اجتمع رئيس كوكب المريخ ببعض شباب الكوكب الذين لم يكن بينهم معارضًا واحدًا؛ وألقى عليهم هذا الخطاب:
"عائلتي غنية جدًا، ولكننا نعيش على المياه فقط تضامنًا مع الفقراء، ربما لا تصدقوني، وربما تصدقوني، ولكن عليكم أن تصدقوني؟.. عائلتي لا تحب المحسوبية ولا المفهومية، حتى أن الناس يقولون علينا أعداء الواسطة، أقصد بالناس هنا عساكر الكوكب؛ هكذا يقولون أمامنا..
عائلتي غنية جدًا، ولكننا نعيش على المياه فقط تضامنًا مع الفقراء، ربما لا تصدقوني، وربما تصدقوني، ولكن عليكم أن تصدقوني؟
يظن البعض، وبعض الظن إثم، أننا حصلنا على المناصب لأننا العائلة الحاكمة للكوكب؛ أنا مستاء من كونهم يسيئون بنا الظن دائمًا.. هم يظنون أن ابني الأكبر الذي كان يعمل سابقًا في القوات المسلحة، حصل على رتبة ضابط مقدم بالرقابة الإدارية لأنني أبيه، لا سمح الله لقد وصل إلى هذا المكان بمجهوده، فلماذا لا يجتهد الأشرار مثله بدلًا من أن يحرضون الناس ضد رئيسهم لأن ابنه مقدم بالرقابة الإدارية، على الناس أن يجتهدوا وعلينا أيضًا أن نجتهد، وسنرى من الذي سينتصر.
قالوا أن ابني الثاني رائدًا بالمخابرات العامة، وظنوا أن هذا له علاقة بأنني كنت رئيسًا للمخابرات، وتناسوا ما قلته سابقًا، إننا عائلة لا تحب الواسطة ولا المحسوبية، وكون ابني رائدًا في المخابرات لا يدل إلا على ذكائه الخارق وتفوقه، حتى أنني أشعر بأنه يشبهني كثيرًا في كل تصرفاته، أتمنى له التوفيق والنجاح وأتمنى ألا يلتفت لهؤلاء المحبطين من العوام الذي يحقدون على حكامهم، ولا يعلمون أننا نتعب كثيرًا من أجل أن تبقى الدولة.
أيها الشعب: دعوني أسألكم سؤالًا ذكيًا لم يخطر على بالكم؛ لو كنت قد توسطت بالفعل لابني الأكبر وابني الأوسط، فلماذا لم أتوسط لابني الأصغر؟
أيها الشعب: دعوني أسألكم سؤالًا ذكيًا لم يخطر على بالكم؛ لو كنت قد توسطت بالفعل لابني الأكبر وابني الأوسط، فلماذا لم أتوسط لابني الأصغر وهو الولد الذي يستحق الدلال والمحبة الكاملة لأنه الأصغر، فابني الأصغر لم يحصل على أي مناصب إدارية في كوكب المريخ، فحصل على وظيفة متواضعة جدًا لا علاقة لي بها، إنه مستشار إعلامي لعدة قنوات يملكها رجل أعمال شهير، لكن والله العظيم (3 مرات) لا علاقة لي بحصوله على هذا المنصب.
لقد كان يحلم بالعمل في الإعلام والاستحواذ عليه، فجاء رجل من أقصى الرأسمالية يسعى، يدعمني ويسافر معي، ويحشد كائنات فضائية ليؤيدوني ويرفعون رأسي أمام الكواكب الأخرى، وقال له سأشتري قنوات إعلامية تدعم الرئيس وجرائد ورقية تدعم الرئيس، وستكون أنت المستشار لتلك القنوات، ليس لأنك ابن الرئيس؛ لا سمح الله، ولكن لأنك ابن الزعيم؛ وهناك فرق بين هذا وذاك؛ لا أعلم ما هو، لكني أعلم أن ابني الصغير يملك من الكفاءة ما يجعله مستشارًا إعلاميًا، حتى أن رجل الأعمال توسّل إلينا كي يجعله مستشارًا في قنواته الإعلامية التي وجدت من أجل بقائنا في الحكم؛ وبقائه خارج السجن. إنني أؤمن أن الحرب إعلامية، وأنّ على الناس أن يعلموا كل شئ؛ في حدود ما نسمح لهم بمعرفته.
