء مستقل بالفعل؟!


5 - هل من المنطقي أن يعاقب القاضي الأطفال بأقصى عقوبة وينظر بعين الشفقة للرئيس المخلوع حسني مبارك الذى أفسد فى البلاد وسلخ العباد ثم تطالبوننا بعدم التعليق على أحكام القضاء؟!

اقرأ أيضًا:


أتعرف ما هو الوطن يا جمال؟


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة