خطاب السيسى الموزون 1

السيسي متحدثاً عن الديمقراطية (الاشتراكيون الثوريون)

لسماع المقال اضغط هنا

كالعادة يحتشد بعض الفنانين والفنانات من أعداء ثورة 25 يناير حتى يهتفوا باسم ملكهم المنقذ "عبد الفتاح السيسي" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة و يشجعونه بحرارة: "السيسي عمهم، حارق دمهم" فربما تظن أن هناك مباراة كرة قدم بين رؤساء العالم تستدعي تشجيع السيسي حتى يلعب بشكل جيد وحتى يكسب المباراة التي يرتدي فيها السيسي البدلة المدنية الاحتياطية للبدلة العسكرية، ولكن الغريب أنه الوحيد ضمن رؤساء العالم الذي يصطحب معه جمهوره من الفنانين والفنانات، والمذيعين منهم والراقصات، الطالبين المناصب والطالبات، كأن الرجل يطمئن بوجودهم بجانبه، مع أنهم دائمًا يتسببون فى فضائح مضحكة مبكية. ويبدأ السيسي خطابه أمام الجمعية العمومية:


1- نوجه لكم التحية باسم هذا الشعب العظيم الذى عانى من أجل مواجهة وتغيير أفكار متشددة كتلك الأفكار التى عانت منها ملالا يوسف.


أما "ملالا يوسف" فهي تلك الفتاة الباكستانية والحقوقية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عندما كان عمرها 17 عامًا بعدما تعرضت لمحاولة اغتيال من الجماعات الإرهابية بسبب تدويناتها ضدهم، وعانت من الأفكار المتطرفة والإرهاب، تلك الأفكار التي لا تؤمن إلا بالقتل وتصفية المعارضين وبث الرعب فى نفوس جميع الخلق حتى يتعظوا ويستسلموا لحكم الإرهاب. فى نفس اليوم الذي كان يتحدث فيه السيسي عن "ملالا يوسف" تمت تصفية 9 مواطنين فى أوسيم على يد قوات الأمن بشكل غير طبيعي، كما تم تصفية 9 قبلهم فى شقة بأكتوبر فى شهر يوليو الماضي بدعوى أنهم إخوان. ولا يمكن أن ننسى تصفية الطالب إسلام عطيتو، فتصفية المعارضين يعد أسلوبًا من أساليب الإرهاب، كما أن اختطاف الناس وإخفائهم كما حدث مع أشرف شحاتة أحد مؤسسي حزب الدستور والمختفي قسريًا منذ ما يقرب من عامين يعد أعلى مراحل الإرهاب.  كما أننا يجب أن نتساءل: ما علاقة الإرهاب بقيادات حرب اللاعنف فى مصر كعمرو علي وأحمد ماهر ومحمد عادل وعلاء عبدالفتاح وغيرهم ممن يقبعون في سجون النظام العسكري؟! فمن المؤكد أن مثل هؤلاء لا يهددون شبيهات "ملالا" لأن شبيهات "ملالا" كـ "سناء سيف" قد مارس النظام العسكري الإرهاب ضدهن واعتقلهن دون سبب واضح، فلا يجب أن نفرق بين إرهابى يدعى التدين وإرهابى يدعى الوطنية، تعددت الصفات والإرهاب واحد.

2- لقد وضعنا فى أجندتنا أهدافًا غير مسبوقة للحد من الفقر والجوع.

يؤكد لنا المستشار أحمد الزند - الذي يعتبره السيسي خير من يمثل العدل - أن الفقير لا يمكن أن يتساوى مع من يحكمون البلاد، ويتجلى هذا التأكيد فى تصريحه الشهير لتوفيق عكاشة "نحن أسياد وسوانا العبيد".. هذا الرجل الذي أشهد له بصراحته الوقحة فى محاولته التفرقة بين الأغنياء والفقراء، وفى أن يعرف كل واحد مقامه عندما قال: "لو القضاة مصيفوش فى شرم الشيخ مين اللى هيصيف فيها؟!". وبعيدًا عن معاداة ذلك الزند لتلك الطبقة الفقيرة من أبناء الشعب وبعيدًا أيضًا عن الأسعار التي ارتفعت بشكل غير مسبوق، لا يمكن أن ننسى ذلك المشهد لوزارة الداخلية وهي تهدم عشش الفقراء بالدقي وتقمع بالغاز والخرطوش تظاهرة الفقراء الذين اعترضوا على عدم تسليمهم أماكن بديلة كما وعدتهم الحكومة، كان هذا فى نفس الوقت الذي اقتحم فيه نحو 2000 من أمناء الشرطة مديرية أمن الشرقية وأتلفوا المكاتب ومنعوا وصول المسؤولين مكاتبهم وهتفوا ضد وزير الداخلية دون أن يتعرض لهم النظام بأذى، على العكس استجاب فورًا لأغلب مطالبهم لأنهم فصيل أساسي يعتمد عليه النظام فى قمع هؤلاء الفقراء الذين اعترضوا على هدم مساكنهم.

