مدد
رحل “شهداء المنيا” صباح اليوم” و من ثم بدأت تتواتر الأخبار لتخلق ملامح صورة ـ كئيبة بطبيعة الحال ـ عن كيفية وقوع هذا الحادث الذى أودي بحياة نحو 35 شهيدا أغلبهم من الأطفال بحسب الأسقف العام للأقباط في هجوم إرهابي غير مفاجىء ليس فقط بسبب ما صدر من تهديدات سابقة من جماعات إرهابية باستهداف الأقباط ولكن بسبب تحذيرات أعلنت عنها السفارات الأجنبية صباح أمس وحذرت فيها من هجوم وشيك تنفذه جماعة حسم” الإرهابية خلال 48 ساعة فى مصر.
هذا الهجوم الذي لم يأت نتيجة معلومات استخبارتية خاصة لدى تلك السفارات، ولكن بناء على تنويه من الكيان الإرهابي نفسه، نشره على أحد المواقع التابعة له، تنويه وتحذير، تجاهلتهم وزارة الداخلية المصرية ولم تتعامل معهم بالحيطة المطلوبة، ليس هذا فقط بل أصدرت تصريحات مساء أمس تنفي صحة ما جاء بتلك التحذيرات.
فكان موعد “هؤلاء الأطفال” مع هذا الصباح.
صباح كان يمكن تدارك كأبته
استقبلت مصر في تمام العاشرة صباحاُ تصريحاتٍ من اللواء عصام الدين البدوي، محافظ المنيا، اعلن فيها أن أكثر من 28 شهيدًا سقطوا في الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة للأقباط في محافظة المنيا.
وصرح مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية بأن “ثلاث سيارات دفع رباعي قامت بإطلاق النيران بشكل عشوائى تجاه أتوبيس يقل عددًا من المواطنين الأقباط أثناء سيره بالطريق الصحراوي الغربي دائرة مركز شرطة العدوة”.
وأضاف “انتقلت القيادات الأمنية إلى محل الواقعة وتبين وقوع الحادث أثناء سير الأتوبيس بأحد الطرق الفرعية الصحراوية متوجهاً إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدو”.
وبحسب الرواية الرسمية لوزارة الداخلية، فإن عدد الضحايا بلغ 26 مواطنًا، وإصابات لم يتم حصرها بعد.
وقالت قناة سكاي نيوز عربية، قالت “إن 10 ملثمين تقريبا استهدفوا الحافلة في طريقها إلى دير في المنيا بالطريق الصحراوي الغربية”
ونقلت بوابة الأهرام عن مصدر كنسي أن “رحلة الدير كانت مخصصة للأطفال الصغار، وأن هذه الرحلة اعتيادية ويتم تنظيمها للأطفال بين الحين والآخر، ويكون معروفًا موعد انطلاقها في الصباح، مشيرا إلى أن الرحلة يكون عدد أفرادها نحو 40 طفلًا، ومعهم خادم واحد فقط من الكنيسة.
وتابع: ما أعرفه أن جميع الأطفال ماتوا، ولم يتبق سوى ثلاثة منهم إصاباتهم خطيرة.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية اليوم الجمعة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا لاجتماع أمني مصغر لمتابعة حادث المنيا الإرهابي.
التحذيرات لا تتحدث العربية
تحذير السفارة الأمريكية |
الملفت للنظر أن قوات الأمن لم تتخذ إجراءات الحيطة الأمنية جيدًا ليس فقط فيما يتعلق بتوفير دوريات أمنية لحماية مثل تلك الرحلات ولكن بالتعامل الجدي مع تحذيرات أعلنت عنها جماعات إرهابية أول أمس .
فخلال الأسبوع الجاري أعلنت أحد المواقع الإلكترونية التابعة لجماعة “حسم” الإرهابية أن هناك هجوم إرهابي سيحدث قريبًا، إلا أن وزارة الداخلية لم تهتم لهذه التحذيرات.
وحذرت السفارة الأمريكية بالقاهرة، مساء 24 مايو الجاري، رعاياها المتواجدين في مصر، من تهديد “محتمل” لـ”حركة سواعد مصر”، المعروفة بـ”حسم” الإرهابية. وذلك بعد نشر الحركة الإرهابية مقطع فيديو عبر حسابها بموقع “تويتر”، قالت فيه إنه لهجوم على حاجز أمني بحي مدينة نصر، أسفر عن مقتل 3 شرطيين بينهم ضابطان وإصابة 5 آخرين، مطلع مايو الجاري.
وقالت السفارة الأمريكية، في رسالة نشرتها عبر موقعها الإلكتروني، إنها تحذر الأمريكيين المتواجدين بمصر، من “تهديد محتمل”.
كما استشعرت السفارة الألمانية بالقاهرة الخطر على رعاياها أيضًا، وقال مسؤول في السفارة الألمانية في القاهرة، إن السفارة وجهت رسالة أمنية للمواطنين الألمان والمؤسسات الألمانية العاملة في مصر وذلك بتوخي الحذر، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة “مانشستر” البريطانية من تفجير إرهابي.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا بأن الشركات الكبرى في مصر و منهم “إتصالات، ومايكروسوفت، وشل وإكسا” حذروا موظفيهم من التجمعات ودور العبادة خلال ال48 ساعة القادمة.
أوضاع الداخلية .. المستقرة
“وزارة الداخلية” كان لها رأي آخر، فقد قررت الرد على تحذيرات السفارة الألمانية، وأكدت على أن الأوضاع مستقرة، وقال مصدر أمني في تصريحات للصحف المصرية إن وزارة الداخلية في حالة استنفار أمني مستمرة، لتأمين المنشآت والمواطنين والرعايا الأجانب، وذلك ردا على تحذير السفارة الألمانية لرعاياها في القاهرة، بأخذ الحيطة والحذر خشية وقوع عمل إرهابي.
وأضاف المصدر، أن “الداخلية” لم تردها حتى اللحظة، معلومات عن عمليات إرهابية قد تحدث، وأن الأوضاع مستقرة، والأجهزة الأمنية تتخذ إجراءات الحيطة والحذر على مدار الساعة.
يذكر أن قوات الأمن خلال الأسبوع الجاري قد ألقت القبض على نحو 30 شابًا من القوى المدنية من بيوتهم بشكل مفاجئ، كما احتجزت قوات الأمن المرشح الرئاسي المحتمل “خالد علي” لمدة 24 ساعة، وحظرت السلطات 21 موقعًا اليكرونيًا بينهم موقع “مدى مصر” بزعم محاربة الإرهاب.
..
رحل “الشهداء” دون أن تصل لهم تلك المعلومات التي هى الآن بين يديك وسط خوف يسكن الجميع من أن يكون هو “الشهيد القادم” الذي يحمل لهم تلك الأخبار، وهو في طريقه .. إلى هناك