انتوا بتعذبوني إن أنا جيت هنا ولا إيه؟ فأنا أتفّهم تمامًا أن يظن الناس أني توسطت لأولادي الثلاثة، ولكن لم أتفهّم أبدًا عندما يقولوا أن ابنة أختي تعمل بالنيابة الإدارية وأن هذا دليل على الواسطة، وما ذنبي؟ أنا أصلًا لا أعلم ما دور النيابة الإدارية، ولكني أحبها، ولا أعلم لما أحبها؟. ثم تقولون أني طردت ابنة أحد المستشارين المسئولين عن ملف الفساد لأنني أكره والدها ولأنه يكشف الفساد؟ ميصحش كده! بالعكس يا شعبي، لقد خشيت عليها منكم، لأني أعلم جيدًا أنكم تحبوني وربما تنتقمون ممن يحاولون تشويهي، لذا عليكم أن تتحملون ما لا يمكن تحمّله من أجل أن أبقى وتبقوا ببقائي، ولا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم!
أريد أن أخبركم أن أحد أبناء عمي، مدير عام بالشركة القابضة للكهرباء، بعيدًا عن المجال العسكري تمامًا، ولا علاقة له بالجيش.
أريد أن أخبركم أن أحد أبناء عمي، مدير عام بالشركة القابضة للكهرباء، بعيدًا عن المجال العسكري تمامًا، ولا علاقة له بالجيش، ولا بالشرطة ولا بالقضاء ولا بالنيابة؟ قلت لكم أننا لا نحب المحسوبية! وابن أخي يعمل وكيلًا للنائب العام، لكني أؤكد لكم أنه لا علاقة لي بكل هذه الصدف العجيبة؟ أفلا تؤمنون بالقدر؟!
لي شقيق حصل على منصب رئيس لجنة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، أُحبه جدًا فهو ضحى بوقته من أجل أن يحارب الإرهاب معي، ويغسل الأموال معي، وأنا أثق تمامًا أنه لم يحصل على هذا المنصب إلا لقدرته الفائقة في الغسيل.
أما "حما" ابنتي، يا سبحان الله فؤجئت بأنه محافظًا لإحدى المحافظات من دون أن يخبرني، آه والله، رغم أننا زملاء.
وطبعًا "حما" ابني هو اﻵخر كان رئيس أركان بالجيش، ويجب أن تعلموا أني قلت "كان" حتى تعلموا أن زمن التوريث انتهى.
ولكني طبعًا لا أحب الواسطة ولا المفهومية ولا المحسوبية وأميل إلى أطباق المهلبية!
أريد أن أخبركم أيها الشعب الغاضب الجائع الذي يشتكي من كل شئ، أن ثلاجتي كانت خاوية منذ 10 أعوام إلا من الماء، ولم أفتح فمي، أتعلمون لماذا لم أفتح فمي؟ لأننا لا نحب أن نأكل الطعام ونتركه في الثلاجة، هناك طعام طازج يطبخه بعض عساكر الجيش ليلًا ونهارًا من أجل أسرتي.
أريد أن أخبركم أيها الشعب الغاضب الجائع الذي يشتكي من كل شئ، أن ثلاجتي كانت خاوية منذ 10 أعوام إلا من الماء!
لا أدري لِمَ أنتم غاضبون؟ ما المشكلة أن يختفي السكر ، اشربوا الشاي بلا سكر، وأنصحكم بألا تشربوا الشاي خوفًا على صحتكم لأن شاي الفقراء ممزوج بنشارة الخشب، ما المشكلة لو اختفى الأرز؟ استبدلوه بمكرونة، وأنصحكم ألا تأكلوا المكرونة لأنها تؤدي إلى السمنة، وفي الحقيقة ربما تختفي.
لا تغضبوا أبدًا، ألم تفهموا أني قلت أن ثلاجتي كانت خاوية؟
تشتكون أني رفعت الدعم؟ ولم تحمدوا الله أني لم أرفعكم مثلما فعل من قبلي.
هل تريدون الحصول على الخدمات مجانًا؟ لا تقولوا أنكم تدفعون أموال الدعم من ضرائبكم، لأن هذا واجبكم تجاه الوطن؛ الذي يخدم الحكومة؛ التي تخدمني.
أرجوكم، توقفوا عن حرق أنفسكم في الشوارع، فثلاجتي كانت خاوية.
لا تتحدثوا عن الدولار وارتفاع سعره، لأننا شعب أصيل لا يجب أن نتحدث عن الغرباء. فثلاجتي كانت خاوية ولم أفتح فمي.
وأخيرًا: "يحيا كوكب المريخ 3 مرات. وثلاجتي كانت خاوية".
موضوعات متعلقة: