بلطجية احتلوا بيوتنا.. وخطاب لم يلقه الرئيس


EPA



بلطجية

"اقتحمت مجموعة من البلطجية منازلنا، ودمروها وغيروا معالمها، وأغلقوا المداخل والمخارج، حدث هذا بعد أن اغتصبوا نساءً وقتلوا أطفالًا وعذبوا شيوخًا؛ وهدموا مدارس كانت مدارسنا وبنوا مكانها مدارس خاصة بهم فقط، وصارت لهم محال تجارية كانت في الأصل لنا، كما غيروا لغتنا الأصلية.. قلنا لهم اخرجوا فإنها منازلنا، وإنها منطقتنا، ولكنهم لم يستجيبوا، وعلى كل حال نحن لم ولن نقاومهم ولن نطردهم من ديارنا، لأنهم الآن عُزّل، سنظل نردد كالببغاوات (اخرجوا من ديارنا، اخرجوا من ديارنا) ولن نمسهم بسوء، وبالتالي لن نقتلهم، سنتركهم وحالهم ونبحث عن مكان غيره لنعيش فيه بسلام وآمان كي لا نؤذي أنفسنا، وكي لا يصفنا أحدهم بأننا بلطجية؛ حتى لو كان معنا كل ما يثبت أن الديار ديارنا".

هذه قصة لا يمكن لعاقل تصديقها، أليس كذلك؟!

لو كنت مكانهم ستدافع عن منزلك حتى لو أدى دفاعك إلى قتل أحد البلطجية، وبالطبع لا يمكن لعاقل أن يصفك بالمجرم لأنك قتلت أحدهم دفاعًا عن أسرتك وبيتك وعن منطقتك التي تسكنها، المجرم هو البلطجي الذي حصل على أرضك ومنزلك عنوة بقوة السلاح، حتى لو مرت أعوامًا كاملة.

هذا تمامًا ينطبق على فلسطين، وعلى المقاومة، وعلى المستوطنين.

في اللغة العربية: استوطن فلانٌ المكانَ؛ أي أقام في بلد غريب واتّخذه وطنّا له.

والمستوطنات مصطلح يُطلق على التجمعات الاستعمارية الصهيونية التي تم بناؤها على الأراضي التي اغتصبتها إسرائيل في فلسطين. والأصل أن إسرائيل ليست دولة، إنها مشروع استيطاني استعماري.

في العهد العثماني؛ قامت الحركة الصهيونية بزرع مستوطنات في فلسطين العربية وأنشأوا أحياءً كاملة خاصة باليهود، كانت أشبه بمناطق معزولة وسط بلاد العرب، وفي عام 1882 وصل عدد المستوطنين في فلسطين نحو 24 ألف يهودي، وفي عام 1917 زادت أعدادهم ووصلوا 85 ألف يهودي، وفي نهاية 1918 كان بحوزة المستعمرين أو المستوطنين من أراضي فلسطين 418,000 متر. (418 دونم).

وبلغ عدد المستوطنات المقامة من سنة 1918 حتى 1948 نحو 363 مستوطنة، ودمر الصهاينة 5 قرى في صفد وحولتها إلى مستعمرات؛ كما أزالوا 5 قرى في طبريا، و4 في بيسان، و10 في الناصرة، 6 في عكا، و20 في حيفا، و5 في يافا، وبلغت مجموع القرى التي محيت خلال هذه الفترة 61 قرية، أخرجوا منها أهلها واستوطنوا مكانهم.

وبعدها جرت عمليات ترحيل قسري للسكان الأصليين لفلسطين؛ وفي ذلك قال موشي شاريت، ثاني رئيس وزراء لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في رسالة إلى ناحوم جولدمان، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية عام 1948، قال: "إن إخراج العرب هو حدث رائع في تاريخ إسرائيل كما يعتبر الحدث أروع من إقامة دولة إسرائيل نفسها".

وحتى نهاية عام 1958 كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد صادرت نحو مليون دونم من الأراضي الفلسطينية (والدونم يعادل 1000 متر مربع).

ومرت فلسطين بمرحلة من أصعب مراحلها خلال عدوان 1967 واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان، فهنا ظهرت الدوافع الدينية لدى المستوطنين اليهود، وهي إقامة مجتمع خاص باليهود فقط؛ ووضعت دولة الاحتلال الإسرائيلي قوانين تمنع السكان الأصليين لبلاد فلسطين من العودة لأراضيهم، أو عودة أراضيهم إليهم. وشرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إقامة أحياء جديدة في القدس، ومستعمرات في الضفة الغربية، وقطاع غزة والجولان، كما هدم الاحتلال حي المغاربة واستولى على عقارات كثيرة.

ازدادت أعداد المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية حتى وصلت عام 2014 إلى حوالي 600.000 مستوطن.

وتسمح دولة الاحتلال الإسرائيلي حاليًا للمستوطنين في الضفة الغربية بحمل السلاح ولا تعاقبهم عند اعتدائهم على مزارعي فلسطين.

باختصار:
- المستوطن أخذ مكان غيره من (الفلسطينيين) جبرًا، ومن حق الفلسطينيين الدفاع عن أرضهم بأي شكل، وهذا لا يعد إجرامًا، بل عكسه يعد تخاذلًا وخيانة.

- المستوطن يعد جنديًا وليس مدنيًا، لأنه يملك السلاح ويشارك في قتل الفلسطينيين ولا يعاقبهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بل إنهم في الأصل جيش الاحتلال ذاته. فقتله يعد من واجبات الدفاع عن الأرض.

- المقاومة ليست إرهابًا، الدفاع عن الأرض ليس إجرامًا، المُحتل يُقتل؛ ويُستثنى من هذا الأطفال حتى يكبروا ويصيروا جنودًا في جيش الاحتلال.

خطاب لم يلقه الرئيس
أدان الرئيس المصري في كلمته خلال الاحتفال بافتتاح صرح عسكري جديد، أدان سعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي لقمع أشقائنا في فلسطين وأضاف أنه شعبه المصري يتطلع إلى اتخاذ خطوات فورية ولازمة لإعادة الأراضي التاريخية التي يملكها الفلسطينيون، فضلًا عن رفع الضغوط الممارسة ضدهم.

وقال السيسي: "إنني أؤكد أن مصر لن تقف صامتة حيال الممارسات والانتهاكات التي تقيد عبادة المسلمين وتضر بقداسة المسجد الأقصى، وإن الدفاع عن الأقصى الذي يعد أولى القبلتين، ليست مهمة الأطفال الفلسطينيين الذين لا يملكون أسلحة سوى قبضاتهم وأحجارهم فقط بل هي مهمة مشتركة لكافة من يؤمن بالإنسانية، وإننا نعد إخواننا المقاومين في فلسطين بأن نبذل كل ما بوسعنا من أجل القدس الشريف والقضية الفلسطينية".

باسمي وباسم شعب مصر أعبر عن شكري وامتناني لجميع المواطنين الفلسطينيين الذين نزلوا إلى الساحات ورفعوا أيديهم لنصرة القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، كما أنعي شهداء فلسطين رحمهم الله.

تحيا فلسطين، تحيا مصر، تحيا مصر. 

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة