(1)
تعرضت لضربٍ ترك على جسدي علامات في سجن أبو زعبل، مارس 2015، بعدها دخلت "زنزانة التأديب لمدة أسبوع".
زارني حينها "المجلس القومي لحقوق الإنسان" وخلعت ثيابي أمام د. صلاح سلام، عضو نقابة الأطباء، "عضو نقابة الأطباء، وأمام طبيب السجن برتية "رقيب"، فتأكد "القومي" من علامات ضربٍ على جسدي، وكان هناك طالبًا يدعى علي قاعود.. أخبرت "الوفد الحقوقي" حنيها أنه قد تعرض للتعذيب؛ فطلب المجلس من قيادات الداخلية إحضاره، لكن اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام، وكان حينها مساعدًا لحقوق الإنسان، أخبرهم بأن جهاز الكمبيوتر "بايظ" ولا نعلم أين علي قاعود؟ "كانوا قد أخفوا علي في مكان مجهول لأن جسده كان ممتلئًا بعلامات التعذيب".
أصدر القومي بيانًا يفيد بوجود تعذيب في سجن أبو زعبل، فظهر اللواء أبو بكر، في وسائل الإعلام ليعلن أن علامات الضرب التي كانت على جسدي "وحمة قديمة".
ما علينا.
(2)
19 مايو 2015
كان يوم من أيام الإمتحانات في جامعة عين شمس، كلية الهندسة، فوجئ طلاب لجنة 260، بالفرقة الرابعة، قسم الكهرباء، بدخول شخص مجهول بصحبة أحد موظفي الكلية؛ ليسأل عن الطالب "إسلام صلاح الدين عطيتو"، ليأمره بالذهاب إلى شئون الطلاب بعد انتهاء الامتحان؛ ولكن الشخص المجهول اصطحبه إلى مكان مجهول، لينضم "عطيتو" إلى المختفين قسريًا، وفي صباح اليوم التالي، كان "عطيتو" قد انضم إلى الموتى. بعدما اختطفته قوات الأمن.
لم يجد سيادة اللواء أبو بكر عبد الكريم، غضاضة في أن يعلن للرأي العام بأن "عطيتو" قد قتل بعد تبادل إطلاق النيران مع قوات الأمن، حيث أنه منتمي إلى جماعة إرهابية. كما نفى ذهاب "عطيتو" إلى الجامعة من الأساس أو اختطافه منها. لكن أحد أساتذته قدم دليلًا للنيابة على أن عطيتو حضر إلى الجامعة وأدى الإمتحان وأن اسمه قد تم تسجيله مع من أدوا امتحاناتهم في صباح يوم اختطافه.
(3)
دائمًا يعلن اللواء أبو بكر عبد الكريم، بأنه لا يوجد إخفاء قسري، وأن أهالي من قدموا بلاغات تفيد باختفائهم؛ وأنهم يعلموا أماكنهم، كما يعلن أن بعض المختفين قد انضموا لـ "داعش"، ويطالب من يروجون ادعاءات بالإخفاء القسري بإثبات صحتها وتقديم الدليل. فهيا بنا نقدم بعض الأدلة:
* لعل قصة "إسراء الطويل، وعمر علي، وصهيب سعد" تعدّ أشهر قصص الإخفاء القسري، فقد اختطفوا من الشارع في 1 يونيو 2015، وأنكر اللواء أبو بكر، حينها احتجازهم في أي مقرات تابعة للأمن؛ واتهم إسراء بأنها تدعي الإختفاء من أجل تشويه وزارة الداخلية؛ وبعد 18 يومًا أثبتت الأيام أن إسراء وصديقاها محتجزين لدى وزارة الداخلية بشكل غير قانوني. لكن سيادة اللواء لم يعلق على ظهورهم في مقرات الأمن، وكأن شيئًا لم يكن، لكنه صرّح فيما بعد أن إسراء متهمة بمحاولة رصد قيادات الدولة وتصويرهم.
* إسلام خليل، ظل مختفيًا لمدة 122 يوم، بعدما قبض عليه من منزله بطنطا، وحرر له محضرًا يفيد بالقبض عليه في مدينة نصر، وظهر في الإسكندرية متهمًا بمحاولة اقتحام سجن برج العرب. فعلينا أن نتساءل؛ ما هي نوعية القنابل الفتاكة التي كانت بحوزته في أثناء محاولة إقتحام السجن؟ لا شيء في حوزته!
ظهر معه "إبراهيم إسماعيل سيد، أشرف محمود صبري، عبد الرحمن عاطف، محمد رضا عبد العزيز" في نفس القضية، وجميعهم لم يلتقوا إلا في السجن.
* في نوفمبر 2015، غرقت الإسكندرية في مياه الأمطار، فتعرضت الحكومة لانتقادات واسعة بعد خراب بيوت بعض السكندريين بسبب عدم استعدادها للأمطار، فأعلنت وزارة الداخلية حينها أنها تمكنت من القبض على خلية إرهابية متورطة في سد المصارف ومواسير الصرف الصحي، وإتلاف صناديق القمامة.
الأمر لم يكن مضحكًا. فبيان الداخلية حينها قد كشف عن مكان 17 شخصًا من المختفين قسريًا، كانت أهاليهم قد تقدمت ببلاغات تفيد بإخفائهم قسريًا. الأكثر غرابة أن هؤلاء الـ17 شخصًا قد غرقت الإسكندرية في أثناء فترة اختفائهم.
* في 27 يوليو 2015 تقدم بعض الأهالي بشكوى للنائب العام تفيد باختفاء "يحي عاطف فراج، ووالده عاطف فراج" فطلبت النيابة من قسم منشاة ناصر، التحري عن الواقعة، وجاء رد القسم في 26 نوفمبر بأنهما قد قبض عليهما عن طريق الأمن الوطني، ولكن المحضر كتب فيه أنهما قد أُلقي القبض عليهما بتاريخ 3 يناير 2016، أي بعد 6 أشهر من اختفائهما قسريًا.. "هذه الشهادة أدلى بها المحامي الحقوقي حليم حنيش".
* شريف العفيفي، اختطفته قوات الأمن من منزله ب "الجيزة" أمام أعين الناس في 26 نوفمبر الماضي. بحثت أمه عنه في كل أقسام الشرطة بمحافظة الجيزة، من دون فائدة؛ تقدمت بعشرات الشكاوى لمكتب النائب العام؛ لكن من دون رد. أخيرًا ظهر شريف في أمن الدولة بأكتوبر؛ متهمًا بالانتماء لجماعة. الطريف أن تدويناته توضح أنه لا يحب الجماعة!
* محمد حمدان، بني سويف، اختفي في 10 يناير 2016، وظهر في 25 يناير مقتولًا برصاص الداخلية، وكان أهله قد تقدموا ببلاغات للنائب العام تفيد باختفاء بعد إلقاء القبض عليه من منزله. فأعلن اللواء أبو بكر، حينها أنه قد قتل في تبادل لإطلاق النيران بينه وبين قوات الأمن.
* رصدت المفوضية المصرية للحقوق والحريات 340 حالة إخفاء قسري في عام 2015، ظهر منهم 200 حالة "هذا ما رصدته المفوضية فقط"
(4)
في أغسطس 2015، اتصل ب "أحمد موسى" على قناة صدى البلد، ليعلن أن الوزارة لن تفض تظاهرات أمناء الشرطة المطالبين بتحسين أوضاعهم في الشرقية، وقال أنهم أولاد الوزارة. أغلق سماعة الهاتف؛ وبعدها بدقائق نزلت قنابل الغاز المسيل للدموع كالمطر على أمناء الشرطة لتفض اعتصامهم بالقوة.
(5)
في نوفمبر 2015، اعتقلت قوات الأمن، صلاح دياب، مؤسس جريد المصري اليوم، من منزله وصورته بالفيديو والصور، وأرسلت الداخلية صوره لوسائل الإعلام وهو موثق اليدين بشكل مهين، ولكن مساعد وزير الداخلية أنكر حينها أن قوات الأمن صورته؛ ربما لم تصوره قوات الأمن، واكتفت باصطحاب أحد الصحافيين معها؛ ليتولى أمر التصوير بجودة عالية.
(6)
في فبراير الماضي اشتعلت أزمة الاعتداء على طبيبي المطرية، والتي أدت إلى انتفاضة الاطباء في نقابتهم واحتشاد أكثر من 10 آلاف طبيب في الجمعية العمومية غير العادية، أنكر وقتها أن أمناء الشرطة قد اعتدوا على الطبيبين؛ كما أكد أن أمناء الشرطة البالغ عددهم 8، هم المعتدى عليهم وهم الضحايا. لكن سرعان ما تبدل موقفه وأعلن أن الداخلية لا يمكن أن تتستر على التجاوزات في واقعة سحل ثمانية امناءشرطة لطبيبين بمستشفى المطرية. هذا بعدما اعلنت المستشفى عن وجود فيديوهات تفيد باعتداء الأمناء على الطبيبين. يذكر أن النيابة قد أخلت سبيل أمناء الشرطة في أول تحقيق لهم.
(7)
قال اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام، أن أجهزة الأمن ألقت القبض على "حسن مالك" وآخرين، لأنهم تسببوا في احداث أزمة اقتصادية وسحبوا العملات الأجنبية من السوق؛ مما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار. نُشر هذا الخبر في أكتوبر 2015، في معظم وسائل الإعلام الرسمية. حتى أن بعض الجرائد حينها أعلنت أن الداخلية أخيرًا قضت على الدولار وأنه سينخفض بعد القبض على حسن مالك وأصحابه. لكن في مارس من العام الحالي أعلن الدولار اغتصاب الجنيه، وارتفع سعره إلى 10 جنيهات. في مخيلتي أن مساعد وزير الداخلية قادر على أن يعلن أنهم وجدوا دولارات في زنزانة حسن مالك من أجل صناعة أزمة اقتصادية.
(8)
نشرت جريدة الوطن في شهر يناير الماضي، فيديو يظهر فيه اعتداء، أمين شرطة، على "سيدة" بمترو الأنفاق وصفعها على وجهها. لم يجد مساعد الوزير حينها صعوبة في أن يدلي بتصريحه ل "وائل الإبراشي على الهواء مباشرة، بأن أمين الشرطة لم يضربها ولم يتعرض لها. كان ينكر واللقطات تُعاد؛ والصفعة تلطم وجه المرأة؛ ووائل الإبراشي ينظر للشاشة متعجبًا من تصريح اللواء أبو بكر، فكيف يمكن للمرء أن يكذّب ما يراه بعينيه ويصدق ما يقوله سيادة اللواء؟! ولكن لا تقلق سيادة اللواء؛ هناك من يصدقك.
(9)
فوجئ د. علاء الأسواني بإلغاء ندوته بالإسكندرية في ديسمبر 2015، لدواع أمنية، وفوجئ أيضًا بظهور مساعد وزير الداخلية على الهواء ليعلن أن الامن لم يلغِ الندوة. واتهام الدكتور علاء الأسواني بأنه من ألغاها بنفسه!
(10)
رغم أن أمين الشرطة الذي قتل دربكة" شهيد الدرب الأحمر" أعلن في تحقيقات النيابة أنه أطلق النار على الضحية بعد استفزازه، فاستقرت الرصاصة في منتصف رأس الضحية. إلا أن سيادة اللواء كان مُصرًا على أن الطلقة قد خرجت من سلاح أمين الشرطة دون قصد.
(11)
صدى البلد، 25 مارس 2016
مساعد وزير الداخلية اللواء أبو بكر عبد الكريم، يعلن تفاصيل مقتل 5 أشخاص متهمين بقتل ريجيني.
26 مارس 2016، مداخلة لمساعد الوزير مع خيري رمضان على الهواء.
= العصابة قالت للطالب الإيطالي إنت بتتعامل مع جماعة ارهابية.
- هما بيتكلموا انجليزي يا افندم؟
= اييييييه، هما اتعاملوا معاهم يا أفندم، وخدوه البنك خلّوه يسحب 10 دولار.
يتسائل خيري رمضان متعجبًا:
- يعني الإيطالي دخل البنك، سحب 10 آلاف دولار ورجع اداهم الفلوس من غير ما يستنجد؟ أصل مفيش ماكينة بتسحب 10 آلاف دولار يا أفندم.
= أيوه، دخل البنك ورجع اداهم الفلوس.
وهكذا، نسي سيادة اللواء أن هناك كاميرات في البنوك وخارجها يمكنها رصد الداخل والخارج، ونسي انه لا يمكن لأحدهم أن يسحب 10 آلاف دولار، لا من ماكينة ولا من بنك؛ ونسي أنه لا يمكن لعاقل أن يصدق أن الإيطالي دخل البنك ولم يصرخ مستغيثًا بالأمن؛ كما نسي أن يخبرنا كيف علم بتلك المعلومات رغم أن ال5 أشخاص قد تمت تصفيتهم؟!
* نقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء، تصريحًا لوزير الداخلية الإيطالي "أنجلينو ألفانو" قال فيه: أن المحققين المصريين راجعوا موقفهم في قضية ريجيني، بعدما رفضت روما سيناريو مقتله على يد عصابة إجرامية.
بعدها أعلن سيادة اللواء أبو بكر عبد الكريم، أن الداخلية لم تقل أبدًا أن العصابة التي تمت تصفيتها متهمين بقتل ريجيني.
اقرأ أيضًا