3- كما أننا نسعى لتوفير الرعاية الصحية للقادرين وغير القادرين.

يمكننا أن نحذف كلمة غير القادرين من الجملة السابقة حتى تتسم بالمصداقية، ففي أغسطس الماضي نشرت بعض المواقع الإخبارية صورًا لأحد المرضى من غير القادرين بمستشفى الجيزة لم يسأل عليه أحد، فقررت إدارة المستشفى رميه فى حديقة المستشفى لأنه لا يملك حق علاجه فتوفى المريض بعد ساعة واحدة من رمية فى الحديقة. ولأن آفة حارتنا النسيان فتناسى الجميع قضية هذا الرجل ولا نعلم إلى الآن مصير التحقيقات مع المسؤولين عن تلك الجريمة. كما أن مثل تلك الجرائم لم تتوقف، ففي 17 سبتمبر 2015 طرد طبيب بمستشفى أبو المطامير العام بمحافظة البحيرة المواطن حمدان السيد خليل، عامل باليومية فى مشروعات المقاولات، وقال له: امشي ريحتك وحشة. ورفض أطباء المستشفى علاجه مما أدى إلى فقدان الرجل حياته.

4- كما أننا وضعنا فى خطتنا أهدافًا غير مسبوقة لصعود مستوى التعليم للجميع.

في حقيقة الأمر لا أدري متى وضعت تلك الأهداف غير المسبوقة للصعود بمستوى التعليم (للجميع)، ولا أدري متى بدأ السيسي ونظامه فى تنفيذ تلك الأهداف؟! فما زال التعليم فى مصر ينقسم إلى طبقات:طبقة المدارس الدولية (الطبقة العليا).. وهي تلك الطبقة التى يدرس بها نحو 5% من أبناء الشعب ممن يقدرون على دفع 40 ألف جنيه فى العام الواحد، تلك المدارس المكيفة والتي لا يمكن أن تسمع فيها عن حالات التسمم ويكون العقاب فيها بممارسة التمارين الرياضية، وطبعًا تختلف مناهج تلك المدارس عن مناهج التعليم الحكومية.طبقة المدارس الخاصة والتجريبية (الطبقة المتوسطة).. ويدرس فيها الطالب مناهج حكومية لكن المباني بها جيدة ولا يتخطى عدد الطلاب فى الفصل الواحد 40 طالبًا، بالإضافة إلى توفير وسائل مواصلات للطلاب.طبقة المدارس الحكومية (الطبقة السفلى).. وهي تلك الطبقة الكادحة التي تتعلم الجهل والتى تُضرب بالعصا على الأقدام والتي تنظف ساحة المدرسة فى حصة الألعاب والموسيقى، والتى يتعرض أبناؤها لحوادث الطرق بعد خروجهم من المدرسة لأن "الباص" لا ينتظرهم كأبناء الطبقة المتوسطة والعليا؛ فالتعليم فى بلادي طبقات كالعمل والمناصب الحكومية.

5- أؤكد فى هذا الصدد على أهمية مشاركة كافة فئات المجتمع فى عملية التنمية المنشودة.

أؤكد على أهمية مشاركة الجميع عدا التيار الإسلامي والليبرالي والعلماني والاشتراكي، وعدا شباب 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون وكل من شارك فى الثورة، فكل هؤلاء مكانهم السجون ولن أسمح بدخولهم مجلس الشعب ولن أسمح بظهورهم فى وسائل الإعلام، فوسائل الإعلام لي أنا وحدي ولمن يؤيدوني ولا يفكرون فى انتقادي مهما فعلت.

6- كما نهتم بمشاركة المرأة فى شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ويجب هنا أن نتساءل من هي المرأة التي يجب أن يهتم نظام السيسي بمشاركتها فى الحياة السياسية؟!هل هي تلك المرأة التي تشبه الحقوقية "داليا زيادة"، والتي أعلنت قلقها البالغ من الإفراج عن بعض شباب الثورة؟ أم تلك المرأة التي تشبه الحقوقية "يارا سلام" التي قضت فى السجن نحو 14 شهرًا لأنها طالبت بالإفراج عن شباب الثورة؟ هل هي تلك المرأة التى تهتف للسيسي وتقبل صورته وتصفه بأنه الرجل الوحيد فى مصر؟ أم تلك المرأة التى تهتف ضد السيسي ونظامه لأنها أدركت أن ظلم النظام الحالي لم ولن يرحم أحد؟!
أعتقد أن الإجابة واضحة.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة